انتشر عناصر حركة حماس في قطاع غزة، في أول ساعات وقف إطلاق النار، في استعراض واضح للقوة والعتاد، لتسليم الدفعة الأولى من الرهائن الإسرائيليين وسط القطاع، الأمر الذي أثار جدلا واسعا في إسرائيل.
مقاتلو حماس الملثمون ظهروا بأسلحتهم الخاصة، وفي شاحنات بيضاء صغيرة بحالة جديدة، رغم الدمار الذي طال القطاع بشريا وماديا.
واعتبرت صحيفة
نيويورك تايمز أن المشهد الذي ظهرت به حماس في اليوم الأول للصفقة، كان بهدف توجيه رسائل إلى الفلسطينيين في غزة وإلى إسرائيل وكذلك المجتمع الدولي، بأنها ما زالت تتمتع بالقوة والهيمنة رغم كل الخسائر التي تعرضت لها خلال الحرب.
وتحدث المحلل السياسي المُقرب من حماس إبراهيم مدهون، للصحيفة الأميركية قائلا: "رسالة حماس كانت تكمن في اليوم التالي للحرب، فهم يؤكدون على أنهم سيظلون جزءا من الخطط المستقبلية للقطاع، أو على الأقل يجب التنسيق معهم".
حشد حماس الذي ضم عشرات المقاتلين بأسلحتهم، ظهر في ساحة السرايا بمدينة غزة، في مكان دخلته بالفعل إسرائيل ودمرت مبانيه ونفذت فيه عمليات عسكرية، في رسالة بأن الحركة الفلسطينية "تسيطر على الوضع"، وفقا لما قاله أستاذ العلوم السياسية بجامعة بيرزيت علي الجرباوي، مؤكدا أن الرسالة تشير إلى أن "حماس كانت هناك قبل الحرب، وما تزال موجودة".
وتسبب مظهر عناصر الحركة في غزة في غضب داخل إسرائيل، رغم محاولات التقليل منه، إذ نشرت صحيفة
تايمز أوف إسرائيل، تقريرا يؤكد تعمد الحركة الفلسطينية تصوير المشاهد عن قرب لتبدو الحشود ضخمة.
ونشرت الصحيفة الإسرائيلية صورا من الأعلى للحشود التي قالت إنها صغيرة، كما تظهرها الصور القريبة من عملية تسليم الدفعة الأولى من الرهائن.
وكشفت القناة ١٢ الإسرائيلية، عن هدايا حماس للأسيرات الثلاث المُفرج عنهن في الدفعة الأولى ضمن الاتفاق، بداخل حقيبة ورقية كُتب عليها "صفقة طوفان الأقصى".
واحتوت الهدية على خريطة لقطاع غزة، وصور للأسيرات خلال فترة احتجازهن منذ ٧ أكتوبر ٢٠٢٣، بالإضافة إلى شهادة تقدير أصدرتها حماس.
وأشارت صحيفة
جيروزاليم بوست إلى أن الحركة أرادت "السخرية" من الأجهزة الإسرائيلية بهذه الهدايا التي تحمل شعارها وهويتها.