يوميات جنوب لبنان تحت القصف بعيون "برجي"

تُلخّص برجي يومياتها في المنطقة التي تتعرض لقصف إسرائيلي متواصل، بالقول: أتولى تقديم العناية الطبية للمواطنين الموجودين في ميس الجبل".

رغم ذلك، فإن التوتر القائم عند الحدود بين لبنان وإسرائيل أدى إلى إقفال كافة الصيدليات، حسب ما تخبر بلينكس في اتصال هاتفي.

مصادر طبية كشفت لبلينكس أن شركات الأدوية لا تُرسل مندوبيها إلى المناطق الحدودية خوفا على سلامتهم، الأمر الذي أفرغ البلدات هناك من مختلف المستلزمات الطبية.

الأمر هذا تؤكده برجي في حديثها، موضحة أن الأدوية التي توزّعها على المرضى تُحضر عبر جمعيات خيرية، مشيرة إلى أن الأدوية تأتي باستمرار كي لا يحصل أي انقطاع.

تضيف "مكتب الرعاية التابع لوزارة الصحة في مستشفى ميس الجبل الحكومي، يساهم أيضا في تقديم الأدوية لاسيّما تلك الخاصة بالأمراض المزمنة".

تلفت برجي إلى أن واجبها الإنساني يحتّم عليها البقاء في ميس الجبل رغم الخطر. الممرضة الثلاثينية تكشف أن منزلها تعرض للقصف خلال الأحداث الأخيرة، لكنها اختارت عدم النزوح إلى منطقة أخرى.

تفسر برجي دافعها للبقاء في قريتها: "عملي الأساس ممرضة في مستشفى ميس الجبل الحكومي، وبعد خسارة منزلنا بسبب القصف، قررت البقاء في المستشفى ليلا نهارا، هناك أنام، وهناك أعمل وأقضي كافة أيامي خلال الوقت الراهن".

تردف "يقولون لي ما الذي يدفعك للمخاطرة بهذا الشكل، أقول لهم إن وجودنا أساسي هنا ونحن نمثل الجنود المجهولين".

إلى جانب عملها في التمريض وفي مساعدة المسنين بمنطقة الاشتباكات، لم تتوقف برجي عن ممارسة وظيفتها الثانية وهي التدريس في قسم العناية التمريضية في أحد معاهد مدينة بنت جبيل.

من داخل المستشفى حيث تعيش، تقدم برجي الدروس عبر الإنترنت لطلابها وذلك لمدة 5 ساعات كل يوم أربعاء.

رسميّة الغول وهي سيدة جنوبية تبلغ من العمر 70 عاما، قررت البقاء داخل منزلها في ميس الجبل، ولم تغادره.

تقول الغول لبلينكس إنها لم تفكر أبدا بالنزوح رغم الخطر: "لا أتحرك من منزلي. أبقى فيه دائما لأن الخطر كبير جدا في الخارج. إذا أردنا الحصول على احتياجاتنا من الطعام لزوم إفطار رمضان، نتصل بالمتطوعين والجمعيات، وهؤلاء يتولون مساعدتنا حفاظا على سلامتنا".

في سياق حديثها، تكشف السيدة أنه خلال الشهرين الماضيين، لم تتجرأ على تشغيل "الصوبية" (مدفأة تعمل بالمازوت)، وذلك خوفا من خروج الدخان الأسود من الأنابيب إلى الخارج.

تشرح: "نخاف أن يحصل التباس بسبب هذا الدخان، ولهذا السبب اخترنا التدفئة على الغاز أو على الفحم وسط غرفة مقفلة".

أبو نبيل إسماعيل، 77 عاما، يقيم في بلدة ميس الجبل ولم يغادرها، يعدّد أسبابه في حديث مع بلينكس: "أقوم بتوضيب الحطب وقص الأشجار. أهتم بالزراعة كثيرا ولدينا أمل أن الغد سيكون أفضل".

يكمل "المزروعات في حديقتي من أغلى الأمور لديّ، ولا أستطيع إهمالها. لذلك، ورغم القصف والتوتر، أقوم يوميا بإتمام العمل في الحديقة كي نشعر بأن حياتنا تغيرت كثيرا وكي لا نشعر بالفراغ".