اقتصاد إسرائيل تحت رحمة "إضراب الهدنة"

"علينا أن نوقف هذا التخلي عن الرهائن"، هكذا بدأ أرنون بار ديفيد، رئيس الاتحاد الذي يعد أبرز نقابة عمالية في إسرائيل، مؤتمره الصحافي، الأحد، حين أعلن عن الإضراب العام.

وأضاف "توصلت إلى استنتاج مفاده أن تدخلنا فقط هو الذي يمكن أن يحرّك أولئك الذين يحتاجون لذلك، في الساعة السادسة صباح الإثنين (03:00 بتوقيت غرينتش) سيعم الإضراب الاقتصاد الإسرائيلي بكامله".

وتابع رئيس الاتحاد "ستتوقف جميع عمليات الإقلاع والهبوط في مطار بن غوريون (في تل أبيب)، اعتبارا من الثامنة صباحا (05.00 ت غ)". مضيفا "التوصل إلى اتفاق أهم من أي شيء آخر".

وفي كلمة له أمام حشود المحتجين في تل أبيب، قال ديفيد إنه وعد عائلات الرهائن باستخدام سلطته لإغلاق الاقتصاد "عندما يحين الوقت"، مضيفا "هذا الوقت هو الآن".

وأعلنت الخدمات البلدية في تل أبيب وأنحاء أخرى، تنظيم إضراب لنصف يوم، غدا الإثنين، تضامنا مع الرهائن وأسرهم.

كما ستغلق أيضا الخدمات البلدية في تل أبيب، مركز إسرائيل الاقتصادي، لبعض الوقت، الإثنين.

وقالت رابطة المصنعين الإسرائيليين إنها تدعم الإضراب، واتهمت الحكومة بالتقاعس عن الاضطلاع "بمهمتها الأخلاقية"، المتمثلة في إعادة الرهائن وهم على قيد الحياة.

أغلق آلاف المحتجين طرقا، الأحد، في القدس وتل أبيب، وتظاهروا خارج مقر إقامة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو.

بـ6 توابيت رمزية ولافتات احتجاجية، تجمّع المحتجون وأغلقوا أكثر من 11 طريقا رئيسيا، بحسب القناة 12.

وفي تل أبيب، تقول إيناف زانجوكر، والدة الرهينة ماتان زانجوكر: "ناداف على قيد الحياة. ابني لا يزال على قيد الحياة. لكن كل يوم هو لعبة روليت روسية. الروليت الروسية لنتنياهو".

وتقول إن رئيس الوزراء سيلعبها "حتى يموتوا جميعا، (لكن) لن نسمح له بذلك"، بحسب موقع "تايمز أوف إسرائيل".

ونشر مراسل موقع "أكسيوس باراك رافيد" مقطع فيديو على "إكس"، لعشرات الآلاف من الإسرائيليين في تل أبيب.

وقال منتدى أسر الرهائن، الذي يمثل ذوي بعض المحتجزين في قطاع غزة، إن مقتل الرهائن الستة هو نتيجة مباشرة لإخفاق نتنياهو في التوصل لاتفاق لوقف القتال وإعادة الرهائن.

وأوضح في بيان "قتلوا جميعا في الأيام القليلة الماضية، بعد أن ظلوا على قيد الحياة لما يقارب 11 شهرا، شهدوا خلالها إساءة المعاملة والتعذيب والتجويع، وهم في أسر حماس".

وفي القدس تظاهر إسرائيليون أمام مقر إقامة رئيس الوزراء، كما اصطف محتجون على جانبي بعض الطرق، ملوّحين بالعلم الإسرائيلي، تعبيرا عن حزنهم لمقتل الرهائن الست.

قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إن النائب العام سيقدم طلبا عاجلا للمحاكم لمنع الإضراب العام، المقرر له يوم الإثنين.

وتابع سموتريتش: "الإضراب يفتقر لأي أساس قانوني ولا يهدف إلا إلى التأثير على نحو غير موات على القرارات السياسية الكبرى المتعلقة بأمن الدولة".

وأضاف: "الإضراب الواسع النطاق ستكون له تداعيات اقتصادية كبيرة ستسبب ضررا اقتصاديا لا داعي له في زمن الحرب".

عثرت السلطات الإسرائيلية، السبت، على جثث الرهائن: كرمل غات، وعيدن يروشالمي، وهيرش غولدبرغ بولين الذي يحمل أيضا الجنسية الأميركية، وألكسندر لوبانوف الذي يحمل أيضا الجنسية الروسية، وألموغ ساروسي، وأوري دانينو، في نفق بمنطقة رفح، جنوب قطاع غزة، ما أثار صدمة وغضبا في إسرائيل.

وأفادت مصادر أمنية، لم تكشف عن هويتها، لإذاعة الجيش الإسرائيلي، بأن 3 من الرهائن القتلى، الذين تم انتشال جثثهم في قطاع غزة، كانوا على قائمة الأسرى "الإنسانية"، وكان من المقرر إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من صفقة الرهائن المقترحة.

وفي ظل ضغوط متزايدة في إسرائيل للتوصل إلى اتفاق بشأن إطلاق سراح الرهائن، بعد أشهر من الجمود في المفاوضات، هدّد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حماس "بتصفية الحساب" معها.

وقال "مَن يقتل الرهائن لا يريد اتفاقا" على هدنة في قطاع غزة، مضيفا، موجّها حديثه لحماس، "سنطاردكم ونقبض عليكم".

وأكد وزير الدفاع، يوآف غالانت، أن الرهائن "قُتلوا بدم بارد على أيدي حماس قبل وصولنا إليهم".