"قبل دخول ساعات المساء، كان كل شيء يبدو كسابق عهده القذائف الإسرائيلية لا تتوقف، ولكنها في محيط المستشفى وشظايا القصف تصل أحيانا إلى البهو الخارجي أو الأبنية المجاورة"، يقول الدكتور عيد صباح لبلينكس.
عم المساء ودخلت عتمة الليل، تناهى إلى أسماعنا تحذيرات يطلقها الجيش الإسرائيلي في بعض الأحيان لإخطار السكان لإخلاء الأبنية المجاورة للمستشفى، قبل استهدافها بزعم وجود عناصر من حماس.
"لم نعر الأمر اهتماما، تحصنا بمستشفانا نقدم الخدمة للمرضى وأصوات القذائف من حولنا من كل صوب، فجأة تغير الأمر"، يستذكر صباح هذه اللحظات، ويتابع: "الوقت توقف فجأة، القصف بدأ فجأة من دون سابق إنذار أو تحذير، وبلا أسباب، والأصوات تختلط، وقذائف تدوي، صراخ يعلو، وأصوات الطواقم الطبية تحاول أن تنقذ الأرواح وسط الرعب، المستشفى الذي لطالما كان ملاذا للمرضى والمصابين، تحول فجأة إلى ساحة هجوم عنيف من دون سابق إنذار".
اخترقت القذائف مبنى المستشفى من الداخل، نفذت من الجنبات وأحدث في خروقات في الداخل، لم تسلم منطقة واحدة من الاستهداف انهالت القذائف وطلقات الرصاص بشكل مباشر على أقسام المستشفى.
انبطح الجميع أرضا، شاهدنا من "كوة" الحائط عناصر القناصة يتربصون أحاطوا بالمستشفى من كل جانب، وانهالت الرصاصات من كل جانب، بعناية وتدقيق وجهوا سيل الطلقات إلى غرف العناية المركزة فنالها ما نالها.
ولم تسلم حضانات الخُدَّج من رصاصاتهم، أقسام الولادة أيضا أخذت نصيبها من السيل.
يتابع الدكتور صباح: "افترشنا الطرقات وحاول كل منا أخذ ساتر، الممرضون وأطباء ومرضى جميعهم ظلوا منبطحين أرضا في محاولة يائسة للنجاة، ولا نعرف متى ينتهي هذا الكابوس؟ ولماذا يحدث ذلك؟".