معبر جابر الحدودي.. رئة سورية- أردنية تحيي مهنة واقتصادات

السائق الزعبي يقول إن التقلبات التي تحيط بهذه المهنة كثيرة، لكن أهمها الحالة الأمنية في سوريا.

ويشرح لبلينكس "عندما سقط النظام السوري، كنت عائدا من سوريا ولدي موعد تحميل، ونتيجة ما جرى توقفت كل الإجراءات، العديد من السائقين كانوا يحملون البضائع ومرت عليهم أيام صعبة بين التساؤل حول مصير البضاعة التي يحملونها".

ويوضح أن "آلاف السائقين الأردنيين يعملون على هذا الخط، وهو يشكل باب رزق لنا وللعديد من القطاعات التي ترى في فتحه فرجا لها".

يشير الزعبي الذي يقطن في الرمثا شمالي الأردن، إلى أنّ "هذه المهنة متعبة، فأنا أغيب عن عائلتي أياما ومن الممكن شهورا، ولكن الوجه المشرق فيها أنها توفر لي ولعائلتي المكونة من 7 أولاد في عمر الدراسة، حياة كريمة، ونأمل أن يبقى المعبر مفتوحا".

السائق بدر أبو رياش لم يخفِ أنه عندما علم أنّ المعبر أغلق فإنه "ضرب الكف بالكف"، فهو لغاية الآن لم ينس مرارة إغلاق المعبر في عام 2013، وكيف أثر على حياته وحياة غيره من السائقين.

ويقول أبو رياش لبلينكس إنه عندما أغلق المعبر في الـ7 من ديسمبر، وسط كل ما يحدث في سوريا، طغى عليه التوتر، إذ لا بديل لديه عن هذا المعبر لكسب رزقه.

يقول أبو رياش الذي يحمل بضاعته من ميناء العقبة متوجها إلى جابر لبلينكس "لنعترف أنّ العمل بالشحن عبر هذا المعبر، أفضل للسائقين من العديد من النواحي، والسائقين اليوم خياراتهم محدودة".

يؤكد السائقان الزعبي وأبو رياش أن هناك حالة من الاستبشار بين شركات التخليص والسائقين بأن تعود أحوال المعابر إلى ما كانت عليه، وأن تعود هذه الرئة الاقتصادية المهمة لعملها.

يشير رئيس مركز الدستور للدراسات الاقتصادية، عوني الداوود، إلى أنّ البوابة السورية كانت دائما معبرا للتجارة الأردنية، ليس فقط من أجل زيادة حجم التبادل التجاري بين الدولتين، بل أيضا لزيادة التبادل بين الأردن وكل من لبنان وتركيا وأوروبا الشرقية، وكذلك بالنسبة لسوريا، فإن الأردن بوابة لدخول أسواق الخليج برمتها.

ويقول الداوود لبلينكس "الأرقام تظهر أنه في عام 2010 أي منذ الأزمة السورية، كان يقدر حجم التبادل التجاري بـ450 مليون دينار، وكذلك بين الأردن ولبنان، وهذا كله تراجع، ومن خلال تركيا كانت تصل البضائع إلى أوروبا الشرقية حيث كان يصدر 50 ألف طن من المواد الغذائية بقيمة 100 مليون دينار، وهذا كله خسرته الأسواق الأردنية.. مع فتح المعابر نأمل عودة النشاط".

يلفت الداوود إلى أن "حركة الشاحنات تحسنت منذ 2021 ووصلت إلى 141 ألف شاحنة، وتبادل الحمولات وصل في ذات العام إلى 50 ألف شاحنة، التوقعات تصب باتجاه عودة الحركة التجارية مع تنشيط القطاع الزراعي والتجاري والصناعي والإنشائي، وغيره".

يقول رئيس نقابة أصحاب شركات التخليص ونقل البضائع، ضيف الله أبو عاقولة إن أعمال جمارك جابر ترتبط في أعمال مجلس التعاون الخليجي والصادرات الأردنية سواء أكانت صادرة أو واردة من سوريا ولبنان، أو واردة من دول الخليج إلى سوريا ولبنان.

يضيف أبو عاقولة لبلينكس أن هذا المعبر "هو حيوي ورئيسي لانسياب البضائع، والتأخير في إغلاقه يعني تعطل حركة البضائع سواء الواردات أو الصادرات للدول المستفيدة.. هذه الخطوة ستنعكس على أسطول الشحن الأردني وشركات التخليص وسوف يعيد إنعاشها".

ويبيّن أنه "قبل 13 عاما، كنا نتعامل مع 1000 شاحنة بين الدخول والخروج يوميا على معبر جابر، ونأمل فتح معبر باب الهوى التركي لتعود الحركة إلى طبيعتها.. عدد الناس التي تضررت لم يكن قليلا".

وبحسب البيانات الرسمية، كان حجم تجارة الترانزيت بين الأردن وسوريا خلال عامي 2022 و2023 قد شهد نموا ملحوظا بعد إعادة افتتاح المنطقة الحرة المشتركة في عام 2021، إذ بلغت قيمة البضائع الأردنية المصدرة إلى سوريا 460 مليون دولار بكمية 131 ألف طن في 2022، مع عبور 7 آلاف و100 شاحنة نقل. أما البضائع السورية المتجهة إلى الأردن فقد بلغت قيمتها 20 مليون دولار بوزن 45 ألف طن.