3 ضربات في 100 ساعة.. لماذا تركّز إسرائيل على قصف حزب الله؟

منذ اندلاع الحرب في غزة قبل عام تقريبا، تتبادل إسرائيل وحزب الله القصف عبر الحدود بشكل شبه يومي.

ويؤكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومسؤولون إسرائيليون آخرون الحاجة إلى تأمين الشمال حتى يتمكن السكان من العودة إلى ديارهم.

على الرغم من ذلك، فإن محللين عسكريين وخبراء إسرائيليين تحدثوا إلى وكالة فرانس برس، يشيرون إلى أن عودة السلام إلى هذه المنطقة غير مرجح في الأمد القريب.

في هذا الصدد، يقول كاليف بن دور، المحلل السابق في وزارة الخارجية الإسرائيلية، إن إسرائيل والولايات المتحدة كانتا تأملان بأن يؤدي وقف إطلاق النار في غزة إلى هدوء في الشمال، لكن "فرص هدنة غزة تتضاءل"، خصوصا أن "معظم الأهداف العسكرية الإسرائيلية في غزة تحققت". وهو ما يترك لإسرائيل مجالا لإعادة نشر وحدات الجيش، بحسبه.

ويتفق في الأمر ذاته كوبي مايكل، المحلل في معهد دراسات الأمن القومي ومركز مسغاف البحثي الإسرائيلي إذ يشير إلى أن الجيش الإسرائيلي أصبح يملك المرونة حاليا لنقل قواته إلى الجبهة الشمالية، مع قدرته على إدارة الموقف في غزة بعدد أقل من القوات.

رغم صدور أصوات من داخل الحكومة الإسرائيلية تدعو إلى إخراج حزب الله من جنوب لبنان ودفعه إلى ما وراء نهر الليطاني، فإن الإستراتيجية الإسرائيلية الحالية لا تزال غير واضحة.

على الجانب الآخر، فإن واشنطن تفضل حلا دبلوماسيا يُبقي حزب الله وترسانته الصاروخية بعيدا عن الحدود وهو ما عبر عنه مبعوثها إلى لبنان آموس هوكستين.

لكن المحلل السابق في وزارة الخارجية الإسرائيلية كاليف بن دور يرى أن الولايات المتحدة وفرنسا وحكومة لبنان، لا يملكون نفوذا كافيا على حزب الله لدفعه بعيدا عن الحدود، عملا بقرار الأمم المتحدة الذي يدعو إلى انسحابه من جنوب نهر الليطاني.

ورأى مايكل أن الأهداف العسكرية الإسرائيلية تتمثل في إخراج عناصر حزب الله من المنطقة الواقعة بين الليطاني والحدود ومنع عودتهم.

وقارن الوضع باحتلال إسرائيل لجنوب لبنان مدة 18 عاماً حتى عام 2000، قائلا إنه يتوقع شكلا مختلفا من "السيطرة العسكرية على جنوب لبنان" هذه المرة، متوقعا اجتياحا بريا في ظل غياب الحل الدبلوماسي.

أظهر استطلاع للرأي أجراه معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي في أغسطس أن 44% من الإسرائيليين يؤيدون شن عملية عسكرية واسعة النطاق في لبنان، وترتفع النسبة إلى 52% بين الإسرائيليين اليهود.

وفي الوقت نفسه، فضّل 23% من المشاركين في الاستطلاع "عملا عسكريا محدودا"، و21% منهم اختاروا "ردا محدودا لتجنب التصعيد"، وفق الاستطلاع الذي نُشر في سبتمبر 2024.

رغم ذلك فإن نتنياهو لا يحظى بثقة تجعله يشن حملة عسكرية واسعة، بحسب بن دور فيما يقول مايكل "إن الجمهور الإسرائيلي يؤيد بشكل كامل شن حرب شاملة ضد حزب الله".