صراعات
انسحب الجيش السوري وقادة مجموعات موالية لطهران، الجمعة، "بشكل مفاجئ" من مدينة دير الزور في شرق سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
من جهته، صرح مسؤول إيراني كبير بأن القرار متروك لسوريا وروسيا لتكثيف الضربات الجوية في المرحلة الراهنة، وأن طهران وبغداد تدرسان مشاريع دفاعية مشتركة عبر مجموعات وحتى الجيوش النظامية.
قال المسؤول لرويترز، إن إيران تعتزم إرسال صواريخ وطائرات مسيرة إلى سوريا وزيادة عدد مستشاريها العسكريين هناك لدعم الرئيس بشار الأسد في مواجهة الفصائل المسلحة.
وذكر المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته "من المرجح أن طهران ستحتاج إلى إرسال معدات عسكرية وصواريخ وطائرات مسيرة إلى سوريا، واتخذت طهران كل الخطوات اللازمة لزيادة عدد مستشاريها العسكريين في سوريا ونشر قوات".
وشدد المسؤول في حديث لرويترز على أن طهران تقدم معلومات مخابراتية ودعما يتعلق بالأقمار الاصطناعية لسوريا.
وأفاد مصدران أمنيان لبنانيان كبيران لرويترز بأن حزب الله أرسل الليلة الماضية عددا صغيرا من "القوات المشرفة" من لبنان إلى سوريا بهدف المساعدة في منع الفصائل المسلحة من الدخول إلى مدينة حمص ذات الأهمية الاستراتيجية.
وقال ضابط من الجيش السوري ومسؤولان من المنطقة تربطهما صلات وثيقة بطهران لرويترز أيضا إن قوات نخبة من جماعة حزب الله المدعومة من إيران عبرت من لبنان خلال الليل واتخذت مواقع في حمص.
وحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، تمكنت هيئة تحرير الشام والفصائل العاملة معها من السيطرة على بلدة الدار الكبيرة التي تبعد أكثر من كيلومتر فقط عن الكلية الحربية بحمص والتي تعتبر أكبر كلية عسكرية في سوريا، وسط انسحاب العديد من ضباط وعناصر من قيادة الفرقة 26 دفاع جوي في منطقة تير معلة بريف حمص الشمالي.
أمام هذا الواقع، قال قائد قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة الأميركية إنه بسبب التطورات الأخيرة لاحظنا زيادة في تحركات داعش في البادية السورية وريف دير الزور والرقة، مشيرا إلى أن التنظيم تمكن من استعادة بعض الأراضي.
وتابع: "ننسق مع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية لمواجهة أي تهديد من داعش".
قال مصدر محلي في المنطقة الجنوبية لوسائل إعلام سورية محلية، إن بعض قرى ريف درعا الشمالي والشرقي، شهدت اشتباكات بالأسلحة الخفيفة بين مسلحين محليين وعناصر الحواجز العسكرية، بينما تنتشر وحدات الجيش في تشكيلاتها بشكل طبيعي، دون تسجيل أي حوادث.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الجمعة، إن قوات الجيش تعزز وجودها في مدينة حمص بعد تمكنها من عزل المدينة عن ريفها الشمالي بالسواتر الترابية، كما نقلت القوات أكثر من 200 آلية عسكرية محملة بأسلحة وعتاد إلى المدينة، لتعزيز مواقعها في منطقة الوعر وقرب الكليات العسكرية.
يأتي هذا في وقت تتقدم فيه الفصائل المسلحة باتجاه حمص، غداة سيطرتها على مدينة حماة الواقعة شمالها، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
بالمقابل، أعلنت وزارة الدفاع السورية، ظهر الجمعة، أن وحدات الجيش تقصف بالمدفعية وتشن غارات جوية بمشاركة روسية، على تجمعات الفصائل المعارضة شمال مدينة حماة وجنوبها، بعد ساعات من خروج المدينة عن سيطرة السلطات.
أعلنت الأمم المتحدة، الجمعة، أن المعارك بين الفصائل المسلحة والجيش السوري تسببت في نزوح 280 ألف شخص منذ 27 نوفمبر عندما أطلقت هذه الفصائل هجومها المباغت على حلب قبل أن تستولي، الخميس، على حماة، وأعربت الأمم المتحدة عن خشيتها من ارتفاع أعداد النازحين إلى 1.5 مليون شخص.
وأوضح سامر عبد الجابر مدير تنسيق الطوارئ في برنامج الأغذية العالمي خلال مؤتمر صحافي في جنيف أن "هذه الأرقام لا تشمل الأشخاص الذين فروا من لبنان خلال الحرب بين حزب الله وإسرائيل".
أوضح بيان للمرصد أن قوات الجيش رفعت سواتر ترابية على أوتوستراد حمص-حماة المؤدي إلى مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي وعزلت مدينتي الرستن وتلبيسة عن المدينة، كما شنت طائرات حربية نحو 10 غارات استهدفت أطراف مدينة الرستن الشمالية في ريف حمص، وقرب الجسر الرئيسي الذي يصل حماة بحمص، وذلك بعد أنباء عن دخول مجموعات من المسلحين إلى كتيبة الهندسة الواقعة عند أطراف مدينة الرستن.
كما قصفت قوات المدفعية مدينة تلبيسة بالمدفعية والصواريخ للمرة الأولى منذ سنوات.
وتعتبر حمص، رابع كبرى المدن السورية، كما أنها تمثل بوابة للساحل وكذلك للحدود اللبنانية، وذلك بعد استيلاء الفصائل المسلحة على مدينة حماة، رابع كبرى المدن السورية والواقعة في وسط البلاد، بعد أيام من دخول مدينة حلب.
أعلن الجيش الإسرائيلي، الجمعة، عن بدء مناورات عسكرية قرب الحدود السورية لـ"تعزيز جاهزيته"، حسب ما أوضح الناطق باسمه، مضيفا أن المناورات ستجري في الأغوار الشمالية وجنوب هضبة الجولان المحتلة.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة