صراعات‎

حرب الـ12 يوما انتهت.. أين غابت "الفصائل الولائية" في العراق؟

نشر
blinx
بينما كانت القاذفات الأميركية تستهدف منشآت نووية في إيران، ارتفعت التوقعات بحدوث ردّ عنيف من الفصائل الموالية لطهران في العراق، حيث تتقاطع المصالح الأميركية والإيرانية بشكل حادّ.
"إلا أن هذه الجماعات التي طالما شكلت ذراعاً إقليمياً لإيران، اختارت هذه المرة التزام الصمت مع كثير من التساؤلات"، بحسب تقرير لصحيفة واشنطن بوست.

الفصائل أكثر حذراً

رغم نفوذها الكبير، لم تتحرك هذه الفصائل، مثل "كتائب حزب الله" و"عصائب أهل الحق"، بل بدت حريصة على تجنب الانجرار إلى مواجهة مباشرة.
ويقول خبراء إنّ هذه الجماعات باتت أكثر استقلالاً عن القيادة الإيرانية منذ اغتيال قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس بضربة أميركية في بغداد مطلع 2020.
ويقول سجاد جياد، الباحث في مركز "سينشري إنترناشونال"، إن اغتيال سليماني والمهندس أفقد طهران السيطرة المباشرة، مما دفع الفصائل إلى رسم مسارها الخاص: "غياب شخصية الأب الروحي أجبر هذه الجماعات على اتخاذ قرارات أكثر براغماتية".

نفوذ داخل الدولة

وبحسب التقرير فقد تحولت هذه الفصائل من "أدوات خارجية" إلى لاعبين داخليين نافذين داخل العراق. فهي اليوم ضمن مؤسسات الدولة، وتهيمن على قطاعات اقتصادية ضخمة وتحصل على تمويل حكومي يُقدّر بـ3.5 مليارات دولار سنوياً، بحسب وزارة المالية العراقية.
ويقول مراقبون إن فقدان هذا الدعم قد يكون مكلفاً جداً، ما يفسر حذر الجماعات المسلحة.
وتضيف لهيب هيجل، كبيرة الباحثين في "مجموعة الأزمات الدولية": "هذه الجماعات لا تريد أن تخسر ما بنته داخل العراق. الصمت الآن هو الخيار الأذكى، حتى لو كانت جاهزة للرد في وقت لاحق".

إيران تريد الهدوء غرباً؟

صمت الفصائل العراقية لا يخدمها وحدها فحسب، بل يصبّ أيضاً في مصلحة إيران، وفق قول مسؤول عراقي رفيع، تحدث للصحيفة بشرط عدم الكشف عن اسمه، ويتابع: "إيران تدرك أهمية استقرار العراق لأمنها القومي ووضعها الاقتصادي، ولذلك ترغب في إبقائه خارج ساحة المعركة".
فالعراق بات بمثابة الرئة الاقتصادية لإيران التي تعاني من العقوبات الغربية. من خلال التجارة، وتحويل الأموال عبر مصارف عراقية، وإعادة تصدير النفط المحظور بوسائل ملتوية عبر الموانئ العراقية، تمكنت طهران من الحفاظ على شرايين مالية حيوية.

مراقبة وترقّب.. والورقة الأخيرة

في السياق ذاته، قال مسؤول في "عصائب أهل الحق"، وهي جماعة لها دور رسمي في الحكومة: "نحن في حالة ترقب حذر. لا نرغب بالانجرار إلى الحرب، لكننا مستعدون للرد إذا اقتضت الضرورة. كل شيء مرهون بتطور الأحداث وتأثيرها المباشر على العراق".
يرى محللون تحدثوا للصحيفة أن إيران تحتفظ بهذه الجماعات كـ"الورقة الأخيرة" في حال انفجار المواجهة. ويقول جياد: "قد تختار طهران استخدام هذه الورقة في وقت لاحق، هي لا تريد أن تكشف كل أوراقها الآن".

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة