قال أخصائي الجراحي العظمية، الطبيب محمد ممتاز الحنش، لوكالة "فرانس برس" إنه استدعى للتحقيق بعد انتشار فيديو قصير على الإنترنت داخل المستشفى الميداني بينها يعمل الطاقم الطبي على إسعاف المصابين.
وقال الحنش: "تم إبلاغي بأنه علي الخروج ومقابلة الجهات الأمنية، وأنهم يعلمون مكان وجود أهلي في دمشق".
وأوضح الطبيب السوري: "ذهبنا مع فريق من الأطباء الموجودين في المستشفى إلى مبنى الأمن الوطني، وقابلنا محققا وحاولنا قدر المستطاع إعطاء إجابات عامة".
وعن طبيعة الأسئلة قال الحنش: "سُئلت مثلا عما حدث في ذلك اليوم، وأين كنت، وماذا شاهدت، وماذا عن الناس الذين تعرضوا للاختناق؟ حاولنا أن نجيبهم أجوبة غير موجهة، فأخبرتهم أنني في قسم العمليات، والمصاب بالكيماوي لا يأتي إلى قسم العمليات".
وأشار الحنش إلى أنه برر أعراض الاختناق الخفيفة "بسبب وجود سواتر ترابية" حول المستشفى، وضعت آنذاك لحمايته من القصف الذي كانت مدينة دوما، أبرز معاقل المعارضة قرب دمشق تتعرض له، بعد حصار محكم.
وطرحت الأسئلة نفسها على طبيب الطوارئ والعناية المشددة حسان عبد المجيد عيون الذي يقول: "حين دخلت إلى المحقق، كان مسدسه على الطاولة وموجّها نحوي، وقال لي: الحمدلله على سلامتك وسلامة أهلك وسلامة مئة ألف شخص لا نريدهم في دوما".
وتابع: "فهمت فورا ما المطلوب وأن الهدف أن نقول إنه ما من حادث جديد"، في إشارة إلى القصف بالكلورين، مضيفا: "من كانوا في المستشفى حينها تعرضوا لضغوط شديدة جدا وصلت إلى حد التهديد المبطن".
وخلال الاستجواب، يقول عيون: "نفينا الحادثة، وتجنّبنا الإجابة على بعض الأسئلة، على غرار: أين نقلوا الوفيات؟ ورددنا: لا نعلم، ثم سألوا: بماذا تفسر حالات الاختناق؟، وأجبنا: نفسرها بالغبار والأتربة والدخان الناجم عن العمليات العسكرية الشديدة"، مع تعرض المدينة حينها لغارات كثيفة.
كما خضع موفق نسرين، وكان حينها مسعفا وممرضا، أيضا للاستجواب، بعدما ظهر في مقطع الفيديو يربّت على ظهر فتاة مبللة وجرّدت من ملابسها لخروج البلغم من قصبتها الهوائية جراء تنشق غاز سام.
ويقول: "كنت تحت الضغط لأن عائلتي في دوما على غرار أغلب عوائل الكادر الطبي، أخبرونا أنه لا هجوم كيميائيا حصل، وأنهم يريدون إنهاء هذه القصة وإنكارها لتفتح دوما صفحة جديدة بدون مداهمات واعتقال لسكانها".