أبراج مراقبة وسيطرة.. هل تستعد إسرائيل لإقامة طويلة في غزة؟
قتلت قتلت ضربة جوية إسرائيلية 26 فلسطينيا على الأقل، الأربعاء، بينهم أطفال في منزل بحي الشجاعية في مدينة غزة، وذكر مسعفون أن عشرات أصيبوا أيضا في الهجوم الذي استهدف مبنى سكنيا متعدد الطوابق في الحي الواقع شرق المدينة.
وأمر الجيش الإسرائيلي سكان حي الشجاعية الأسبوع الماضي بإخلاء المنطقة وزعم أن قواته ستستهدف مسلحين في المنطقة.
وأمر الإخلاء هذا لم يعد جديدا على سكان غزة، فقد أصدر الجيش أوامر متكررة بالإخلاء لمئات الآلاف من الفلسطينيين في المناطق الجنوبية والوسطى والشمالية منذ استئناف عملياته في غزة في 18 مارس، مما أجبرهم على النزوح إلى منطقة ضيقة المساحة على شاطئ البحر.
وشوهدت القوات الإسرائيلية، الاثنين، وهي تمهد أراضي وتشيد أبراج مراقبة ضمن مناطق من قطاع غزة سيطرت عليها في الأيام القليلة الماضية في عملية عسكرية تقول الأمم المتحدة إن الجيش سيطر خلالها بالفعل على ثلثي مساحة القطاع أو أخلاها من السكان.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن إجمالي المساحة التي استولت عليها إسرائيل أو أصدرت أوامر بإخلائها بلغ 65% من قطاع غزة. وفي رفح وحدها أوضحت لجنة الإنقاذ الدولية أن 140 ألف شخص نزحوا خلال الأسبوعين الماضيين.
وقالت زكية سامي (60 عاما)، وهي أم لستة أطفال من مدينة غزة، أنها شاهدت الدبابات تنتشر بمناطق مرتفعة في أثناء فرارها من منزلها بعد أن أمر الجيش عائلتها بمغادرة حي الشجاعية.
وقالت لرويترز عبر تطبيق للدردشة "سيطروا على تلة المنطار اللي كنا ناخد أولادنا ليلعبوا هناك، وها لقيت متمركزين عليها ومن هناك بيقدروا يقصفوا أي بيت بدهم إياه في الشجاعية".
وأضافت "غزة في الأساس مكان صغير والإسرائيليين قاعدين بيقلصوا مساحتها أكتر وأكتر، إحنا قاعدين بيخنقونا في وقت لا فيه أكل والقنابل بتتساقط فوق روسنا".
أعلنت إسرائيل عزمها إقامة "منطقة أمنية" على أطراف قطاع غزة، وذلك بعد شهر من انهيار وقف إطلاق النار. ولم توضح ما هي خطتها طويلة الأمد للمنطقة التي سيطرت عليها مجددا لكن الفلسطينيين يخشون من أنها تهدف إلى احتلالها بصورة دائمة.
وقال سكان إن هناك مؤشرات متزايدة على أن الجيش يعد نفسه لإقامة طويلة إذ يشيد أبراج مراقبة في الشجاعية شمالا وفي الجنوب في أنحاء منطقة بين مدينتي خان يونس ورفح كانت في السابق مستوطنة إسرائيلية تدعى موراج.
وأظهرت لقطات متداولة على مواقع التواصل رافعة كبيرة تحميها مدافع رشاشة وكاميرات مراقبة، إضافة إلى معدات حفر تعمل بالقرب من الشجاعية.
وأصدر الجيش خلال الليل أوامر إخلاء لعدة مناطق في دير البلح والزوايدة وسط قطاع غزة، وهما منطقتان نزح إليهما مئات الآلاف.
وفي دير البلح حمل السكان رجلا مصابا ولفوه ببطانية بعد انتشاله من بين أنقاض منزل دمرته غارة إسرائيلية.
وقال أحد الجيران ويدعى عماد حسن "صحينا الساعة اتنين في الليل على صوت زلزال.. زلزال في المنطقة وشهداء لسه للحين ضايلة تحت الأنقاض.. وجيراننا شهداء... مربع كامل بأكمله".
وأضاف "ترامب شو بدو يساوي لنتنياهو؟! هيقوله دمر بزيادة".
وأصدرت منظمة "كسر الصمت" الحقوقية الإسرائيلية، الاثنين، تقريرا روى فيه جنود إسرائيليون تفاصيل عن الأساليب القاسية التي انتهجتها القوات لفتح ما وصفوها بأنها "منطقة قتل" في أنحاء قطاع غزة من خلال تدمير أراض زراعية وإخلاء أحياء سكنية بأكملها في القطاع.
قال تامر البرعي، وهو رجل أعمال من مدينة غزة نزح إلى دير البلح "وين نروح؟ هاد سؤال أكتر من اثنين مليون نسمة اليوم، قاعدين بيحشروا فينا".
وأضاف "ما فيش أكل، وإذا انوجد بيتم بيعه بأسعار خيالية والناس في انتظار الموت طول الوقت".
وتعثر الشهر الماضي اتفاق لوقف إطلاق النار جرى التوصل إليه في يناير . وأكدت إسرائيل أن عمليتها العسكرية في غزة ستستمر لحين عودة الرهائن المتبقين، وعددهم 59، والذين لا يزالون محتجزين لدى حماس وجماعات مسلحة أخرى. وتقول حماس إنها لن تطلق سراحهم دون اتفاق يفضي إلى وقف الحرب نهائيا.
وتحدث ترامب في وقت سابق عن إخلاء قطاع غزة من سكانه وتحويله إلى منتجع تسيطر عليه الولايات المتحدة. وأبدت إسرائيل دعمها لتلك الخطة قائلة إنها ستشجع الفلسطينيين على المغادرة الطوعية.