صراعات‎

90 شاحنة مساعدات يوميا.. هكذا يعمل "ميناء بايدن" في غزة

نشر

يعمل ما يقرب من 1000 جندي وبحار أميركي قبالة سواحل غزّة للانتهاء من الميناء المؤقت في غضون أيام، إلا أن المياه الضحلة أمام سواحل غزة عطّلت أعمال التشييد، وهو ما اضطر الجيش الأميركي لبناء الميناء على بعد ميلين من شواطئ القطاع.

مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، كشفوا عن خططهم لأن يستقبل الميناء المؤقت حوالي 90 حمولة شاحنة من المساعدات يومياً، حتى تصل في النهاية إلى طاقتها القصوى لاستقبال 150 حمولة شاحنة في اليوم.

يشرح المسؤول أن ما لا يقل عن 14 سفينة أميركية تعمل في بناء وتشغيل الميناء، المعروف إعلاميا باسم "ميناء بايدن"، وبناء رصيف بحري بعرض ثمانية أقدام وطول يصل إلى 40 قدماً، "لتسحبه إحدى السفن إلى الشاطئ، وبعد ذلك ستقوم القوات الإسرائيلية بتثبيته على الشاطئ في شمال غزّة لضمان عدم وجود قوات أميركية على الأرض".

فماذا نعرف عن التقدم في عمليات بناء الميناء الأميركي، وطريقة عمله؟

اعرف أكثر

مسؤولون رفيعون في البنتاغون كشفوا في مؤتمر صحافي أن تشييد الميناء الأميركي يجري ضمن خطة ممر المساعدات البحرية، وفق المراحل التالية:

شاهد هذا المنشور على Instagram

Une publication partagée par ENGLISH | GRAMMAR | VOCAB (@english.lessson)

شراء المساعدات.
التفتيش في قبرص بإشراف إسرائيلي.
رحلة بحرية إلى غزّة.
نقل المساعدات إلى الميناء المؤقت، قبالة سواحل غزّة.
توزيع المساعدات في القطاع من منظمات إغاثية.

ومن المقرر أن يتم شراء وتجميع المساعدات الغذائية في ميناء لارنكا، بقبرص، حيث سيكون هناك ممثلون إسرائيليون للمراقبة، بينما تقوم السلطات القبرصية بفحص المساعدات، على أن تكون معايير التفتيش هي نفسها المتبعة في المعابر البرية إلى غزّة.

وتستغرق الرحلة التي يبلغ طولها 250 ميلاً تقريباً من قبرص إلى غزّة حوالي 15 ساعة، أو يوم كامل من السفر، ولكنها قد تستغرق ما يصل إلى يومين اعتماداً على وزن الشحنة ونوع السفينة.

يكشف مسؤولو البنتاغون، أنه سيتم نقل المساعدات من منصة عائمة بالقرب من غزّة إلى رصيف يرسو على الأرض، لأن المياه القريبة من الشاطئ ضحلة جداً بحيث لا تتمكن السفن الكبيرة من الاقتراب من الميناء المؤقت.

وأكد المسؤولون أن واشنطن تقوم ببناء منصة عائمة على بعد ميلين من الساحل، حيث تقوم السفن التي تحمل المساعدات بتفريغ حمولتها أولاً، ثم ستقوم سفن الجيش الصغيرة، المعروفة باسم L.C.U.s و LSV.s أو "سفن الدعم اللوجستي"، بنقل المساعدات على دفعات من المنّصة إلى الرصيف.

وعند الرصيف، "يتم نقل شاحنات المساعدات المحملة إلى شاطئ غزّة، ومراقبة الشاحنات بمعرفة الجيش الإسرائيلي أثناء توصيل المساعدات إلى الشاطئ، وفي النهاية يستلم مندوبو منظمات إغاثية المساعدات بالقرب من الشاطئ لنقلها إلى قطاع غزّة"، وفق ما جاء في المؤتمر.

في المقابل، طالب مسؤول كبير في الأمم المتحدة، طلب عدم الكشف عن هويته لصحيفة فاينانشيال تايمز، باستخدام الطرق البرية والمعابر الحدودية، مشيرا إلى وجود مساعدات بالفعل تنتظر خارج غزّة".

من جهته، اعتبر أندرو كليمنسن، الضابط بالقوات الجوية الأميركية، والزميل العسكري في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط، أن الميناء البحري هو أمر حيوي، "لأن عمليات الإسقاط الجوي للمساعدات فوق غزّة لا تلبي احتياجات سكان القطاع، حيث أن عدة طائرات يمكن أن تسقط ما يعادل حمولة شاحنة واحدة فحسب".

وأوضح كليمنسن لبلينكس أن الفرق بين عمليات الإغاثة الجوية والبحرية يتعلق بأمرين: الكفاية والبساطة.

وقال لا تستطيع عمليات الإنزال الجوي إسقاط هذا القدر من المساعدات التي تحتاجه غزّة، ويتطلّب الأمر عدة طائرات لإسقاط نفس الكمية من المساعدات التي يمكن توصيلها بواسطة مقطورة واحدة.

وأضاف "هناك قدر هائل من التنسيق ومنع التعارض الذي يجب أن يستمر لتحديد منطقة الإنزال وتأمينها، وإدارة المجال الجوي لتمكين عمليات الإنزال هذه، وكل هذا بينما تجري عمليات قتالية نشطة في المنطقة وما حولها".

ونبّه كليمنسن إلى أن الممر البحري يوفر ما يعادل مئات من مقطورات المساعدات يومياً، مؤكداً على ضرورة التنسيق مع الحلفاء والشركاء في الوقت ذاته لكن بشكل أقل تعقيداً وحساسية للوقت مثل ما يحدث لتمكين عمليات الإنزال الجوي.

وكان كليمنسن، أشار في دراسة بحثية، أنه خلال الفترة ما بين 2 و15 مارس الماضي، نفذّت القوات الجوية الأميركية 13 مهمة قامت فيها طائرات من طراز "سي-17" و"سي-130" بإسقاط منصّات محمّلة بالطعام والمياه على غزّة، كما قامت دول أخرى بمهام إسقاط جوّي للمساعدات.