اجتياح جوي إسرائيلي مباغت للبنان.. 492 قتيلا و1645 مصابا

باغتت المقاتلات الحربية الإسرائيلية جنوب لبنان في صباح اليوم الاثنين، وقصفت أكثر من 60 بلدة بشكل متواصل ومكثف عند السادسة صباحا، وطالت الضربات سهل البقاع شرقي البلاد، والمنطقة الشمالية بالقرب من الحدود السورية.

وتعد ضربات "الاثنين الدامي" التي خلّفت 500 قتيل وجريح على الأقل، هي أعنف موجة من الغارات الإسرائيلية على لبنان منذ بداية الصراع مع جماعة حزب الله.

واعترف الجيش الإسرائيلي بتنفيذ 1300 غارة داخل الأراضي اللبنانية، قال إنها استهدفت مواقع لجماعة حزب الله، بداية من الساعة (3:30) صباحا بتوقيت غرينتش.

وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، تكثيف بلاده الهجمات على لبنان، مشيرا إلى استمرار العمليات العسكرية حتى "تحقيق الهدف"، الذي حدده بإعادة السكان إلى منازلهم في شمال إسرائيل بأمان.

أما المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الناطق بالعربية، أفيخاي أدرعي، فقال إن السلاح الجوي الإسرائيلي استهدف بالفعل منازل في لبنان، لكنه قال إن "حزب الله يخفي بها أسلحته".

حذر الجيش الإسرائيلي السكان في جنوب لبنان من البقاء في منازلهم، وطالبهم بالابتعاد فورا بما لا يقل عن كيلو متر، حتى لا يتعرضوا للضرر.

اتصالات الجيش الإسرائيلي مع السكان في جنوب لبنان حدثت عن طريق الهاتف، إذ استقبل الكثير من المواطنين هُناك مكالمات هاتفية من رقم لبناني للتحذير من البقاء في المناطق المستهدفة.

قال عماد كريدية رئيس شركة الاتصالات اللبنانية أوجيرو لرويترز إن لبنان تلقى أكثر من 80 ألف محاولة اتصال يشتبه أنها إسرائيلية اليوم الاثنين تطلب من الناس الإخلاء.

وذكر مراسل وكالة رويترز أن المكالمات التحذيرية من الجيش الإسرائيلي وصلت كذلك إلى مواطنين في العاصمة بيروت ولم تقتصر فقط على الجنوب.

وذكر المتحدث العسكري الإسرائيلي دانيال هاغاري إصدار تحذيرات للسكان في المناطق المستهدفة بلبنان، مؤكدا أنه جرى تعميم التحذيرات باللغة العربية على جميع الشبكات والمنصات الإلكترونية في لبنان.

وبرر هاغاري قصف المنازل السكنية في لبنان قائلا: "حزب الله حاول إطلاق صواريخ كروز من منزل مدني في لبنان، وقال للسكان في لبنان خلال مقطع مصور "حزب الله يُعرضكم للخطر".

وفي حديث مع بلينكس قال مدير عام هيئة "أوجيرو" للاتصالات في لبنان، عماد كريدية، إن شبكة الاتصالات لم تتعرض للاختراق، مؤكدا أن إسرائيل لديها أرقام هواتف وتجري اتصالات عبر بلدان لم يحظر لبنان الاتصالات الواردة منها، مشيرا إلى "تحايل" إسرائيلي على أنظمة الاتصالات لتوزيع "التهديدات" على سكان لبنان.

فعّلت السلطات اللبنانية خطة الطوارئ مع بدء القصف الإسرائيلي، وأعلنت إغلاق المدارس، وفقا لبيان وزارة التربية اللبنانية لمدة يومين، في المواقع المستهدفة من القصف الإسرائيلي.

ومع استجابة الكثير من اللبنانيين لرسائل التحذيرات الإسرائيلي بترك منازلهم في مناطق الغارات، تكدست السيارات في طريق "أوتوستراد الجنوب" باتجاه صيدا وصولا إلى بيروت، ما أسفر عن زحام سير خانق.

وعادت وزارة التربية لتعلن فتح المدارس، لكن ليس من أجل اليوم الدراسي، وإنما لاستقبال النازحين الذين تركوا منازلهم في مواقع الغارات الإسرائيلية.

وعلى المستوى الصحي دعت وزارة الصحة اللبنانية جميع المستشفيات بالتوقف عن إجراء العمليات غير الطارئة، والاستعداد لاستقبال جرحى الغارات لإسعافهم وعمل اللازم لهم.

وفي الوقت نفسه أعلنت الكثير من شركات الطيران حول العالم منع الرحلات من وإلى لبنان التي أصبحت أجزاء منها مسرحا للطيران الحربي.

ومن جانبه علق مدير عام مطار رفيق الحريري في حديث مع بلينكس قائلا إنه لم تطرأ تعديلات على حركة الطائرات في المطار تزامنا مع الغارات الإسرائيلية.