داعش يعود بـ"ذئاب منفردة".. كيف يتحدى التنظيم ترامب؟

حين سئل مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، عن سوريا والوضع فيها، كان مصدر قلقه الأكبر هو عودة التنظيم، إذ أنهم يفعلون كل ما في وسعهم لإعادة بناء قدراتهم في الفراغ الأمني الذي خلفه سقوط نظام الأسد.

مايك والتز الذي سيخلف سوليفان مع قدوم الرئيس الأميركي دونالد ترامب أكد أن الرئيس العائد إلى البيت الأبيض قد لا يفي بوعده بسحب القوات الأميركية من سوريا، لأنه يرى تهديدها الماثل هناك.

لكن ثمة أمر آخر، إذ يشير جيمس جيفري، مبعوث واشنطن إلى سوريا في ولاية ترامب الأولى، إلى أن الرئيس الأميركي قد يسأل لماذا عليه أن يترك قوات هناك إذا كان الأمر قائما على قصفهم في الصحراء، بحسب ما يشير إيشان ثارور في واشنطن بوست.

وربما يظل الهاجس الأكبر هو عناصر داعش الموجودين في السجون، فخلال حديثه مع وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط هاميش فالكونر، حذر وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين من "خطورة هروب عناصر داعش من السجون، ومن انفلات الوضع في معسكر الهول"، شمال شرقي سوريا، حيث تسيطر قوات سوريا الديمقراطية ذات المكون الكردي والقوات المتحالفة معها، يوجد أكثر من ٢٦ معسكرا وسجنا وما يقرب من ٥٠ ألف فرد يرتبطون بتنظيم داعش الإرهابي، بحسب معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى.

المصالح الأميركية أيضا، يهددها داعش في أفريقيا، إذ يشير بريت هولمغرين، رئيس المركز الوطني لمكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة، في مقابلة مع بوليتيكو إلى أن تهديد التنظيم الإرهابي في أفريقيا هو أحد أعظم التهديدات طويلة الأجل للمصالح الأميركية، إذ يرى داعش أن أعطى الأولوية بوضوح لأفريقيا كفرصة للنمو.

رغم خسارة داعش لأراضيه، فإن هجمات ما يعرف بـ"الذئاب المنفردة" بدأت تعود إلى الواجهة والتي كان آخرها حادث الدهس الذي شهدته نيوأورليانز الأميركية وأسفر عن مقتل 14 شخصا يتهم فيه شمس الدين جبار، والذي قالت عنه سلطات التحقيق الفيدرالية إنه كان يحتفظ براية داعش على شاحنته، مضيفين أنه نشر سلسلة من مقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي أعلن فيها مبايعته للتنظيم قبل وقت قصير من إقدامه على فعلته.

وفي هذا السياق تشير ريتا كاتز، المديرة التنفيذية لمؤسسة "سايت إنتلجنس" (SITE Intelligence)، وهي منظمة غير حكومية تراقب الجماعات الإرهابية إلى أن الأحداث في الشرق الأوسط أحد أبرز العوامل التي تدفع لمثل هذه الحوادث، بحسب سي إن إن.

وتستشهد بمجموعة حوادث أخرى مثل:

وتشير كاتز إلى أن داعش سعى للاستفادة من الحرب التي تشنها إسرائيل في غزة، ضاربة المثل بدعوة المتحدث باسم التنظيم في يناير من العام 2024 إلى اصطياد "الفرائس" في شوارع وأزقة أميركا وأوروبا والعالم.

إلا أن الحدث الأكبر كان الهجوم الذي شهده مسرحا في العاصمة الروسية موسكو في مارس ٢٠٢٤، وأسفر عن مقتل أثر من ١٣٠ وإصابة 182 شخصا، وأعلن تنظيم ما يعرف داعش خراسان مسؤوليته عن الهجوم.

وفي هذا الأمر تقول كاتز إن "دعم داعش العالمي يعتمد جزئيا كبير على صورته كمنظمة قادرة، وهذه المذبحة المدمرة في روسيا ستعزز فقط تلك الصورة".

ثمة مؤشرات مقلقة تقول إن التنظيم يحاول إعادة تشكيل نفسه حتى قبل سقوط الأسد كالآتي:

تصريح وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين استولى على كميات من الأسلحة نتيجة انهيار الجيش السوري وتركه لمخازن أسلحته بحسب وكالة الأنباء العراقية.

ورغم هذه المؤشرات فإن البعض يرى في سقوط الأسد فرصة للولايات المتحدة لمواجهة داعش مثل ما يطرحه الباحث في معهد الشرق الأوسط الأميركي، تشارلز ليستر، في نيويورك تايمز من خلال الآتي:

ويحذر ليستر من أنه حال عدم اتخاذ هذه الخطوات فإن حلفاء أميركا في سوريا سيتم تدميرهم، وبالتالي تنسحب أميركا في صورة كارثية، مشددا على أن عدم القيام بشيء سيمنح داعش فرصة للعودة مرة أخرى.