أوكرانيا تنتظر "المدد" من قانون التجنيد

في قرية صغيرة بالقرب من الجبهة، حيث يمكن سماع دوي الانفجارات على مسافة بعيدة، يعرب الملازم إيغور ديميديف عن تأييده أيضا لهذا القانون.

يرى "ماموث"، الذي يخدم في وحدة "كورت"، أنه أيضا لم يكن لديه المهارات عندما ذهب إلى الحرب في سن الثانية والعشرين. ولكن داخل وحدته العسكرية "يمكنك أن تسأل وتتعلم، وتشاهد وتكرر لن يتركك أحد بمفردك".

يتابع "الناس خائفون، هذا طبيعي"، لكنه أضاف "يجب اتخاذ القرارات في هذه الفترة الصعبة وعلينا أن نقاتل"، ويشرح طالب القانون السابق أنه "متعب حقا وغاضب بعض الشيء لأن هذا مستمر منذ أكثر من عامين".

يشرح ديميديف أنه تطوّع "على الفور" بعد أن سيطرت القوات الروسية على مسقط رأسه سيفيرودونيتسك في يونيو 2022، موضحا: "كل يوم تقريبا، كنت هنا في قرية صغيرة أخرى محبطة حيث يمكنك سماع أصوات القصف في كل مكان".

وديميديف يعمل حاليا في منصب نائب قائد اللواء 59 المسؤول عن الدعم المعنوي والنفسي للجنود ويوضح "نحن نفتقر بشكل أساسي إلى الأفراد".

ويعترف بأن القانون "لا يلقى شعبية" ولكنه أشار أن هناك "خيار سيئ وهو التعبئة، وخيار سيئ بشدة وهو عدم التعبئة وخسارة كل شيء ما زال لدينا".

يعتقد "كايوتي" وهو طيار آخر في سلاح المسيّرات أنه كان من الممكن "تخفيض الحد الأدنى للسن أكثر قليلا".

يقوم الطيار، الذي يبلغ من العمر 22 عاما، بمناورة طائرته المسيّرة عبر النظارات الواقية فوق عينيه في ساحة تدريب في منطقة دونيتسك.

ويقول "من الأفضل التدرب واكتساب مهارات جديدة والذهاب للقتال الآن، لأن الوضع "يزداد سوءا".

ويشرح الجندي كلوكس، 24 عاما، المصاعب التي يواجهها في الجبهة حيث يعمل في سلاح المشاة باللواء رقم 63 "الجنود الأكبر سنا لا يمكنهم تحمل نفس الأعباء البدنية التي يتحملها الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 24 و25 عاما".

وانضم كلوكس للجيش منذ أن كان عمره 19 عاما، ويقود حاليا عشرات الجنود المتمركزين في الخنادق على بعد 100 متر فقط من الخطوط الروسية، موضحا "الجميع مرهقون". وأضاف "بدون مجندين جدد وعدم ترك أحد للقتال، سنخسر هذه الحرب".

من شأن التشريع الذي دخل حيز التنفيذ السبت، والذي تم تخفيفه من مسودته الأصلية، أن يسهل التعرف على كل مجند في البلاد. كما يوفر حوافز للجنود، مثل المكافآت النقدية أو الأموال لشراء منزل أو سيارة، والتي يقول بعض المحللين إن أوكرانيا لا تستطيع تحملها.

تباطأ المشرعون عدة أشهر في إقرار القانون حتى منتصف أبريل، بعد أسبوع من خفض أوكرانيا سن التجنيد للرجال من 27 إلى 25 عاما. وتعكس هذه الإجراءات التوتر الذي خلفه أكثر من عامين من الحرب مع روسيا، والذي ألقى بظلاله على القوات الأوكرانية التي تحاول الحفاظ على الخطوط الأمامية في القتال الذي استنزف صفوف البلاد ومخازن الأسلحة والذخيرة.

كما وقع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، على قانونين آخرين، يسمحان للسجناء بالانضمام إلى الجيش وزيادة الغرامات على المتهربين من الخدمة العسكرية إلى 5 أضعاف. وكانت روسيا جندت سجناءها في وقت مبكر من الحرب، وأجبر نقص الأفراد أوكرانيا على تبني الإجراءات الجديدة.

في الوقت نفسه، تمضي القوات الروسية قدما في هجوم بري فتح جبهة جديدة في منطقة خاركيف شمال شرقي أوكرانيا، وزاد من الضغط على جيش كييف المنهك. وبعد أسابيع من جس النبض، أطلقت موسكو الحملة الجديدة وهي تعلم أن أوكرانيا تعاني من نقص في الأفراد، وأن قواتها مشتتة في شمال شرق البلاد.

وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، خلال زيارة للصين إن الحملة الروسية تهدف إلى إنشاء "منطقة عازلة" بدلا من الاستيلاء على خاركيف، العاصمة المحلية وثاني أكبر مدينة في أوكرانيا.