ناقل أسلحة إيرانية.. مَن هو محمد جعفر قصير؟

قام قصير، المعروف باسم الحاج "فادي" أو الشيخ "صلاح"، بدور قناة مالية لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، حيث أشرف هو ومسؤولون آخرون في حزب الله على إدارة "شركات وهمية" لبيع النفط الخام والمكثفات وزيت الغاز، وذلك بهدف التهرب من العقوبات الأميركية المفروضة على فيلق القدس، وفقا لموقع كاونتر إكستريميزم الأميركي.

مركز الشرق الأوسط يذكر في تحليل نشره في 9 سبتمبر 2024 أن هذه الشركات عملت على تسهيل تهريب النفط الإيراني إلى دول أخرى مثل سوريا، وتوليد إيرادات تساهم في دعم الأنشطة الإيرانية وحزب الله، مما يساعدهم على تجاوز القيود المالية التي فرضتها العقوبات. وتمت عمليات التهريب بتعطيل أنظمة تتبع السفن.

يفيد موقع كاونتر تيروريزم أن قصير قاد وحدة 4400، المعروفة أيضًا بوحدة 108، إذ أشرف على مئات العمليات لنقل الأسلحة الاستراتيجية والصواريخ من إيران عبر سوريا إلى حزب الله في لبنان وحركة حماس في قطاع غزة.

وفي سياق هذه العمليات، يُزعم وفقًا لموقع ترانسبارنسي نيوز اللبناني أن قصير استغل مطار رفيق الحريري ببيروت كمحور رئيسي لتهريب الأسلحة وتخزينها في أروقته، مما ساهم في تعزيز قدرات حزب الله العسكرية.

وبحسب نفس المصدر، تمكن قصير من تنفيذ هذه العمليات معتمدا على العلاقات التي تجمعه "بعدد كبير من مسؤولي الجمارك اللبنانيين" والتي مكنته من السيطرة على مفاصل المطار حتى يخدم أجندات الحزب الأمنية والعسكرية.

يؤكد هذا أكاديميان من جامعة هارفارد حيث أجرا عام 2019 دراسة أظهرت أن 17 من أصل 21 شركة شحن في لبنان لها روابط مع سياسيين، من بينهم عناصر من حزب الله.

كما كان قصير، وفقا لموقع القوات اللبنانية، مسؤولا عن صفقات لشراء كميات كبيرة من نيترات الأمونيوم وتخزينها في مرفأ بيروت، وتسبب ذلك في الانفجار الذي أودى بحياة أكثر من 200 شخص عام 2020.

موقع ترانسبارنسي نيوز يذكر أن قصير لم يقتصر في معاملاته مع إيران، بل عقد صفقات عسكرية لصالح حزب الله مع دول مثل بلغاريا وروسيا وأوكرانيا.

الوكالة الإسرائيلية الدولية لمكافحة غسيل الأموال ذكرت في تقرير نشرته عام 2022 أن قصير أشرف على العديد من العمليات التجارية، بما في ذلك عمليات بيع النفط والصلب، والتي دعمت الحرس الثوري الإيراني وقوات فيلق القدس ماليا.

قبل ذلك، في 17 أبريل 2018، تلقى قصير وأحد شركائه السوريين أكثر من 63 مليون دولار لصالح حزب الله، وهو مبلغ أكد قصير استلامه في رسالة إلى مسؤول كبير في البنك المركزي الإيراني، وفقا لموقع مشروع مكافحة التطرف.

مجلة فورتشن كريبتو تفيد أن قصير كان متورطًا أيضا في تمويل حزب الله عبر العملات المشفرة، إذ أثبتت تحقيقات قادها المكتب الوطني الإسرائيلي لمكافحة تمويل الإرهاب أنه حوّل أموالا من فيلق القدس الإيراني عبر شبكة الحوالات التي تعمل خارج النظام المصرفي التقليدي.

من خلال هذه الشبكة، كانت الأموال تُحوّل إلى محافظ مشفرة مثل تيثر على شبكة ترون، وهي العملة المشفرة المفضلة في عمليات تمويل أنشطة غير قانونية.

رغم نفوذه الكبير في الحزب وعلاقاته الواسعة، لم تكن حياة جعفر خلف الكواليس أقل إثارة. تدوينة نشرتها منظمة مكافحة تمويل الإرهاب على منصة إكس ذكرت أن مسؤوليات قصير المالية في حزب الله تخول له توفير حياة فاخرة لعائلته.

وتفيد المنظمة أن محاسن مرتضى، زوجة قصير، تعيش حياة مترفة تشمل إجازات طويلة في أوروبا في فنادق خمس نجوم ومطاعم فاخرة مع تسوق ملابس وحقائب باهظة الثمن. ولا تقتصر على استعمال ثروة زوجها بل تستفيد أيضا من ميزانية حزب الله.

تشير التدوينة إلى أن مرتضى تمارس ضغوطًا متواصلة على زوج ابنتها فاطمة، محمد قاسم البزال، الذي يُعد شخصية بارزة في الآلية المالية أيضًا، لاقتطاع جزء من الدخل السنوي لشركتين سوريتين تابعتين للآلية المالية لحزب الله في سوريا وتسليم هذا المبلغ لها ولابنتها كمكافأة على تضحياتهما نظير مناصب أزواجهما.

نظرا لدوره في تمويل أنشطة حزب الله، قامت وزارة الخزانة الأميركية عبر مكتب مراقبة الأصول بتصنيف قصير كإرهابي في 15 مايو 2018.

ما يعني ذلك هو أن الولايات المتحدة جمدت جميع أصوله المالية داخل أراضيها، كما حظرت على الأميركيين إجراء أي تعاملات معه لتجنب تسهيل أي صفقات لصالح حزب الله أو الأشخاص المرتبطين به أو العاملين تحت توجيهاته.

في 23 أكتوبر 2020، عرض برنامج مكافآت من أجل العدالة التابع لوزارة الخارجية الأميركية مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار مقابل الحصول على معلومات عنه.