متحف السيارات.. ملوك الفراعنة يطلون على الطريق الدائري

على الطريق الدائري المُطور من اتجاه المعادي مرورا فوق النيل، وضعت محافظة الجيزة على الجانبين لافتات الملوك والرموز الفرعونية، ليظهر في البداية على يمين الطريق المؤدي إلى الجيزة والأهرامات الثلاثة، الملك رمسيس الثاني كأول ما تقع عليه العين في متحف السيارات.

الملك رمسيس الثاني يُعد أشهر ملوك مصر القديمة الذي عاش ما بين 1303 و1213 قبل الميلاد، وحكم البلاد 66 عاما، وترك آثارا وتماثيل ضخمة تنتشر في ربوع مصر، ويُلقب بـ"حاكم الحكام" في مصر.

وإلى جوار لافتة رمسيس الثاني على الطريق الدائري، يطل الملك الأعظم في تاريخ مصر العسكري، تحتمس الثالث على بناية قريبة بأحد أشهر تماثيله على الإطلاق.

تحتمس الثالث صنع إمبراطورية مصر القديمة مترامية الأطراف في أفريقيا وآسيا وأوروبا، وسجل التاريخ حملات عسكرية ضخمة قادها وشهدت انتصاراته، من أهمها تلك التي ارتحل بها بصحبة 20 ألف جندي مصري إلى آسيا في منطقة تُعرف حاليا بشمال إسرائيل في معركة "مجدو" التي انتصر بها وضم قطعة جديدة من الأرض إلى إمبراطوريته المصرية.

وعاد الوجه المصري المألوف للملكة نفرتيتي، ليسطع من جديد في البلاد، إذ احتوت لافتة عملاقة على صورة تمثال الملكة المصرية القديمة، الذي ما زال مغتربا خارج البلاد في متحف برلين بألمانيا.

ويُعد تمثال نفرتيتي أحد أشهر القطع الأثرية المصرية القديمة في العالم، مع قناع الملك توت عنخ آمون، الذي احتل موقعا مميزا في "متحف السيارات" بحجم كبير على بناية سكنية ضخمة على يسار الطريق المؤدي إلى الأهرامات.

وظهر الملك حور محب، والملك خفرع صاحب الهرم الأوسط في الجيزة، والملكة كليوباترا الثانية، بالإضافة إلى صور كبيرة للمعبود القديم آمون رع، وتمثال حورس حامي الملك رمسيس الثاني، ليكتمل بهاء مصر القديمة على جانبي الطريق.

ووضعت محافظة الجيزة "QR code" أسفل كل صورة، عند توجيه كاميرا الهاتف المحمول إليها، تفتح صفحة معلومات عن الملك أو الرمز المصري القديم، لتعريف الجمهور به عن قرب، وبأكثر من لغة.

كشفت محافظة الجيزة في شهر مارس الماضي، عن بدء حملة تطوير الطرق والمحاور المؤدية إلى المتحف المصري الكبير، استعدادا للافتتاح المرتقب.

وتستعد مصر لتنظيم احتفال عالمي في افتتاح المتحف المصري الكبير، الذي تم الانتهاء من تشييده ونقل الآثار بين جدرانه وفي ساحاته، إذ يتوقع أن يكون الاحتفال المصري بأكبر متاحف العالم للآثار الفرعونية غير مسبوق، مثل الحفل الضخم الذي نظمته لنقل المومياوات الملكية من المتحف المصري بميدان التحرير في وسط القاهرة إلى متحف الحضارات في عام 2021.

وتقترب محافظة الجيزة من إنهاء أعمال التطوير وتغيير الهوية البصرية للطريق الدائري القادم من منطقة المعادي إلى الأهرامات، على أن تبدأ بعد ذلك تطوير الطريق الدائري من الجهة الأخرى القادمة من محافظة القليوبية باتجاه المتحف الكبير مباشرة.

ويُجرى العمل في الوقت الحالي على إنهاء عمليات التطوير والتجميل للمنطقة المحيطة بالمتحف، إذ يجري تشييد كوبري لجعل حركة المرور أكثر انسيابية، وزراعة أشجار ونخيل على طول الطريق الفاصل بين المتحف والأهرامات.

ولا يزال جزء كبير من الطريق أمام المتحف المصري الكبير مباشرة مغلقا، بسبب أعمال التجديدات والتطوير، وكذلك لإنهاء محطة مترو، ستسهّل على الجمهور الوصول إلى المتحف من أقصر الطرق.

تعود فكرة إنشاء المتحف المصري الكبير إلى تسعينيات القرن الماضي، ووُضع حجر الأساس به في عام 2002، وبدأ تنفيذ البناء في شهر مايو عام 2005، ثم بُني أكبر مركز بالشرق الأوسط لترميم وحفظ الآثار عام 2006، ليفتتح في 2010، لتجهيز وإعداد الآثار التي ستُعرض بالمتحف الكبير.

وأصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قرارا في عام 2021 بتشكيل مجلس أمناء هيئة المتحف المصري الكبير برئاسته شخصيا، وبعضوية عدد من الشخصيات البارزة والخبراء الدوليين المصريين.

واكتمل تشييد مبنى المتحف في عام 2021 على مساحة تتخطى 300 ألف متر مربع، لتنتظر مصر تطوير الطرق المؤدية إليه، والانتهاء من أعمال البناء الأخرى في مناطقه المحيطة، لتحديد موعد للافتتاح، يرجح أن يكون خلال العام الجاري 2024.

ويمنح المتحف المصري الكبير في الوقت الحالي الجمهور فرصة لزيارته في جولات تقتصر على الساحات المفتوحة وقطع أثرية محددة، لاختبار قدرة المتحف على استيعاب الجمهور واستقباله، مع غلق القاعات الرئيسية استعدادا للافتتاح الرسمي.