فلسطينيون يقتلون قرب مواقع توزيع المساعدات.. ماذا يحدث في غزة؟
منذ تدشين "مؤسسة غزة الإنسانية" أول مواقع توزيع المساعدات الأسبوع الماضي على أن تفتتح مزيدا من المواقع الأخرى في القطاع المدمر، سقط عشرات الفلسطينيين الجوعى بين قتيل وجريح بنيران القوات الإسرائيلية خلال مسعاهم للحصول على هذه المساعدات، وبالقرب من مواقع التوزيع، وسط انتقادات أممية اعتبرت فيه "الهجمات القاتلة" عىل مدنيين عزل بمثابة "جريمة حرب".
وفجر اليوم الثلاثاء، سقط 24 قتيلا في طريقهم للوصول إلى مركز للمساعدات في جنوب القطاع، فيما حثت فيه شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية على مقاطعة ما سمته "آلية المساعدات الإسرائيلية الأميركية" احتجاجا على أعمال القتل التي وقعت مع إعلان سلطات الصحة في قطاع غزة، الاثنين، إن القوات الإسرائيلية قتلت ثلاثة فلسطينيين على الأقل وأصابت عشرات آخرين قرب موقع آخر لتوزيع المساعدات.
من جهته قال الجيش الإسرائيلي إنه على علم بالتقارير التي تفيد بوقوع قتلى ومصابين وإنه يحقق في الواقعة بعناية.
وذكر في بيان أن القوات التي كانت تنفذ عمليات ليلا في رفح، الخاضعة للسيطرة العسكرية الإسرائيلية الكاملة، أطلقت طلقات تحذيرية "لمنع عدد من المشتبه بهم من الاقتراب منها"، مضيفا أن الواقعة حدثت على بعد كيلومتر واحد من موقع توزيع المساعدات.
وقالت مؤسسة غزة الإنسانية إنه لم يسقط قتلى أو جرحى في موقع التوزيع أو المنطقة المحيطة به.
والواقعة هي الأحدث في سلسلة من الوقائع التي تبرز هشاشة الوضع الأمني الذي أدى إلى تعقيد عملية توصيل المساعدات إلى غزة بعد أن خففت إسرائيل الشهر الماضي حصارا استمر نحو ثلاثة أشهر.
أكثر من 30 قتيلا قرب مركز توزيع المساعدات
قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك الثلاثاء، إن "الهمجات القاتلة" على مدنيين حول مواقع لتوزيع المساعدات في قطاع غزة تشكل "جريمة حرب".
وأكد تورك "الهجمات القاتلة على مدنيين يائسين يحاولون الحصول على كميات زهيدة من المساعدات الغذائية في غزة غير مقبولة. الهجمات الموجهة ضد مدنيين تشكل خرقا جسيما للقانون الدولي وجريمة حرب".
مسؤولون فلسطينيون ودوليون أكدوا الأحد أن ما لا يقل عن 31 شخصا قُتلوا وأصيب العشرات قرب الموقع نفسه، وهو واحد من عدة مواقع تديرها المؤسسة في رفح.
وعبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الإثنين، عن صدمته إزاء تقارير واردة عن مقتل وإصابة فلسطينيين في أثناء سعيهم للحصول على مساعدات في غزة الأحد، ودعا إلى إجراء تحقيق مستقل.
ونفى الجيش الإسرائيلي إطلاق النار على الأشخاص الذين تجمعوا للحصول على المساعدات، وقالت مؤسسة غزة الإنسانية إن عملية التوزيع يوم الأحد تمت دون وقوع حوادث، واصفة التقارير التي تحدثت عن سقوط قتلى بأنها ملفقة من حركة حماس.
وفي بيان منفصل، قال الجيش الإسرائيلي إن قواته وسعت في اليوم السابق عملياتها البرية في قطاع غزة وقتلت مسلحين وفككت مخازن أسلحة وبنية تحتية عسكرية فوق الأرض وتحتها.
وفي الوقت نفسه، قالت وزارة الصحة في غزة إن الغارات الإسرائيلية على القطاع أسفرت عن مقتل 51 شخصا وإصابة 500 خلال الـ 24 ساعة الماضية. وقالت السلطات الصحية المحلية إن 16 شخصا على الأقل قُتلوا في منزل بجباليا شمال غزة في وقت سابق من الاثنين.
الأمم المتحدة: سكان غزة معرضون للمجاعة
قالت مؤسسة غزة الإنسانية إن عمليات التوزيع التي تمت اليوم ترفع عدد الوجبات التي وزعتها منذ بدء عملياتها إلى ما يقرب من ستة ملايين.
وقالت الأمم المتحدة إن معظم سكان غزة، البالغ عددهم مليوني نسمة، معرضون لخطر المجاعة بعد حصار إسرائيلي دام 11 أسبوعا منع دخول المساعدات إلى القطاع.
وفي مستشفى ناصر بخان يونس، وصل أقارب حسام وافي، 37 عاما، وهو أب لستة أطفال قُتل قرب موقع المساعدات الأحد، لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه قبل دفنه. وقال علي، شقيق حسام، إن الجوع هو ما كان يحرك القتلى.
وذكر علي لرويترز "الأميركان وإسرائيل إش بتقول لنا؟ روحوا جيبوا الأكل والشرب والمساعدات، وعندما تيجي المساعدات يطخطخونا (يطلقون النيران علينا)، هذا عدل؟".
وقال أبو يوسف أبو مصطفى، جار حسام وافي، "راحوا سلميين، انقتلوا. حرام. يعني الواحد يروح يجيب أكل لولاده، يجيب أكل وشرب لولاده، عشان يروح يجيب له علبة حمص ولا علبة فول ولا كرتونة (طعام) ولا ما تيسر، ينطخ ويموت؟".
اتهامات متبادلة بتعطيل المفاوضات
تبادلت إسرائيل وحماس الاتهامات بشأن تعثر جهود الوساطة العربية الأميركية الجديدة للتوصل إلى وقف مؤقت لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة مقابل الإفراج عن سجناء فلسطينيين.
وقال مسؤول فلسطيني مطلع على جهود الوساطة الإثنين، إن قادة حماس على اتصال دائم بالوسطاء في القاهرة والدوحة على أمل أن يتمكنوا من الضغط على إسرائيل كي توافق على إجراء محادثات لإنهاء الحرب في غزة ضمن اتفاق وقف إطلاق النار.
وتقول إسرائيل إنها تقبل هدنة مؤقتة لتحرير الرهائن، لكن الحرب لا يمكن أن تنتهي إلا بطرد حماس من غزة.
وأسفرت الحملة الإسرائيلية عن مقتل أكثر من 54 ألف فلسطيني وعن تدمير معظم القطاع حتى بات معظم سكانه يعيشون الآن في مخيمات مؤقتة.