غرف آمنة تجتاح إسرائيل.. تشجعها السلطات ويرفضها المتدينون

تتألف هذه "الغرفة الآمنة" من جدران بيضاء ونافذة مربعة، يحميها مغلاق من الحديد، وأرضية من البلاط، وتوضع في داخلها أريكة.

وتقول أفيفا برتزوف، وهي اختصاصية في علم النفس، إنه في فترات الصراعات السابقة "كنا في كل مرة نقول إنه ربما يجدر بنا أن نبني ملجأ في المنزل، لكننا لم نفعل شيئا".

أضافت لوكالة فرانس برس: "هذه المرة، وبعدما بدا أن (الهجمات) تقترب من منطقتنا، قلت لنفسي إنه لا يمكننا الاستمرار على هذا النحو".

وتعرضت مناطق عدة في إسرائيل لهجمات صاروخية على مدى الأشهر الماضية.

تصمّم الغرف الآمنة لتحمّل عصف انفجار طنّ من المتفجرات على مسافة 15 مترا، وهي معزولة ومزودة بنظام تهوية خاص، في حال التعرض لهجوم بيولوجي أو كيميائي، وفق ما أكد مسؤول الهندسة في قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية، اللفتنانت كولونيل موشيه شلومو، لفرانس برس، وتتراوح كلفتها بين 30 و65 ألف دولار.

وبعد الهجوم الذي شنته الفصائل الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة في السابع من أكتوبر، باتت أبواب الغرف الآمنة الجديدة تزوّد بأقفال يتم التحكم بها من الداخل.

وبحسب التقديرات الرسمية، تفتقد 55% من المنازل لغرف كهذه، إما بسبب الكلفة وإما ضيق المساحة.

بالنسبة إلى برتزوف وليدرر، وهو طبيب يبلغ 79 عاما، فإنه يؤكد أن حزب الله يبقى التهديد الأكبر. وقال "الآن، نقلق أكثر، لأن صواريخ حزب الله يمكنها أن تصل إلينا".

أضاف: "نخشى أيضا أن تطلق إيران النيران باتجاهنا".

قلّص تنامي القدرات الصاروخية للفصائل في فلسطين ولبنان من الوقت المتاح لسكان إسرائيل للاحتماء من الهجمات.

فعند بناء أول الملاجئ العامة في إسرائيل، خلال الخمسينيات من القرن الماضي، كانت صفارات الإنذار تنطلق قبل 30 دقيقة من سقوط الصواريخ.

وعد مسؤول الهندسة في قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية، موشيه شلومو، أن هذه المدة "كانت تكفي لإعداد كوب من القهوة" قبل الاحتماء.

لكن حاليا، بات أمامهم ما بين 15 و90 ثانية فقط لبلوغ مكان آمن بعد انطلاق الصفارات أو تلقي إشعار عبر الهاتف. لذلك، تحض السلطات السكان على بناء غرف محصنة ملحقة بمنازلهم.

وقال شلومو، الذي تحدث لفرانس برس في قاعدة عسكرية قرب تل أبيب، إن "مستوى التهديد في إسرائيل مرتفع للغاية".

وأشار إلى أن بعض الدول "تهدّدنا بالصواريخ والصواريخ الباليستية.. هذه الغرف (الآمنة) تنقذ الأرواح. هذا ما رأيناه في هذه الحرب".

في محاولة لإقناع مزيد من الإسرائيليين ببناء غرف آمنة، قلّصت قيادة الجبهة الداخلية المدة الزمنية لنيل ترخيص إلى 14 يوما، وأنجزت 4 آلاف و500 طلب خلال الأشهر السبعة الماضية.

على الرغم من ذلك، فإن العديد من المسنين يقاومون الفكرة، بدعوى أنهم سينجون مهما حصل، فيما لا يريد بعض المتدينين حماية أنفسهم، بحسب شلومو.