مفجرّة "بيجر حزب الله".. كل ما نعرفه عن صاحبة الشركة "المزيفة"

كشف تحقيق أجرته يديعوت أحرونوت من العاصمة المجرية بودابست أن مديرة الشركة كريستيانا بارسوني أرسيدياكونو، ليست هي صاحبة الصورة الموجودة على موقع لينكد إن.

وقال أحد جيران الشركة التي أصبحت مزارا للصحافيين إن مديرة الشركة "ليست مَن ادعت أنها هي"، مضيفا: "أنا أعرف المرأة من الصور، وسمعت أن هناك مشاكل في الشقة التي تعيش فيها في بودابست. أنا أعرفها جيدا. هذه ليست كريستيانا".

وحينما حاول مراسل الصحيفة الاقتراب من الجيران لمعرفة المزيد عن الشركة، قالت إحدى جاراتها وهي تدخن سيجارة "لم نر أحدًا من شركة BAC قط، مجرد سكرتيرة كانت تظهر أحيانا، لكننا لا نعرف من كانت تعمل لصالحه".

وتُظهر صفحة كريستيانا على موقع لينكد إن للتوظيف أنها مستشارة استراتيجية ومطورة أعمال، وأنها شغلت سابقا عضوية مجلس إدارة مؤسسة تدعى Earth Child Institute، وهو ما ثبت أنه ليس صحيحا إذ لا يشير المعهد عبر موقعه الرسمي إلى هذا الأمر، حسب ما كشفت وكالة أسوشيتد برس، قبل أن يتضح في النهاية أن كريستيانا هي الموظفة الوحيدة في الشركة.

وحينما سئلت كريستيانا عن مسألة "البيجر المتفجر" قالت في بيان لشبكة NBC الإخبارية إن شركة BAC المجرية لا تصنع هذا النوع من الآلات وإنها كانت "مجرد وسيط".

أما ما يرتبط بعملها، فيظهر موقع Research Gate المعني بالأبحاث وناشريها أن كريستيانا لها على الموقع 6 منشورات معنية بالفيزياء بين عامي 2006 و2009، وهو مجال تخصصها الأساسي قبل دراسة التنمية المستدامة والعلوم السياسية في كل من جامعة لندن وكلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية.

الأمر ذاته، على موقع أكاديميا الذي تقول فيه عن نفسها "أنا عالمة أستخدم خلفيتي المتنوعة للعمل على مشاريع بيئية وسياسية وإنسانية دولية، مثل أنظمة تقليل مخاطر الكوارث، والمياه، والتنوع البيولوجي، والتكيف، والنزاعات، والحالات الطارئة المعقدة، وغيرها. مضيفة في التعريف عن نفسها: "أستمتع بالعمل في بيئات متعددة الثقافات حيث يتم تقدير التنوع والنزاهة والاحترام".

في شقتها العتيقة، تقف بوابة من الصلب على دهليز صغير يمكن من خلاله رؤية لوحات لعراة بألوان يغلب عليها البرتقالي والأحمر معلقة على الجدران.

ويوم الأربعاء عندما زارت "رويترز" لأول مرة البناية كان هناك باب داخلي يؤدي إلى شقتها مفتوح جزئيا، لكنه صار مغلقا عندما عاد الخميس، ولم يرد أحد على طرقات على الباب.

وقالت امرأة تعيش في ذات البناية منذ عامين إن بارسوني أرسيدياكو كانت مقيمة بالفعل هناك عندما جاءت هي إلى المبنى، ووصفتها بأنها طيبة وهادئة، لكنها تتواصل كثيرا مع آخرين.

ويقول منظم مجموعة للرسم إنها مارست تلك الهواية ضمن ناد في بودابست، لكنها لم تحضر إليه منذ نحو عامين. وأضاف أنها بدت مثل سيدة أعمال أكثر منها فنانة، لكنها كانت متحمسة ومنفتحة.

يقول جيرانها إنهم لم يروها كما بقيت رسائل تطلب منها التعليق دون رد. حتى شقتها في بناية عتيقة في بودابست أُغلقت.

أما مهنيا، فقد عين كيليان كلاينشميت، وهو مدير سابق مخضرم في مجال الإغاثة الإنسانية في الأمم المتحدة، بارسوني أرسيدياكونو في 2019 لإدارة برنامج ممول من هولندا لمدة 6 أشهر لتدريب الليبيين في تونس على مجالات مثل الزراعة المائية وتكنولوجيا المعلومات وتنمية الأعمال، لكنه وصفها بأنها مديرة "متنمرة"، وقال إنه استغنى عنها قبل انتهاء عقدها.

وقال لرويترز: "كريستيانا.. أعتقد أنها كانت أحد أكبر أخطاء حياتي.. الأمر ببساطة كان بغيضا على المستوى الشخصي.. ثم في وقت من الأوقات قلت كفى. ربما كان يجب أن أفعل ذلك بسرعة أكبر. قلت هذا يكفي واستغنيت عن خدماتها قبل شهر من انتهاء عقدها".

وفق السجلات الرسمية، فإن شركة BAC تأسست في العام 2022 في العاصمة بودابست، في مقر سكني من طابقين يقع على مشارف العاصمة المجرية، حسب ما نقلت وكالة فرانس برس.

رغم ذلك، فإن السجلات تشير إلى فارق شاسع بين رأس المال والأرباح، فالشركة مسجلة في مايو 2022 برأس مال يبلغ 7840 يورو فيما حققت إيرادات بلغت 725 ألفا و768 دولارا في عام 2022، و593 ألفا و972 دولارا في عام 2023.

وعلى أرض الواقع فإن هذا المبنى، كان مقرا للعديد من الشركات، حيث سجّلت عدة شركات عنوانها على هذا المبنى لبضعة أشهر أو حتى عام ثم تتركه، بحسب صاحب المرآب الذي يعمل في هذا المكان منذ ١٢ عاما، والذي تحدث مع مراسل صحيفة يديعوت أحرونوت.

اللافت أن المجالات التي تعمل بها الشركة بعيدة كل البعد عن الوساطة في هذا النوع من الأجهزة، فوفق موقعها الإلكتروني، الذي أغلق بعد ساعات من الكشف عنها، فإنها تقدم ٤ خدمات رئيسية هي:

١- تطوير الأعمال

٢- الاستشارات الإدارية

٣- التخطيط الاستراتيجي

٤- تخطيط الشراكات

وتقول السلطات المجرية إن هذه الشركة هي مجرد "وسيط تجاري بدون موقع إنتاج أو عمليات في المجر"، بحسب ما أفادت فرانس برس.

في الوقت ذاته، أعلنت السلطات البلغارية، الخميس 19 سبتمبر، فتح تحقيق في احتمال ضلوع شركة تدعى نورتا غلوبال المسجلة لديها، بعد تحقيق نشره موقع محلي حول تورطها في انفجارات أجهزة البيجر.

لكنها بعد يوم واحد، استبعدت أي تورط مباشر للشركة، بحسب فرانس برس.

وقالت وكالة الأمن القومي البلغارية في بيان "بعد عمليات التحقق التي أجريت، ثبت بشكل غير قابل للجدل أنه لم يتم في بلغاريا استيراد أو تصدير أو تصنيع أي معدات اتصال مماثلة لتلك التي انفجرت في 17 سبتمبر".