"رغيف قيد الملاحقة".. كيف يخزّن لبنان "طحينه"؟

يخضع الطحين المضبوط من قبل المديرية العامة لأمن الدولة، في مدينة زحلة، لفحوصات مخبرية لمعرفة ما إذا كان مُطابقا للمواصفات، ولتحديد ما إذا كان صالحا للاستهلاك أم لا.

مصادر قضائية متابعة للملف أوضحت لبلينكس أنّ كمية الطحين التي جرى ضبطها هي 100 طن، فيما تبيّن أن تاريخ صلاحيتها قد انتهى منذ 20 يوما، وليس أكثر كما أشيع في لبنان.

وذكرت المصادر أن التحقيقات تركز على شقين أساسيين:

• معرفة ما إذا كان الطحين مخزنا منذ فترة طويلة أم لا.
• التدقيق بمكان التخزين وتحديد ما إذا كان صالحا لإيداع الطحين فيه أم لا.

رئيس نقابة صناعة الخبز في لبنان، طوني سيف، أوضح لبلينكس أن تاريخ الصلاحية الذي يوضع على أكياس الطحين المخصص للخبز اللبناني يُحدد بـ3 أشهر فقط داخل لبنان، بينما التاريخ الفعلي للصلاحية يتراوح بين 6 و9 أشهر.

وتابع سيف أن تقليص فترة الصلاحية من قبل وزارة الاقتصاد هدفه منع تخزين الطحين واستمرار استهلاك الموجود منه باستمرار لإبقاء جودة الخبز جيدة، مشيرا إلى أن صلاحية الطحين المخصص للحلويات وغيرها من المنتجات تصل إلى 6 أشهر.

سلطت قضية الطحين الضوء على مدى التزام الأفران بشروط السلامة العامة، خاصة أن تخزين وإنتاج الخبز وغيره من المخبوزات، يحتاج إلى درجة عالية من الدقة.

وضمن الإطار، يلفت مصدر مسؤول في وزارة الاقتصاد لبلينكس إلى التفاصيل التالية:

• تجري الدوريات وحملات الكشف على سائر الأفران بشكل مستمر على الأراضي اللبنانية كافة، رغم الأزمة الاقتصادية وضعف الموارد المالية.
• الأفران تخضع للكشف، فيما يتم أيضا معاينة الطحين الموجود لديها بالإضافة إلى مدى التزامها بالمواصفات لناحية النظافة وغيرها.
• في حال وجود أي مخالفة فعلية، تبدأ المحاسبة من تسطير محضر ضبط بحق صاحب الفرن، وصولا إلى إقفال المكان بالشمع الأحمر حتى تسوية أوضاعه قانونيا وقضائيا.

بدوره، أشار سيف إلى أن جميع أفران لبنان، الصغيرة والكبيرة، خاضعة للرقابة من دون أي استثناء، كاشفا عن أن مختلف مرافق إنتاج الخبز تتخذ إجراءات مستمرة لتثبيت المواصفات المطلوبة تداركا لأي خطأ.

يوضح سيف أن المطاحن هي التي تُسلم الطحين للأفران عبر قسائم محددة بإشراف وزارة الاقتصاد ولجنة أمنية معنية بتوزيع الطحين، معلنا أن الحصص من تلك المادة تسلم مرتين في الأسبوع وتكون كافية لـ10 أيام فقط، كي لا يكون هناك أي تخزين، علما أن المستودعات المخصصة لذلك هي مطابقة للشروط وتخضع للكشف المستمر.

لفتت معلومات حصلت عليها بلينكس من وزارتي الاقتصاد والزراعة، مسار وصول القمح إلى لبنان، بدءا من استيراده وصولا إلى دخوله للمطحنة.

• القمح المستورد يخضع لفحوصات مخبرية قبل وصوله بإشراف شركات عالمية مثل "SGS" السويسرية.
• وظيفة تلك الشركة هي فحص القمح في بلد المنشأ وتحديد ما إذا كان صالحا للتصدير وللاستعمال البشري، وعلى هذا الأساس تعطي الموافقة بشحنه.
• فور وصول القمح إلى لبنان، تقوم وزارة الزراعة بفحصه لدى العديد من المختبرات لاسيما مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية ومعهد البحوث الزراعية بالإضافة إلى المختبرات التابعة لغرف التجارة والصناعة والزراعة الموجودة في مختلف محافظات لبنان.

• مصادر رفيعة المستوى في وزارة الزراعة قالت لبلينكس إنه في حال كانت شحنة القمح المُستوردة غير مطابقة للمواصفات، يُمنع دخولها وتفريغها في لبنان.
• بعد التثبت من استيفاء القمح للشروط، يجري توزيعه على المطاحن التي تقوم بتخزينه وفق شروط محددة خاضعة للرقابة.
• أغلب الطحين الذي يستورده لبنان يأتي من بلدان أوروبا الشرقية ومن أوكرانيا كونه من الأرخص عالميا.

المعروف على صعيد القطاع الزراعي، أن لبنان من الدول المنتجة للقمح الطري والقاسي، وقد تم تفعيل هذه الزراعة خلال السنوات الأخيرة.

أرقام رسمية حصلت عليها بلينكس من وزارة الزراعة بشأن هذا الأمر تكشف التالي:

• لبنان ينتج سنويا بين 40 إلى 80 ألف طن من القمح القاسي.
• على صعيد القمح الطري فقد تم البدء بزراعته العام الماضي، وبات لدى لبنان هذا العام 40 دونما منه.
• التقديرات تشير إلى أن كل دونم من هذا القمح يمكن أن يُنتج بين 300 إلى 400 كيلوغراما من القمح المخصص للاستهلاك.
• وزارة الزراعة تخطط لأن يكون لدى لبنان مساحة زراعية من القمح الطري تصل إلى 200 ألف دونم، وهي المساحة التي تساهم في وصول لبنان إلى عتبة الاكتفاء الذاتي.
• الإستراتيجية الوطنية لزراعة وتوطين القمح في لبنان، تهدف لتحقيق الهدف المشار إليه خلال 3 أعوام.

تلفت بيانات اطلعت عليها بلينكس، إلى حجم استيراد واستهلاك لبنان للقمح والخبز شهريا وسنويا، وقد تبين التالي:

• يستورد لبنان سنويا بين 350 ألف طن لصالح الخبز اللبناني حصرا.
• التكلفة تتحدد بحسب سعر الطن الذي يكلف لبنان حاليا 260 دولارا، وبمعدل وسطي فإن لبنان يدفع سنويا بين 90 و 100 مليون دولار.
• كل 1 طن من القمح ينتج عنه 780 كلغ من الطحين.
• البلاد تستهلك شهريا 32 ألف طن من القمح لإنتاج الخبز اللبناني.
• بين 45 و50% من الخبز المُنتج يذهب إلى النازحين السوريين.
• لبنان ينتج شهريا نحو 32 مليون ربطة خبز (وزن 810 غرامات).