إسرائيل تحاكي اغتيال نصرالله بمحاولة استهداف محمد السنوار
رغم عدم إعلان تأكيد رسمي من القيادة العسكرية الإسرائيلية بنجاح عملية اغتيال محمد السنوار، شقيق القائد السابق لحركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، حتى الآن، فقد اعتبرت إسرائيل إن مقتله من شأنه أن "يغير قواعد اللعبة"، حيث يعتبر السنوار عقبة كبيرة في المفاوضات من أجل عودة الرهائن.
ففي عملية تم التخطيط لها منذ 6 أشهر، ومشابهة لعملية اغتيال أمين عام حزب الله، حسن نصرالله، في سبتمبر الماضي في الضاحية الجنوبية لبيروت، ذكر موقع "واللا" أن عملية اغتيال محمد السنوار، كانت بمبادرة مشتركة بين رئيس قسم العمليات الشاباك وقائد المنطقة الجنوبية، يارون فينكلمان.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الهجوم جاء في إطار ما وصفته بـ"فرصة نادرة" لمحاولة اغتيال محمد السنوار. وبحسب التقارير، فإن نتائج العملية لا تزال غير معلومة. فماذا في المعلومات؟
وبحسب التقارير الإسرائيلية فقد استخدم سلاح الجو الإسرائيلي في الهجوم عشرات الذخائر، بما في ذلك القنابل القادرة على اختراق المخابئ. وتم تنفيذ الهجوم على غرار ما تم تنفيذه في عملية اغتيال نصر الله على جميع المداخل والمخارج عند مداخل المجمع تحت الأرض، بهدف منع الهروب بعد الهجوم، إذا تمكن السنوار من الفرار.
وبحسب زعم المؤسسة العسكرية فإن السنوار كان يختبئ في مجمع تحت الأرض يضم قاعات اجتماعات ومركز قيادة، تم بناؤه تحت المستشفى الأوروبي في منطقة خان يونس.
وكانت المعلومات الاستخباراتية دقيقة، لكن الإجراءات المضادة المستهدفة تأجلت مرتين بسبب ظروف عملياتية.
وفي أعقاب معلومات إضافية جمعها الشاباك، صدر الأمر بتنفيذ العملية، وأعطت قيادة المنطقة في سديروت الضوء الأخضر لتنفيذ العملية.
وأفاد مصدر عسكري للموقع الاستخباراتي الإسرائيلي أن الهجوم كان "دقيقا وقويا"، وتم تسجيل إصابة مباشرة، خاصة في المجمع تحت الأرض. وقال إن المستشفى نفسه "لم يتضرر تقريبا".
وأوضح المصدر ذاته أن اختيار موقع العملية لم يكن صدفة، بل هو مجمع ذو أهمية كبيرة لحماس، ويقع أسفل منشأة مدنية حساسة.
وحتى الآن، ليس من الواضح ما إذا كان قد تم اغتيال السنوار، وليس من المعروف ما إذا كان معه مسؤولون كبار آخرون.
وأعلن الجيش الإسرائيلي وجهاز "الشاباك"، في بيان مشترك، أنهما نفّذا غارة "مركّزة" استهدفت ما وصفاه بـ"مجمع قيادة وسيطرة" تابع لحركة حماس، قالا إنه شُيّد في بنية تحتية تحت الأرض أسفل مستشفى غزة الأوروبي في خانيونس.
المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي نشر على منصة إكس فيديو لمشاهد من القصف للموقع المستهدف الذي يُزعم أن السنوار كان فيه.
وقالت مصادر أمنية إسرائيلية إن التقديرات تشير إلى أن محمد السنوار كان داخل المجمع عند تنفيذ الهجوم، وأن الغارة "ألحقت دمارًا كبيرًا في البنية التحتية للمكان"، وأنه "في حال تواجد السنوار فيه فعلًا، فمن غير المرجح أن يكون قد نجا".
"الظل" الذي أطلق سراح يحيى السنوار
صحيفة "وول تريت جورنال" كانت قد نقلت في تقرير سابق بأن الجهود التي يقودها محمد السنوار تمثل تحديا جديدا لإسرائيل، حيث يواجه جيشها صعوبة في القضاء على الحركة بشكل كامل، خاصة مع إعادة ظهور المقاتلين في مناطق "تم تطهيرها" مسبقًا، بحسب الوصف الإسرائيلي.
محمد السنوار، البالغ من العمر نحو 50 عامًا، كان أحد المسؤولين عن اختطاف الجندي الإسرائيلي جلعاد شليط في عام 2006، وهي الحادثة التي أدت إلى إطلاق سراح شقيقه يحيى ضمن صفقة تبادل أسرى.
ووفقًا للصحيفة، يعمل محمد السنوار بشكل مستقل عن القيادة الخارجية للحركة، ما أكسبه لقب "الظل". وقال مسؤول إسرائيلي بارز: "نعمل بجد لتعقبه".
إسرائيل لم تطلع واشنطن على العملية المزعومة
أفاد تقرير لصحيفة "جيروزليم بوست" أن إسرائيل لم تُطلع الولايات المتحدة على تفاصيل محاولة الاغتيال قبلها، وفقًا لما ذكره مصدر مطلع.
ووفقًا للتقرير، كانت الغارة نتيجة "فرصة مفاجئة"، مما حال دون إبلاغ الطرف الأميركي خاصة وأن العملية تزامنت مع زيارة يقوم بها الرئيس دونالد ترامب للسعودية.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس: "لن نسمح لمنظمة حماس باستخدام المستشفيات والمرافق الإنسانية في غزة كملاجئ ومقرات للإرهاب. سنلاحقهم وقادتهم ونضربهم في كل مكان".
وأضاف كاتس أنه ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هما من أذنا للجيش الإسرائيلي بقصف البنية التحتية للمستشفى.