في مشهدٍ لا يُنسى في الحرب التي تدور رحاها في غزة، قُتلت الطفلة هند رجب، ابنة السنوات الخمس مع عائلتها، واثنان من المسعفين، بعد أن أطلقت الدبابات الإسرائيلية النار عليهم، إذ عُثر على جثتها بعد أيام من اختفائها، عقب مكالمة تحدّثت فيها مع هيئة الإسعاف الفلسطينية قبل أن ينقطع الاتصال.
حادثة هند أورد عنها الخبراء في بيان أنها "يمكن أن تشكّل جريمة حرب"، لكن ثمّة من اتخذ اسمها مؤسسة في بلجيكا، تعرف اختصارا بـ(HRF)، تهدف إلى ملاحقة الجنود الإسرائيليين في الخارج، خاصة هؤلاء الذين ينشرون مواد من غزة، ثم ينشرون صورا ومقاطع فيديو أخرى لأنفسهم، في أثناء قضاء عطلاتهم في الخارج.
مِن ضمن الشكاوى التي رفعتها، تلك التي لاحقت فيها جنديا إسرائيليا في البرازيل، إذ قالت إنه شارك في هدم مبانٍ كانت تُستخدم ملاجئ للفلسطينيين النازحين.
وأشارت المنظمة إلى أنها أرفقت أكثر من 500 وثيقة لدعم الشكوى، وطالبت المحكمة باعتقال الجندي، خشية مغادرته البرازيل التي أمرت محكمة بتوقيفه وفتح تحقيق معه، لكنه تمكّن من الفرار، بحسب ما زعمت هيئة البث الإسرائيلية (كان).
ونقلت الهيئة عن عائلة الجندي المطلوب تأكيدها أنه "ليس رهن الاعتقال (..) من كان عليه تقديم المساعدة له فقد ساعده، وبعد ساعات من التوتر، تمكّن من الفرار من البرازيل".
وقال حينها زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، عبر "إكس": "اضطرار جندي احتياط إسرائيلي للفرار من البرازيل في جنح الليل، لتجنب القبض عليه، لأنه قاتل بغزة، هو فشل سياسي هائل لحكومة غير مسؤولة".
وفي تدوينة، قالت مؤسسة "هند رجب" إن معلومات تؤكد أن إسرائيل تحاول تهريب الجندي خارج البرازيل. وتابعت: "هناك أيضا مؤشرات على أن الأدلة يتم تدميرها، هذه ليست فضيحة فحسب، بل إنها إهانة لسيادة البرازيل وسيادة القانون".
وركّزت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية الإثنين، على مؤسسة "هند رجب"، عبر تقرير لها بعنوان "هذه هي المؤسسة التي تلاحق جنود الجيش الإسرائيلي الذين يسافرون إلى الخارج".
وتقدّمت مؤسسة "هند رجب" حتى الآن بطلبات اعتقال لـ1000 جندي إسرائيلي مزدوج الجنسية في 8 دول، بحسب ما نقلت وكالة أنباء الأناضول عن صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية.