"البقاع اللبناني".. لماذا تراه إسرائيل "خطرا" عليها؟

يعتبر البقاع منطقة ناشطة عسكرياً بالنسبة لحزب الله، في حين تقول مصادر أمنية لبلينكس إن هناك تدريبات عسكرية لأكثر من فصيل مسلح في تلك المنطقة.

المصادر عينها تتحدث عن تواجد لجهات تابعة لحركة "حماس" في البقاع، وقد تلقت تدريبات هناك في أوقات سابقة.

تقول المصادر أيضاً إن بعض الأطراف الأخرى المشاركة في المعارك ضد إسرائيل عند جبهة جنوب لبنان، لها وجود في البقاع أيضاً، مثل الجماعة الإسلامية.

الضربة التي طالت منطقة الصويري لم تكن عادية أو عابرة، وقد وصف معهد "ألما" الإسرائيلي تلك المنطقة بـ"المثيرة للاهتمام".

جغرافياً، تبعد الصويري قرابة كيلومترين فقط عن معبر المصنع الحدودي بين لبنان وسوريا، وهي نقطة عبور يستخدمها حزب الله في كثير من الأحيان، بحسب المعهد.

"الصويري" منطقة ذات غالبية سنّية لا تخضع لسيطرة حزب الله، لكنها قد تستخدم كممر أساسي للحزب من أجل نقل السلاح إلى الجنوب مروراً بمناطق أخرى في البقاع الغربي.

تشرح مصادر أمنية أن الصويري وغيرها من مناطق البقاع الغربي بالتحديد، تعد ممراً أيضا لمسؤولين في حركة حماس، إما باتجاه عمق البقاع الأوسط والشمالي أو باتجاه سوريا، والسبب الأساسي هو أن البقاع الغربي هو الأقرب جغرافياً إلى جنوب لبنان.

كما تصف إسرائيل البقاع بمنطقة "إستراتيجية لحزب الله".

معهد ألما يقول إن الأصول الإستراتيجية للحزب منتشرة في البقاع، منها مواقع للوحدة الجوية، وأخرى تابعة لوحدات الصواريخ بعيدة المدى.

يشير المعهد إلى أن منطقة البقاع تضم 3 مطارات تابعة للحزب، وهي تُستخدم لتشغيل الطائرات من دون طيار.

صحيفة معاريف الإسرائيلية تفسّر امتداد الضربات إلى البقاع، بالقول إن إسرائيل رسمت معادلة جديدة تشير إلى أن هجمات الحزب المتكررة ضد الجولان السوري، ستقابلها ضربات إسرائيلية ضد منطقة البقاع التي تمثّل العمق اللوجستي للتنظيم اللبناني.

الخبير العسكري والاستراتيجي اللبناني أمين حطيط يقول لبلينكس إن منطقة الجولان مهمة لإسرائيل، خصوصاً أنها تعتبر منطقة ذات أهمية سياحية وتحديداً خلال فصل الشتاء، ويضيف "لهذا السبب ترى إسرائيل أن أي استهداف للجولان يؤثر عليها بشكل كبير، ولهذا فإن "معادلة الجولان مقابل البقاع" تندرج في إطار وضع إسرائيل منطقة استراتيجية كالجولان، مقابل منطقة أخرى مهمة للحزب كالبقاع".

المطلب الإسرائيلي الأساسي لإنهاء التوتر مع لبنان عبر تسوية سياسية، يكمن في إبعاد حزب الله عن الحدود مع إسرائيل، وفق محللين.

البروفيسور الإسرائيلي أميتسيا بارام يقول إن التفاهمات يجب أن تشمل إخراج حزب الله من المنطقة الحدودية وانسحاب قواته إلى مسافة تصل إلى 15 كيلومتراً شمال الحدود الإسرائيلية–اللبنانية، الأمر الذي سيؤدي إلى عودة سكان المستوطنات الشمالية.

ولكن ماذا عن المناطق الأخرى التي يسيطر عليها حزب الله لاسيّما البقاع؟

الباحث الإسرائيلي إيال زيسر يقول إنه يمكن الافتراض بأنه سيتم الحفاظ على القدرات الإستراتيجية لحزب الله في أماكن بعيدة عن الحدود مع إسرائيل، لاسيّما في منطقة بعلبك.

صحيفة "يديعوت أحرونوت" تقول إنه "حتى في حال التوصل إلى اتفاق مستقبلي مع لبنان وحزب الله، فإن منطقة بعلبك ستبقى مركز تسليح للحزب"، موضحة أنه "لم يتم إدراج هذه المنطقة في أي نقاش أو اقتراح طُرح خلال الأشهرة الأخيرة بشأن التهدئة عند جبهة الحدود بين لبنان وإسرائيل".

الصحيفة تقول إن "منطقة بعلبك بعيدة عن إسرائيل"، لافتة إلى أنه في حال اتخاذ أي قرار بإجلاء عناصر حزب الله عن الحدود، ستظل منطقة بعلبك بمثابة تهديد لإسرائيل.

من ناحيته، يقول حطيط إن الاستهدافات الإسرائيلية لمنطقة بعلبك والبقاع لا تؤثر على خط إمدادات حزب الله، مشيراً إلى أن لدى الأخير مختلف الطرق لتمرير قوافله التي تأتي من سوريا إلى لبنان.