نقل عمر المصري (39 عاما) إلى المستشفى جراء إصابة في الساق ناتجة عن التعذيب، لكنه اضطر كغيره من النزلاء، إلى القول للطبيب إنه يعاني آلاما في المعدة وارتفاعا في الحرارة. لكنّ جرحه كان ظاهرا لدرجة لا يمكن تجاهله، ما دفع بالطبيب إلى معالجته.
لكن تجربته لم تكن غير مريرة، ففي أثناء انتظار تلقي العلاج، طلب منه أحد الحرّاس أن يقوم بـ"تحميم" نزيل آخر كان يعاني إعياءً شديدا.
وأوضح المصري "دخلتُ إلى الحمّام وأتيت بمياهٍ أمسح له وجهه ويديه"، قبل أن يعود الحارس ويقول له بغضب "حمّمه".
كرّر المصري ما قام به، لكن المريض لقي حتفه بين يديه هذه المرة. مذعورا، قرع باب الغرفة مناديا الحارس: "قلت له سيدي لقد تُوفي... فقال لي أحسنت"، ففهمت أنه حين قال لي "حممه"، كان يقصد أن أقضي عليه.
وأفادت طبيبة مدنية بأنها وزملاءها في مستشفى تشرين، كانت لديهم أوامر صارمة بإبقاء الأحاديث مع السجناء في حدودها الدنيا.
وقالت الطبيبة، التي طلبت عدم كشف هويتها: "لم نكن نعرف اسم المعتقل، لم يكن بإمكاننا السؤال، ممنوع أن نعرف أي شيءٍ عنه".
وأضافت "لم يكن المعتقل يجيب سوى بحجم السؤال، منهم من لم ينظر حتى في وجهي. لم يكن مسموحا لهم أن يتكلموا".
بعد تعرضه للضرب المبرح في صيدنايا، أصيب أسامة عبداللطيف بكسور في الأضلاع، لكن الأطباء في السجن لم ينقلوه إلى المستشفى سوى بعد 4 أشهر، وهو يعاني نتوءا جانبيا كبيرا.
أُلزم عبداللطيف وآخرون بنقل جثث 3 من زملائهم السجناء إلى عربة، وإنزالهم منها لدى الوصول إلى مستشفى تشرين العسكري في العاصمة السورية.
ويقول عبداللطيف لفرانس برس: "لقد سجنت خمسة أعوام، لكن 250 سنة لن تكفي لأتحدّث عن معاناة السنوات الخمس".