"رسالة سلام".. بابا الفاتيكان يضرب على الوتر الذي أغضب إسرائيل

تحدث بابا الفاتيكان عن الوضع الإنساني الخطير في قطاع غزة، بمناسبة الاحتفال ببدء السنة المقدسة للكنيسة الكاثوليكية الرومانية، المعروفة باسم "اليوبيل"، إذ قال إن "الأمل يدعو الناس إلى أن يكونوا شجعانا ومسؤولين ومتعاطفين".

ودعا بابا الفاتيكان البالغ 88 عاما، إلى عالم جديد يسوده السلام والعدالة، وأضاف: "يجب أن تصل المساعدات إلى "الناس الذين أنهكهم الجوع والحرب في غزة"، مشيرا إلى ما وصفه بالوضع الإنساني الخطير في القطاع الفلسطيني.

وفي الوقت نفسه دعا قادة حركة حماس إلى الإفراج عن الرهائن الذين تحتجزهم في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، من أجل إخماد الحرب الدائرة منذ ذلك التاريخ.

وكان بابا الفاتيكان أدان في تصريحات نشرتها وكالة "رويترز" السبت 21 ديسمبر، الغارات الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ ما يزيد على 14 شهرا، واصفا إياها بالقاسية.

وتحدث عن الغارات الإسرائيلية: "هذه ليست حربا، بالأمس تعرض أطفال للقصف، هذه قسوة، أردت أن أقول هذا لأنه أمر يمس القلب".

وفي مقتطفات من كتابه نشرت في نوفمبر الماضي، قال البابا فرنسيس: "بعض الخبراء الدوليين قالوا إن ما يحدث في غزة له خصاص (الإبادة الجماعية)".

وتخلى بابا الفاتيكان عن الحذر الذي يتبعه بشأن الصراعات والحروب الدولية، وبات يتحدث بشكل واضح وصريح في الأيام الأخيرة عن الحرب الإسرائيلية على غزة.

أثارت تصريحات البابا غضبا واسعا في إسرائيل، ونشرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" ما قاله بابا الفاتيكان، وقالت إنه "لم يحدد ما هي الحوادث المزعومة التي كان يشير إليها"، وأكدت أن الجيش الإسرائيلي "يستهدف الإرهابيين فقط".

وأصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية بيانا للرد على ما قاله البابا فرنسيس، جاء فيه: "تعليقاته مخيبة للآمال، خاصة أنها تنفصل عن السياق الحقيقي والواقعي للحرب الإسرائيلية ضد الإرهاب".

وقالت الخارجية الإسرائيلية إن إسرائيل "فُرضت عليها حرب متعددة الجبهات بسبب هجوم 7 أكتوبر"، وزاد البيان من حدته "كفى من المعايير المزدوجة والاستخفاف بإسرائيل وشعبها".

وردا على وصف بابا الفاتيكان الحرب الإسرائيلية بالقاسية، قالت الخارجية في بيانها: "القسوة هي أن يختبئ الإرهابيون وراء الأطفال بينما يحاولون قتل أطفال إسرائيليين، والقسوة هي احتجاز 100 رهينة لمدة 442 يوما، بما فيهم أطفال رضع".

وتحدث وزير الشتات الإسرائيلي، عميشاي تشيكلي عن تصريحات البابا مؤكدا أنها "استخفاف" بمصطلح الإبادة الجماعية، وقال لصحيفة "إيل فوغليو" الإيطالية، "محاربة حماس واجب".

وأضاف تشيكلي: "نحن شعب فقد 6 ملايين من أبنائه وبناته في الهولوكوست، ولدينا حساسية بشكل خاص حول الاستخفاف بمصطلح الإبادة الجماعية، لأنه يقترب بشكل خطير من إنكار الهولوكوست".

وطالب تشيكلي، في رسالته إلى بابا الفاتيكان، بتوضيح موقفه بشأن "الاتهام الجديد بالإبادة الجماعية ضد إسرائيل"، مؤكدا أنه صديق عزيز للشعب اليهودي، على حد قوله.

"ليس مهما ما يقوله البابا، المهم كم عدد الفرق العسكرية التي يمتلكها"، نُسبت هذه التصريحات إلى الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين، كما يقول بول إيلي، في مقال منشور على "ذا نيويوركر" حول تأثير كلمات البابا في العالم.

ويقول إيلي إن البابا يكتفي بالكلمات والرموز لإحداث التأثير الذي يريده، في وقت بلغ فيه عدد أتباعه حول العالم 1.4 مليار شخص، وفقا لتقديرات صحيفة "نيويورك تايمز".

وعن أهمية الكلمات التي تخرج من البابا، قال إيلي: "لديه ما يسمى بإمبراطورية العلامات والرموز التي تشكل الأساس لكل من الدين والدبلوماسية، لكن حربي إسرائيل وحماس، وروسيا وأوكرانيا، أظهرتا أن تأثير هذه الكلمات محدود".

ويشير إيلي إلى أن البابا لديه "سلطة أخلاقية"، وهي التي تصف أعمال الحرب الدائرة حاليا في أكثر من بقعة على الأرض، لكنه يشكك في مدى فعاليتها، وتأثير نطاقها.

لكن تصريحات البابا الأخيرة أثارت ردود فعل واسعة عالميا وداخل إسرائيل، وعلق السفير الإسرائيلي لدى الفاتيكان، يارون زيدمان، عليها لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، قائلا إن الإبادة الجماعية تحققت في إسرائيل خلال هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023.

وأتم زيدمان: "البابا يتعامل بشكل غير متوازن مع المجتمع اليهودي العالمي، وهذا يسبب غضبا واسعا، لأن إسرائيل تدافع عن نفسها في الحرب الحالية بعد أن تعرضت لهجوم وقُتل مواطنوها".