طالب زعيم الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري في ألمانيا، ماركوس زودر، بزيادة تسليح الجيش الألماني على نطاق واسع.
وقال زودر، الذي يرأس حكومة ولاية بافاريا، في تصريحات لصحيفة "فيلت آم زونتاج" الألمانية، المقرر صدورها غدا الأحد: "يحتاج الجيش الألماني إلى معدات كاملة. يشمل هذا جيشا من الطائرات المُسيرة يضم 100 ألف طائرة، و800 دبابة جديدة، فضلا عن 2000 صاروخ من طراز باتريوت و1000 صاروخ من طراز تاوروس، وذلك فقط لألمانيا كدرع وقائي على غرار القبة الحديدية".. فما هي الحلول المطروحة لتمويل الجيوش الأوروبية؟
بحسب تقرير لصحيفة لصحيفة
فاينانشيال تايمز، فإن مجموعة من الخبراء بما في ذلك الجنرال البريطاني السابق السير نيك كارتر، اقترحوا تأسيس مصرف يسمى "بنك إعادة التسلح".
سيكون هذا البنك مماثلا لـ"البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية"، الذي تم إنشاؤه بعد سقوط الستار الحديدي لتعزيز الاستثمار في شرق أوروبا.
يمكن لهذا البنك الجديد تقديم قروض لشراء المعدات العسكرية، وتأسيس المشروعات الصناعية في قطاع الدفاع، مع إمكانية إقراض القطاع الخاص والحكومات.
الاقتراح الذي ناقشه وزراء أوروبيون في اجتماعات منفصلة على هامش مجموعة العشرين في كيب تاون، يحدد رأسمال البنك بـ10 مليارات يورو، تدفعها الدول الأوروبية مقدما، مع معدلات فائدة ميسرة بفضل تصنيف ائتماني عالي مدعوم بضمانات الدولة. وتدعم بولندا، التي تترأس الاتحاد الأوروبي، هذا الخيار.
تتداول الأوساط الأوروبية فكرة إنشاء "أداة ذات غرض خاص" تهدف إلى تجميع الضمانات الوطنية من قبل الحكومات، ثم اقتراض رأس المال من الأسواق لإقراض الأموال لأغراض الدفاع. من المتوقع أن تكون هذه الأداة متاحة لدول الاتحاد الأوروبي والدول الأخرى المهتمة، بحسب تقرير فاينانشيال تايمز.
ويوضح محللون للصحيفة أن النطاق المحدود لهذه الأداة قد يسمح بإنشائها بسرعة أكبر مقارنة بالبنك المقترح، رغم أن الدول المشاركة ستظل بحاجة لتوفير رأس المال المدفوع.
ويشرح لويجي سكازييري، من مركز الإصلاح الأوروبي، للصحيفة أن هذه الأداة ستكون "أخف من الناحية الإدارية"، مضيفا: "ضخ رأس المال بشكل كبير ومنسق سيعكس وجود إرادة سياسية قوية من قبل الدول الأوروبية لتعزيز الدفاع الأوروبي".
- تخفيض المساعدات الخارجية والاستعانة بصندوق كوفيد-19
وتأتي مساعي أوروبا لزيادة ميزانيات الدفاع في وقت تكافح فيه الحكومات للسيطرة على عجزها العام وديونها.
في ألمانيا، يتم تقييد الاقتراض في العام الجديد بشكل صارم بما يسمى "فرامل الديون" المنصوص عليها في الدستور. ويسعى المستشار الألماني المحتمل فريدريش ميرتس إلى إضافة ما يصل إلى 200 مليار يورو إلى صندوق خاص قائم، أنشأه المستشار أولاف شولتز في عام 2022 لشراء الأسلحة، وفقًا لشخصين مطلعين على الخطط.
وقد تم تخصيص صندوق شولتز البالغ 100 مليار يورو بالكامل تقريبًا لشراء الأسلحة، ولم يتبق سوى 10 مليارات يورو لإنفاقها.
في ذات السياق، تدرس المفوضية الأوروبية إعادة استخدام الأموال الموجودة، مثل 93 مليار يورو من قروض جائحة كوفيد-19، بالإضافة إلى عشرات المليارات من صناديق التنمية الإقليمية في الاتحاد الأوروبي.
كما تعهدت بروكسل أيضا بإعفاء الإنفاق الدفاعي من قواعد العجز والديون في الاتحاد الأوروبي.
ومع ذلك فإن احتياجات القارة الدفاعية الإجمالية، والتي تقدرها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بنحو 500 مليار يورو، سوف تحتاج إلى دفعة استثمارية أوسع نطاقا بكثير.
وقالت فون دير لاين "يتعين علينا تمكين الإنفاق الدفاعي بشكل أكثر استهدافا وكفاءة من خلال أداة أوروبية مخصصة".