"باربيكيو" هايتي.. كل ما نعرفه عن "زعيم العصابات الشرطي"

تحت لواء ما يعرف بـ"G9"، يقود ضابط الشرطة السابق جيمي شيريزيه، المعروف باسم "باربيكيو"، تحالفا من العصابات استطاع تكوينه قبل نحو ٤ سنوات.

ينتمي باربيكيو إلى منطقة "ديلماس" أحد مجتمعات العاصمة المتهدمة حيث ولد في السبعينيات لأسرة كبيرة العدد، توفي والده وهو في سن صغيرة، لتبيع الأم الدجاج المقلي في الشوارع.

من هنا جاء اسم "باربيكيو" بحسب رواية جيمي نفسه، لكن كثيرين يرون أن لقبه يعود إلى حرق ضحاياه، بحسب الغارديان البريطانية.

حينما كان في الشرطة، عمل باربيكيو في وحدة مكافحة الشغب التي اتهم أعضاؤها بإطلاق النار على المتظاهرين وقتلهم، لتنهي خدمته عام ٢٠١٨ بعد اتهامه بالتورط في جرائم.

أبرز هذه الجرائم كان ارتكاب مذبحة مروعة في ذلك العام في حي "لا سالين" الفقير حيث قُتل 71 شخصا، واغتصبت سبع نساء، وأُحرق 400 منزل، وهي اتهامات ينفيها باربيكيو.

مع تكوينه لتحالف العصابات المعروف باسم G9 عام ٢٠٢٠، وما أعقبه من قتال واستيلاء على أهم ميناء للمحروقات، وقّع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على باربيكيو عقوبات في ٢٠٢٢، وكذلك فعلت بريطانيا والولايات المتحدة.

ولكن على الجانب الآخر، باربيكيو يمتلك رؤية خاصة لنفسه، فهو يرى في شخصه "ثوريا محبا للمناضل الأميركي وقائد حركة الحقوق المدنية مارتن لوثر كينغ، لكن الفارق أنه يحمل سلاحا"، حسب حديثه لمجلة نيويوركر الأميركية.

يقول باربيكيو للمجلة إنه تأثر بفيدل كاسترو، ومالكوم إكس، وحاكم هايتي السابق فرانسوا دوفالييه، مدعيا أنه كان "يقاتل من أجل دولة جديدة".

من بورتوريكو، وافق رئيس الوزراء الهايتي أرييل هنري على التنحي من منصبه لصالح مجلس انتقالي، الثلاثاء 12 مارس.

ومع تدهور الأوضاع، أجلت دول أوروبية موظفيها من العاصمة بور أو برنس، أما الأميركيون فأخرجوا موظفيهم الدبلوماسيين غير الأساسيين بطائرة هليكوبتر من العاصمة.

وفي جامايكا، اجتمعت الدول المعنية بالأزمة وعلى رأسها الولايات المتحدة التي قال وزير خارجيتها أنتوني بلينكن إن "الوضع في هايتي بات خارج السيطرة"، مع وعد بتوفير ١٠٠ مليون دولار، مع الحاجة الملحة لنشر قوات متعددة الجنسيات.

إضافة لذلك، ستوفر واشنطن 33 مليون دولار للمساعدة الإنسانيّة، فيما عرض رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو 91 مليون دولار لهايتي.

كما أعلنت دول أخرى عن المساهمة في مساعدات ماليّة أو لوجستيّة، بما في ذلك بنين، وفرنسا، وألمانيا، وجامايكا، وإسبانيا، وفقا لمسؤولين أميركيين.

أما المشهد على الأرض، فقد تمكنت الشرطة الهايتية، بعد اشتباكات مع العصابات، من استعادة السيطرة على ميناء العاصمة، لتتمكن السفن من إفراغ حاوياتها لكن إخراج المنتجات والأغذية لا يزال مشكلة لانعدام الأمن بالشوارع.

أسس باربيكيو تحالف عصابات عرف باسم "عائلة وتحالف G9"، وبحسب مجلة Forbes فإن العصابة تتكون من:

• القوام الأساسي للتحالف هو ٩ عصابات.
• يسيطر G9 الآن على ما يقدر بنحو 80% من العاصمة بور أو برنس، بما في ذلك أحياء لا سالين، وبيل إير، وديلماس.
• اكتسبت مجموعة G9 شهرة دولية في عام 2022 بعد محاصرة محطة فاريو، الميناء الرئيسي في هايتي لاستيراد البنزين ووقود الديزل.
• أعلن شيريزيه مسؤوليته عن عملية الهروب الجماعي لـ4000 من رجال العصابات من داخل أكبر سجون هايتي.

العام ٢٠٢٣، وبدعم من الولايات المتحدة وافقت كينيا على قيادة بعثة دولية لبسط الأمن في هايتي، وعرضت نيروبي نشر 1000 فرد من شرطتها، لكن الأمر لم يمر في هدوء.

المحكمة الكينية العليا، منعت الحكومة من نشر ضباط شرطة في هايتي، بدعوى أن مجلس الأمن القومي لايحق له قانونا إرسال الشرطة خارج كينيا.

لا يسمح القانون الكيني للحكومة بنشر ضباط شرطة في دولة أخرى إلا في حالة وجود اتفاق متبادل بين نيروبي والدولة المضيفة، بحسب بي بي سي.

وفي محاولة أخيرة لإنقاذ الموقف، وقّعت الدولتان في مطلع مارس ٢٠٢٤ اتفاقية ثنائية لنشر ١٠٠٠ شرطي كيني في محاولة لبسط الأمن في المنطقة، لكن مع تنحي رئيس وزراء الدولة الكاريبية علقت نيروبي المهمة.

يعاني ٤ ملايين شخص في هايتي من انعدام الأمن الغذائي، وبات مليون منهم على حافة المجاعة، بحسب ما نقلت أسوشيتد برس عن جان مارتن باور، مدير برنامج الأغذية العالمي في البلاد.

علاوة على ذلك فالبلاد التي يصل تعداد سكانها إلى ١١ مليون نسمة، نزح فيها أكثر من 360 ألفا، نصفهم أطفال، بحسب الأمم المتحدة.

أما العنف المتصاعد، فقد ارتفع عدد القتلى بأكثر من 110٪ في العام ٢٠٢٣ ليصل إلى 4789 شخصا بحسب الأمم المتحدة، واستقال أكثر من 1600 فرد من جهاز الشرطة، ليصل عددهم إلى نحو 13 ألف فرد فقط، بحسب رويترز.

وفيما يخص الاختطاف فقد ارتفعت بنسبة 83٪ لتصل إلى 2490 حالة خلال عام ٢٠٢٣.