صراعات‎

قصف "عطشى غزة".. و"خلل تقني" في الرواية الإسرائيلية

نشر
AFP
شهد قطاع غزة، الأحد، قصفا مكثفا أسفر عن مقتل 43 فلسطينيًا، بينهم أطفال ونساء، في غارات جوية إسرائيلية استهدفت مناطق متفرقة، أبرزها سوق مكتظ بالمدنيين ونقطة توزيع مياه في مخيم النصيرات.
وبررت إسرائيل قصف نقطة توزيع المياه بـ"خلل تقني" أدى إلى سقوط الذخيرة على مسافة من الهدف المحدد، بحسب زعم بيان للجيش الإسرائيلي. يأتي ذلك في ظل تعثر المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس في الدوحة، رغم الوساطات القطرية والمصرية والأميركية، وسط خلافات حادة بشأن شروط وقف إطلاق النار، وأبرزها تموضع القوات الإسرائيلية داخل القطاع.
من جانبه، أوضح جهاز الدفاع المدني في غزة، الأحد، أن غالبية القتلى سقطوا في قصف على سوق وفي نقطة توزيع مياه.
والسبت، تبادلت إسرائيل والحركة الفلسطينية الاتهامات بتعطيل المفاوضات غير المباشرة المنعقدة في الدوحة بوساطة كل من قطر ومصر والولايات المتحدة لإنهاء الحرب المدمرة.

قصف السوق ونقطة توزيع المياه

أكد المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل لفرانس برس الأحد مقتل ما لا يقل عن 43 شخصا بينهم أطفال في غارات متفرقة، بينهم 11 قضوا في غارة استهدفت سوقا في حي الدرج المكتظ بالنازحين.
وفي غرب مخيم النصيرات، ارتفعت حصيلة قتلى الغارة التي استهدفت نقطة لتوزيع المياه إلى عشرة، وفي منطقة السوارحة أشار بصل إلى تسجيل عشرة قتلى آخرين بينهم عدد من الأطفال.
وأكد بصل أيضا سقوط 5 أشخاص وعدد من الإصابات من بينهم أطفال ونساء جراء غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزلاً في وسط مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة.
وفي تل الهوى في جنوب غرب المدينة، تم تسجيل قتيلين في استهداف لشقة سكنية، كما سقطت "شهيدة طفلة" في حي الصبرة جنوب غرب مدينة غزة. وفي منطقة المواصي غرب خان يونس في جنوب القطاع، قتل ثلاثة أشخاص في غارة جوية استهدفت خيمة للنازحين.
كذلك، أعلن الدفاع المدني في بيان مقتضب مقتل أحد الضباط في محافظة خان يونس، الملازم أحمد اسماعيل البريم، خلال الاستهدافات الإسرائيلية التي طالت النازحين في منطقة عبسان.

"خلل تقني"؟

وفي معرض رده على استفسارات وكالة فرانس برس، قال الجيش الإسرائيلي حول الضربة على نقطة توزيع المياه، إنه "استهدف عنصرا من حركة الجهاد، لكن وقع خلل تقني في الذخيرة المستخدمة ما أدى إلى سقوطها على بُعد عشرات الأمتار من الهدف المحدد". وأشار الجيش إلى أنه "يجري تحقيقا في الحادث".
وكان الجيش أكد في بيان سابق "مواصلة العمليات العسكرية في جميع أنحاء قطاع غزة"، مؤكدا أن قواته الجوية شنت أكثر من 150 غارة على أهداف في غزة خلال الساعات الـ24 الماضية.
وفي مخيم النصيرات، كان أطفال وشبان يتفقدون ركام المنازل التي استهدفتها الضربات الإسرائيلية ويبحثون عن أغراض يمكنهم استرجاعها.
وقال خالد ريان ومن خلفه الركام "استيقظنا على صوت انفجارين كبيرين وفوجئنا بوجود جارنا أبو جهاد العربيد وأولاده تحت أنقاض منزلهم الذي قصفته إسرائيل بصاروخين"، ما أدى إلى مقتل ما يقارب 10 أشخاص.
أما محمود الشامي فقال "نحن مدنيون. يقصفون مدنيين"، وتساءل "ماذا بقي لنا؟.. ما تحملناه لا تتحمله جبال، يكفي".

مفاوضات متعثرة

دبلوماسيا، أكد مصدر فلسطيني لفرانس برس السبت أن المفاوضات تواجه "صعوبات معقدة وتعثرا" بسبب "إصرار إسرائيل على المخطط الذي قدمته".
وبحسب المصدر فإن إسرائيل "تصر على إعادة انتشار وإعادة تموضع الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة وهذا ليس انسحابا"، كما تشدد على "إبقاء قواتها على أكثر من 40٪ من مساحة قطاع غزة وهو ما ترفضه حماس".
ويعيش في قطاع غزة 2.4 مليون نسمة في ظروف وصفتها الأمم المتحدة بأنها مروعة.
وحذّر المصدر من أن خريطة الانسحاب "تهدف إلى حشر مئات آلاف النازحين في جزء من منطقة غرب رفح تمهيدا لتنفيذ تهجير المواطنين، وهذا ما ترفضه حماس" أيضا.
ورغم صعوبة المفاوضات، فقد شهدت تقدما بشأن المساعدات الإنسانية وملف تبادل المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية والرهائن المحتجزين في قطاع غزة، وفق مصدر فلسطيني مطلع على المفاوضات.
بالمقابل، قال مسؤول إسرائيلي، السبت، إن بلاده "أظهرت استعدادها لإظهار مرونة في المفاوضات"، متهما الحركة الفلسطينية برفض "تقديم تنازلات"، وشنّ "حرب نفسية تهدف إلى تقويض المفاوضات".
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أكد مجددا أهداف بلاده في تحرير الرهائن في غزة ونزع سلاح حماس وطردها من القطاع المدمر.
وفي تل أبيب، تجمع الآلاف كما تعودوا مساء كل سبت للمطالبة بعودة الرهائن. وقال الرهينة السابق إيلي شارابي "هناك فرصة الآن لإعادة جميع الرهائن، سواء أحياء أو أمواتا، لكن هذا الأمر لن يطول"، داعيا الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى تقديم المساعدة.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة