قلق على الذهب ببيئة حزب الله.. أين أموال القرض الحسن؟

حاليا، أغلب مراكز القرض الحسن الـ31 في مناطق لبنانية مختلفة متوقفة عن العمل، خاصة تلك التي تقع في عمق جنوب لبنان، أو الضاحية الجنوبية لبيروت.

معظم العمليات المرتبطة بهذه المؤسسة تشهد شللا تاما، فالنزوح من الضاحية الجنوبية وجنوب لبنان أدى إلى عدم تردد المواطنين إلى مراكز القرض الحسن التي تضرر بعضها جراء القصف.

مواطنون كثّر حاولوا الاتصال بالمؤسسة مرارا وتكرارا لكي يستحصلوا على إجابات بشأن مصير ذهبهم وسط القصف. وتقول هبة غازي لبلينكس إنها سعت للاستفسار عن الذهب عبر اتصالات هاتفية بالمؤسسة، لكن النتيجة كانت سلبية.

لهذا السبب، بادرت الشابة التي تودع ذهبا بقيمة 5 آلاف دولار تقريبا، بالاتصال بأحد المسؤولين في المؤسسة، فأبلغها بأن "حقهم لا يضيع وهو محفوظ".

فدوى ياسين، 44 عاما، تقول إنها لم تلق أي إجابة بشأن مقتنياتها، لكنها أشارت إلى أنها سمعت من أقرباء لها على تماس بالمؤسسة أن كافة الذهب لدى القرض الحسن ما زال موجودا، لكن من دون وجود تأكيدات فعلية على ذلك.

بالنسبة لغازي وياسين، فإن غياب المؤسسة عن "طمأنة" المودعين يثير الشكوك ويجعلهم في حيرة من أمرهم.

تقول ياسين لبلينكس إن مصير أموال القرض الحسن هي عنصر أساسي بالنسبة لبيئة حزب الله، مشيرة إلى أنه من حق الجميع معرفة مصير مقتنياتهم.

وتضيف "هناك شائعات كثيرة قالت إن صناديق الذهب والمال كانت موجودة في مقر حزب الله الذي قصفته إسرائيل في الضاحية الجنوبية، لكن ما الذي يحسم ذلك وفي المقابل من ينفي هذا الأمر؟ لا أحد.. نحن في ضياع تام".

لدى المؤسسة مخازن خاصة بالذهب، أبرزها في الضاحية الجنوبية لبيروت.

مصدران إداريان في "القرض الحسن" كشفا لبلينكس أن خزائن المؤسسة لم تتعرض لأي ضربات جراء الغارات الإسرائيلية خلافا لما ذكرته تقارير أخرى، كما أكدا أن جميع الأموال ومقتنيات الذهب العائدة للمواطنين "محفوظة" وموجودة ضمن أماكن آمنة.

تقول مصادر مقربة من حزب الله لبلينكس إن الحزب أنشأ مخازن واستراتيجية بشأن ذهب "القرض الحسن"، وقد فعل ذلك استنادا لتجربة حرب 2006 في لبنان حين تعرضت 5 مراكز للجمعية من أصل 9 آنذاك، للتدمير جراء الغارات الإسرائيلية.

وحصلت بلينكس من مصادرها في المؤسسة على أرقام تكشف عدد القروض لديها في العام 2006، وتبين أنها كانت 30130 قرضا مقارنة بـ26142 قرضا عام 2005 و49818 قرضا في العام 2007.

بحسب الأرقام، فإن قيمة القروض المصروفة في العام 2006 تجاوزت 25 مليون دولار، فيما بلغ متوسط القرض 825 دولارا.

أما في العام 2007، وبعد انتهاء الحرب، ارتفعت قيمة القروض الممنوحة إلى 76 مليون دولار أميركي. وبين العامين 2023 و2024، تقول المصادر إن قيمة القروض تجاوزت 100 مليون دولار، علما أن قيمة المعاملات الإجمالية للجمعية منذ العام 1983 حتى نهاية العام 2019 وصلت إلى 3.5 مليارات دولار.

مصدر اقتصادي لبناني قال لبلينكس، بشرط عدم الكشف عن هويته، إن تمويل القرض الحسن يأتي من خلال الذهب الذي يودعه أنصار الحزب لديه مقابل الحصول على الدولارات، إلا أن مصدر هذه الأموال غير معروف.

يوضح المصدر أن الكلام عن "تبخر" أموال وذهب القرض الحسن لا يمكن جزمه بتاتا أو تأكيده ولا حتى نفيه، مشيرا إلى أن المؤسسة "غائبة عن السمع" حاليا، علما بأنها لا تصدر أرقاما عن أرباحها وخسائرها مثلما تفعل المصارف الأخرى.

وفق المصدر، فإنه في العام 2006، استطاعت المؤسسة النهوض مجددا وتوسعت بشكل كبير، ما يدل على أن الضربات التي تلقتها حينها لم تؤثر عليها. ويضيف "في المقابل، فإن القرض الحسن الذي يواجه عقوبات أميركية، لا يمكنه بتاتا الاستفادة من النظام المصرفي اللبناني لنقل أموال بهدف معالجة أي ضربات، فهو لا يخضع لرقابة وإشراف مصرف لبنان كما أنه خارج النظام المصرفي تماما".