إيران تترقب الرد الإسرائيلي بـS-300.. فهل ينقذها؟

حين شنت إيران هجومها الأول وغير المسبوق على إسرائيل في أبريل ٢٠٢٤، أتى الرد الإسرائيلي بقصف جوي، اتضح عبر الأقمار الصناعية أنه استهدف رادار لمنظومة S-300 ذات الأصل الروسي في قاعدة جوية بأصفهان، بحسب نيويورك تايمز.

قبل ذلك بنحو ٨ سنوات كانت موسكو قد أتمت إمداد طهران بنظام S-300 للدفاع الجوي في صفقة بلغت قيمتها ٨٠٠ مليون دولار، وفي نفس التوقيت تقريبا كانت إسرائيل قد حصلت على أول طائرتين من إف-٣٥ آي الشبحية من الولايات المتحدة ليصل عددها إلى قرابة ٤٠ حاليا، وتصل إلى ٧٥ مقاتلة بحلول ٢٠٢٨، بحسب كل من وكالة تاس الروسية وتايمز أوف إسرائيل.

ولهذا، يطرح التساؤل حول من تكون له الغلبة، للمقاتلة الأميركية أم للمنظومة الدفاعية الروسية، وهو أمر أجيب عليه خلال الحرب الأوكرانية، بعدما نشرت الولايات المتحدة مقاتلات من طراز F-35A في ألمانيا دعما للناتو خلال الفترة من فبراير إلى مايو 2022.

خلال هذه الفترة، كان العقيد كريج أندرل يقود الجناح المقاتل 388، إلا أنه لاحظ أن نظام S-300، يسميه الناتو نظام SA-20، لم تتعرف عليه مقاتلته، لكن F-35 نبهت القوات التي حدثت بياناتها وأعادت تحميلها لتتمكن طائرات الناتو من تحديد موقع النظام الدفاعي جغرافيا، بحسب Airforce times.

ورغم صعوبة بقاء الطائرات الشبحية في مأمن عن الاكتشاف من قبل المنظومة الدفاعية، لا سيما الأنواع المتقدمة منها (S-400، S-500) فإن تدمير يظل صعبا نظرا لأن اعتراض الطائرة الشبحية يتطلب نقل الكشف من رادار استحواذ كبير إلى رادار اعتراضي أصغر بكثير، وهو ما يمكن للطائرة الشبح اكتشافه وإطلاق النار عليه، بحسب الجنرال المتقاعد ديفيد ديبتولا، عميد معهد ميتشل للدراسات الجوية، وفق ناشيونال إنترست.

وفي حالة إيران وإسرائيل، فإن السلاح المستخدم في رد تل أبيب على إيران لم تعرف ماهيته، إلا أن مسؤولين غربيين قد كشفا أن الصاروخ الذي دمر النظام الدفاعي أطلق من طائرة حربية بعيدة عن المجال الجوي الإسرائيلي أو الإيراني، وإن السلاح كان يتضمن تكنولوجيا تمكنه من التهرب من دفاعات الرادار الإيرانية.

فيما قال مسؤولان إيرانيان إن الجيش لم يكتشف أي شيء يدخل المجال الجوي للبلاد، بما في ذلك المسيرات أو الصواريخ أو الطائرات، بحسب نيويورك تايمز.

كانت الضربة الإسرائيلية للنظام الدفاعي في إيران في أبريل ٢٠٢٤، بمثابة رسالة أنها قادرة على الوصول للمواقع النووية الإيرانية إذا ضربت ما يحميها، فنظام إس-300 هو نظام الدفاع الجوي الأكثر تقدما في إيران، وهو منتشر بشكل دائم في أهم المواقع العسكرية والسياسية في البلاد، بحسب CSIS.

وينتشر هذا النظام، إلى جانب S-200 وفقا لتقييم وكالة استخبارات الدفاع الأميركية عام ٢٠١٩ في المدن الآتية:

1. طهران: عاصمة إيران
2. بندر بوشهر: منشأة بحرية مهمة وقاعدة جوية وبنية تحتية رئيسية للطاقة.
3. أصفهان: تضم قاعدة جوية لكن الأهم وقوعها على بعد ١٠٠ كيلومتر جنوب مجمع تخصيب نطنز و20 كيلومترا شمال مركز أصفهان للتكنولوجيا النووية.

في فبراير ٢٠٢٤، أعلنت إيران عن منظومة "آرمان" المضادة للصواريخ الباليستية ومنظومة "آذرخش" للدفاع الجوي منخفض الارتفاع، بحسب وكالة إرنا.

ويعتقد أن آرمان يمكنه مواجهة ستة أهداف في وقت واحد على مسافة تتراوح بين 120 إلى 180 كيلومترا، فيما تستطيع منظومة "آذرخش" تحديد الأهداف وتدميرها، حتى مدى 50 كيلومترا بـ4 صواريخ جاهزة للإطلاق، بحسب رويترز.

وإلى جانب الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى لإيران والتي تستخدم في الدفاع الجوي، فهناك القوات الجوية التي قد تستخدم في صد الهجمات الجوية.

لكن قواتها الجوية متراجعة نتيجة العقوبات المفروضة عليها، فطهران لا تمتلك سوى بضع عشرات من الطائرات الهجومية العاملة، بما في ذلك الطائرات الروسية والنماذج الأميركية القديمة الموجودة قبل الثورة الإيرانية عام 1979.

ويشير المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية إلى أن طهران لديها سرب من تسع طائرات مقاتلة من طراز F-4 وF-5، وسرب واحد من طائرات سوخوي-24 روسية الصنع، وبعض طائرات ميج-29، وF7 وF14، بحسب رويترز.