هل أنقذت الوثائق المسربة إيران من الهجوم الإسرائيلي؟

نشر موقع "والا" الإسرائيلي أن الوثائق الاستخباراتية المسربة فضحت الاستعدادات الإسرائيلية لشن الهجوم على إيران.

وبينما تريد طهران معرفة ما إذا كانت إسرائيل سترد على الضربة الأخيرة أم إنها أخذت تهديدها على محمل الجدية عندما قالت إن الضربة المقبلة ستكون "مؤلمة" إذا كررت إسرائيل هجومها على الأراضي الإيرانية أو مصالحها في المنطقة، أظهرت الوثائق أن إسرائيل بصدد القيام بهجوم عسكري واسع على إيران.

الموقع الإسرائيلي أشار إلى أن التسريب ربما يكون متعمدا بهدف التأثير على الهجوم أو تعطيله، في وقت تسعى خلاله الولايات المتحدة للتهدئة قبل انتخابات الرئاسة الشهر المقبل.

الوثائق كشفت عن نقل إسرائيل أسلحة متقدمة في عدة قواعد لسلاح الجو، كانت مخصصة لمهاجمة إيران بحسب الموقع الإسرائيلي.

وكشفت كذلك عن تكثيف لعمل سلاح الجو الإسرائيلي خلال الأسبوع الجاري، للتدريب بالطائرات المقاتلات العادية والمسيرات للتحضير لهجوم جوي قوي على إيران.

ووصلت التسريبات إلى أنواع الأسلحة الإسرائيلية التي ستستخدم في الهجوم، ما يمنح إيران أفضلية للاستعداد للتعامل معها، خاصة أن هذه الأسلحة تستخدم في هجوم واسع النطاق وليس مجرد ضربة عابرة غير مؤثرة كما كان يتوقع البعض.

ولاحظت الولايات المتحدة أن إسرائيل تتعامل مع صواريخ ALBM وهي أحد أنواع الصواريخ الباليستية التي تطلق من الجو، مثل "Golden Horizon" ، وتم رصد 16 صاروخًا على الأقل و"ROCS" حيث رُصد 40 صاروخًا على الأقل في قاعدة حتسريم الجوية منذ 8 أكتوبر.

ورصدت الوثائق تعامل القوات الجوية الإسرائيلية مع صواريخ جو أرض من نوع إيه إس إم، في قاعدتي رمات ديفيد ورامون الجويتين، يومي 15 و16 أكتوبر الجاري ما يعني أن الهجوم بات وشيكا.

كما أكدت الوثائق الاستخباراتية الأميركية قيام إسرائيل بمناورة جوية في 15 أكتوبر، للتدرب على التزود بالوقود جوا، وعمليات البحث والإنقاذ القتالية بعدد كبير من الطائرات المقاتلة، بما في ذلك 3 ناقلات وقود.

حكومة بنيامين نتنياهو لا تحب الانتظار كثيرا عندما يتعلق الأمر بالعمل العسكري، لكنها انتظرت بالفعل قرابة 3 أسابيع بعد تعرضها للضربة الإيرانية الأخيرة، لتكشف الوثائق الأميركية أن ذلك كان بسبب الاستعداد لهجوم واسع النطاق وغير مسبوق في التصعيد بين الطرفين.

وقالت تقارير إن سبب تأخير الضربة، هو انتظار إرسال الولايات المتحدة بطاريات الدفاع الصاروخي "ثاد" إلى إسرائيل، للدفاع عنها في حال تعرضت لضربات إيرانية ردا على الرد المحتمل.

لكن هيئة البث الإسرائيلية (مكان)، قالت الأحد، إن نظام "ثاد" بدأ عمله بالفعل في إسرائيل.

وتحدث إعلام إسرائيلي عن مدى تأثير تسريب الوثائق على خطط الجيش الإسرائيلي في شن الهجوم في موعده المحدد سلفا، وانقسمت الأصوات ما بين مؤيد للهجوم أو معارض، خاصة وأن إيران عرفت كل تفاصيله الآن.

وحسم مسؤول إسرائيلي الموقف في حديث لهيئة البث الإسرائيلية، وقال إن تل أبيب ستنفذ "هجوما كبيرا" على إيران، ورفع التحدي إلى أقصى درجاته مؤكدا أن "الاستعدادات اكتملت".

تحدثت الوثائق المسربة عن تقديرات حول موعد الهجوم الإسرائيلي على إيران، بعدما كشفت كل تفاصيله وآلياته، وربطت ذلك بدراسة مكثفة للعقيدة الإسرائيلية وطريقتها في اختيار المواعيد.

وتشير التقديرات الأميركية في الوثائق إلى أن إسرائيل تريد أن تتم الضربة قبل نهاية الشهر الجاري بسبب قرب موعد الانتخابات الأميركية المقرر لها الخامس من شهر نوفمبر المقبل.

وتحدثت الوثائق حول احتمالية شن الهجوم يوم 24 أكتوبر الذي سيوافق يوم 27 في التقويم العبري والذي تحتفل فيه إسرائيل بعيد سمحات توراه.

ووافق عيد سمحات توراه في العام الماضي، يوم 7 أكتوبر الذي نفذت فيه حماس هجومها على إسرائيل، وبدأت الحرب منذ ذلك الحين على قطاع غزة، لذلك ربما تود إسرائيل أن توجه ضربة قاسمة لأحد أكبر أعدائها في المنطقة في اليوم ذاته.

وبعد أن كشفت الوثائق الإسرائيلية عن الموعد المحتمل للهجوم، ربما تفكر إسرائيل في تغييره لصناعة عنصر المفاجأة لإيران، وربما تكون المفاجأة هي أن تضرب في اليوم ذاته المُعلن عنه في الوثائق.