وسط القتل والجوع.. غزة تنتظر "ما بعد حرب إيران"
سلمت منظمة الصحة العالمية شحنتها الطبية الأولى إلى غزة منذ الثاني من مارس، بحسب ما أعلن مديرها العام تيدروس أدهانوم غيبريسوس الخميس، لكنه أضاف أن الشاحنات التسع تمثل "قطرة في محيط".
وقال تيدروس في منشور على منصة إكس إن "تسع شاحنات محملة بإمدادات طبية أساسية و2000 وحدة دم و1500 وحدة بلازما" عبرت إلى القطاع الفلسطيني، مضيفا أن الإمدادات سيتم توزيعها على المستشفيات ذات الأولوية في غضون أيام.
بالمقابل، أكد مسؤول إسرائيلي أن إسرائيل أوقفت إمدادات المساعدات إلى قطاع غزة لمدة يومين بدعوى منع حماس من الاستيلاء عليها بعد انتشار صور لملثمين على شاحنات مساعدات قال زعماء العشائر إنهم كانوا يحمون المساعدات ولا يقومون بتحويلها إلى المسلحين.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان مشترك مع وزير الدفاع يسرائيل كاتس إنه أمر الجيش بتقديم خطة خلال يومين لمنع حماس من السيطرة على المساعدات.
وجاء القرار بعد أن أشار نتنياهو وكاتس إلى معلومات جديدة تزعم استيلاء حماس على مساعدات مخصصة للمدنيين في شمال غزة.
ولم يفصح البيان عن هذه المعلومات، لكن مقطعا مصورا انتشر أمس الأربعاء أظهر عشرات الملثمين يجمل معظمهم عصيا وبعضهم مسلح بالبنادق يستقلون شاحنات مساعدات.
وذكرت الهيئة العليا لشؤون العشائر، التي تمثل العشائر المؤثرة في القطاع، أن الشاحنات تمت حمايتها في إطار عملية تأمين المساعدات وأن "عملية تأمين المساعدات تمت بجهد عشائري خالص".
وأكدت الهيئة عدم مشاركة أي من الفصائل الفلسطينية، في إشارة إلى حماس، في هذه العملية.
وقال أمجد الشوا مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية إن المساعدات التي تمكنت العشائر من حمايتها أمس الأربعاء توزع على الأسر المعوزة.
وقال أبو سلمان المغني، وهو ممثل عن عشائر غزة، فيما يتعلق بعمليات الأمس إن العشائر جاءت لمنع أي معتدين أو لصوص من سرقة الأغذية التي يحتاج لها الناس.
وذكرت السلطات الصحية في غزة أن 103 على الأقل قتلوا بنيران إسرائيلية على مدى الساعات الأربع والعشرين الماضية بعضهم قرب نقطة لتوزيع المساعدات في أحدث واقعة من سلسلة من عمليات القتل قرب مواقع توزيع المساعدات.
ويأتي ذلك في وقت أثار الاتفاق الإيراني الإسرائيلي الذي أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب آمال الفلسطينيين في إنهاء حرب غزة المستمرة منذ أكثر من 20 شهرا والتي أدت إلى تدمير القطاع وتشريد معظم سكانه وانتشار سوء التغذية على نطاق واسع.
وقال عادل فاروق (62 عاما) من مدينة غزة "بيكفي العالم كله خذلنا، حزب الله عمل اتفاق بدون غزة، وإيران اليوم عملت نفس الشيء"، وأضاف لرويترز عبر تطبيق مراسلة "يا ريت الدور على غزة". لكن أعمال العنف الدامية تواصلت دون توقف يذكر.
وتستخدم شاحنات المساعدات التابعة للأمم المتحدة طرقات المنطقة للدخول إلى غزة. وأبلغ الفلسطينيون في الأيام القليلة الماضية عن مقتل أشخاص بنيران إسرائيلية في الوقت الذي كانوا ينتظرون فيه على جوانب الطرق للحصول على أكياس دقيق من الشاحنات.
وتوجه إسرائيل الكثير من المساعدات التي تسمح بدخولها إلى غزة عبر مؤسسة غزة الإنسانية التي تدير عددا قليلا من مواقع التوزيع في مناطق تحرسها قوات إسرائيلية.
وترفض الأمم المتحدة منظومة المؤسسة للتوزيع وتعتبرها غير كافية وخطيرة وتشكل انتهاكا لقواعد الحياد الإنساني.
قال فلسطينيون إنهم كانوا يتمنون لو أن وقف إطلاق النار الذي أعلنه ترامب بين إسرائيل وإيران كان ينطبق على غزة.
وزاد من إحباطهم إلقاء الجيش الإسرائيلي منشورات على عدة مناطق في شمال غزة تأمر السكان بالمغادرة والتوجه جنوبا، فيما بدا أنه نذير بتجدد الهجمات العسكرية الإسرائيلية على حماس.
وجاء في بيان الجيش "العودة إلى مناطق القتال تمثل خطرا على حياتكم".
بالمقابل، تحدث الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء عن "تقدم كبير" بشأن الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة، بينما أكدت الحركة الفلسطينية أن الاتصالات بشأن التوصل الى هدنة في القطاع تكثّف خلال الساعات الماضية، عقب اتفاق وقف إطلاق النار في الحرب بين إسرائيل وإيران.
وقال ترامب على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في لاهاي "أعتقد أن تقدما كبيرا يتحقّق في ما يتعلق بغزة وأعتقد أن السبب هو الهجوم الذي نفّذناه"، ملمحا الى أن الضربات الأميركية على منشآت نووية في إيران قد تنعكس إيجابا على الوضع في الشرق الأوسط.
وأبلغت مصادر مقربة من حماس رويترز بوجود جهود جديدة لاستئناف محادثات وقف إطلاق النار مع إسرائيل.
وقالت المصادر إن حماس منفتحة على مناقشة أي عروض "تنهي الحرب وتحقق الانسحاب الإسرائيلي من غزة"، في تأكيد لشروط تتمسك بها حماس وترفضها إسرائيل.
وأعلنت حماس استعدادها لإطلاق سراح الرهائن المتبقين في غزة بموجب أي اتفاق لإنهاء الحرب بينما تقول إسرائيل إن الحرب لا يمكن أن تنتهي إلا بنزع سلاح حماس وتفكيكها، وترفض حماس إلقاء سلاحها.