رحلة جحا ومحمود.. 12 ساعة في انتظار "مجزرة الرشيد"

ذهب عبد الله جحا إلى مكان المساعدات، محاولا الحصول على الطحين لوالديه، لكنه أُصيب جراء الرصاص الإسرائيلي.

يحكي جحا لرويترز: "رايح أجيب كيس طحين أطعم أهلي، إحنا ميتين من الجوع، لا يوجد شيء لدينا، ولا عنا أكل ولا نأكل إشي.. خشوا علينا طخوا علينا وقذائف وهجموا علينا وفعصونا".

وأصيب جحا، الذي وضعت ضمادة على وجهه، برصاصة في الرأس.

وأضاف: "أخوي الصغير والله بعيطلي بدي أكل بدي أكل من وين أجيبله أروح أنا؟".

قال محمود أحمد، إنه انتظر القافلة منذ مساء الأربعاء، 28 فبراير، التي وصلت صباح الخميس، وإن الجوع أجبره على المخاطرة بالذهاب إلى مكان وصول الشاحنات على أمل الحصول على الطحين لأطفاله.

ومع وصول شاحنات المساعدات إلى شمال غزة، توجه نحوها، لكن دبابة وطائرة مسيرة، على حد قوله، بدأتا في إطلاق النار.

يشرح: "رحنا من الساعة سبعة العشا وظللنا هناك لثاني يوم الساعة 5 الصبح، ولما جاءت المساعدات، ثم بدأت الدبابة والطائرة المسيرة تطلق النار، فأصبت بطلقتين بظهري، وظللت أنزف لمدة ساعة لحد ما أجى أحد من أقربائي يوديني على مستشفى".

يضيف: "حين دخلت المساعدات، بدأت الدبابة والمسيرة إطلاق النار على الناس الموجودين اللي رايحة تجيب لقمة عيشها، لقمة أولادها، بدأت تطخ عليهم".

كان جهاد محمد ينتظر عند دوار النابلسي على طريق الرشيد الساحلي، وهو طريق التوصيل الرئيسي إلى شمال غزة، ليبدأ إطلاق النار من كل اتجاه.

يحكي لرويترز: "انتظرنا الشاحنات تدخل ما درينا إلا الطخ صار على كل الناس على أبو جنب وكان من نصيبي كل هذه الطلقات".

وحين سُئل عما كان الجيش تعمّد إطلاق النار. أجاب جهاد محمد: "صحيح سواء الدبابة أو الجنود أو الطيارة كله كان يطخ".

أما سامي محمد فيحكي إلي جانب ولده الذي يرقد في سرير بالمستشفى والضمادات على صدره وذراعه: "كنا على خط الرشيد ننتظر المساعدات الساعة تلاتة ونصف فجرا، حتى بدأوا في إطلاق القذائف والتصويب على الناس. كنا على الشط، جرى ابني إلى على الشاطئ لكن طخوه طلقتين، واحدة خدشت رأسه والثانية أصابته في صدره".