مظاهرة جديدة ضد "حماس" في مخيم جباليا
شهد مخيم جباليا شمال قطاع غزة، الأحد، مظاهرة شارك فيها المئات من الفلسطينيين، مطالبين بوقف الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ السابع من أكتوبر 2023، ورافعين شعارات تطالب برحيل حركة حماس، التي اتهموها بالمسؤولية عن تفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع.
وردد المتظاهرون هتافات غاضبة، كما وجّهوا انتقادات مباشرة لقيادات في الحركة، في تعبير عن تصاعد الغضب الشعبي تجاه إدارة الحركة لتداعيات الحرب.
وقال أحد المشاركين في المظاهرة، يُدعى علي، ورفض الكشف عن اسم عائلته، لوكالة الأنباء الألمانية: "نحن من يعيش هذه المعاناة، ويجب أن تكون الكلمة لنا، لأهالي قطاع غزة، وليس لأي طرف آخر. لقد سئمنا من الحرب ومن سياسات حماس التي أدت إلى المزيد من الدمار والجوع". وأضاف: "كل يوم نفقد أحباءنا، ولا نرى أي أمل في الأفق".
من جهتها، قالت أم محمد، 45 عامًا، وهي إحدى المشاركات في المظاهرة: "حماس تتحدث باسمنا، لكنها لا تشعر بما نشعر به. أطفالنا يموتون من الجوع والبرد، ولا نجد حتى الدواء لعلاجهم. نريد أن نعيش بسلام، بعيدًا عن الحروب".
اتهامات للجيش الإسرائيلي بفرض حصار خانق
وفي المقابل، وجّه عدد من المتظاهرين اتهامات للجيش الإسرائيلي بتعمد استهداف المناطق السكنية وفرض حصار خانق على السكان. وقال شاب يُدعى محمود، 32 عامًا: "نرفض سياسات حماس، لكننا نرفض أيضًا القصف اليومي الذي يطال الأطفال والنساء. لا يمكن تبرير هذا الدمار تحت أي ذريعة، فإسرائيل تستخدم القتل والتدمير والتجويع ضد مدنيين محاصرين ولا أحد يحرّك ساكنًا".
وأضاف متظاهر آخر يُدعى سمير، 29 عامًا: "نحن ضحايا بين نارين، لا أحد يسمع صوتنا. إسرائيل تحاصرنا منذ سنوات، وتمنع عنا الغذاء والدواء، وتدّعي أنها تستهدف حماس بينما تقصف بيوت المدنيين. هذه الحرب أنهكتنا جميعًا".
كانت المظاهرات المنددة بحركة حماس قد انطلقت في 25 مارس الماضي، في وقت يواجه فيه سكان قطاع غزة أزمة إنسانية غير مسبوقة، في ظل الحرب الإسرائيلية المتواصلة، وإغلاق المعابر، ما أدى إلى نقص حاد في الغذاء والدواء والمساعدات.
وفي هذا السياق، أفاد المكتب الإعلامي الحكومي التابع لحماس بأن نحو 400 طفل قُتلوا في غزة خلال العشرين يومًا الماضية، ما يرفع عدد القتلى منذ استئناف العمليات العسكرية إلى نحو 1350 شخصًا.