الأغنام في الجزائر.. 6 سلالات نادرة أغربها "رامبي"

أكبر سلالات الأغنام في الجزائر اسمها "أولاد جلاّل"، وهي التسمية المستمدة من منطقة "أولاد جلاّل" التابعة لولاية بسكرة الصحراوية، تبعد بنحو 400 كيلومتر شرقي العاصمة.

ورغم عدم وجود إحصائيات رسمية عن أعدادها، فإن أغنام "أولاد جلاّل" تعد الأكثر طلباً في السوق المحلية، حتى إن المختصين يعتبرونها الأجود بين بقية سلالات الأغنام في الجزائر.

أما عن أصولها، فقد تباينت نتائج الدراسات التاريخية، بين تلك التي رجحت أن يكون "بنو هلال" هم من استقدموا هذه السلالة إلى الجزائر في القرن الـ11، بينما تذهب أخرى إلى الفترة الرومانية، وذكرت بعضها بأن الرومان أول من استقدم سلالة "أولاد جلال" في القرن الـ5 الميلادي وتحديدا من منطقة "تورنتو"، بينما تدحض بعض الدراسات هذه الرواية التاريخية، مبررين ذلك بأن الرومان لم يصلوا إلى بسكرة، وتوقف وجودهم عند محافظة باتنة الحدودية مع بسكرة.

من حيث الشكل فإن لسلالة "أولاد جلاّل" ميزات خاصة في لونها الأبيض من رأسها إلى ذيلها، كما تشتهر بقامتها المرتفعة وذيلها النحيل، وتُعرف كذلك بقدرتها الكبيرة في تحمل السير لمسافات طويلة بالنظر إلى أطرافها الطويلة والسميكة.

"أولاد جلال" سلالة فريدة في معدل نموها، إذ تنمو الخرفان بمعدل 200 غرام يومياً، فيما يتعدى وزن الخروف في شهره الرابع 40 كلغ.

سلالة أخرى عرفها الكثير من الجزائريين صورة في القطع النقدية، تسمى "الدغمة"، وإن كان يُجهل لحد الآن سر تسميتها إلى موطنها الأصلي من غرب الجزائر، وتحديدا من محافظة "النعامة" وذلك قبل مئات السنين.

"الدغمة" محبوبة الموّالين الذين يعتبرونها "سلالة اقتصادية"، يعود ذلك إلى أنها من سلالات الغنم النادرة التي تكتفي بالمراعي فقط، ولا تكلف المربين الاعتماد على الأعلاف.

تتميز عن بقية السلالات بلون الرأس الذي يكون أسود أو بُنياً وبقية الجسم يكون بُنياً، وتربية هذه النوع مربحة للموالين لكون إناثها تنجب في ظرف 14 شهرا بين خروفين إلى 4 خرفان، بشرط أن تكون في بيئتها الأصلية.

وإلى أقصى الجنوب الجزائري، توجد سلالة "سيداون" خصوصاً في المحافظات ذات الأغلبية "التارقية" أو الطوارق، ويقال إن أصول هذه السلالة من الصحراء الكبرى، ويصل وزن ذكورها إلى 50 كلغ و40 عند الإناث.

تتميز بقدرتها الكبيرة على الرعي والمشي لمسافات طويلة، أما ألوانها فتكون بين البني والبني الفاتح الممزوج مع اللون الأسود، وعلى عكس الكثير من السلالات فإن "سيداون" ليس لها صوف.

تتميز ذكورها بقرونها الطويلة والملولبة عكس إناثها، وكذلك لها آذان كبيرة متدلية، وأنف مقوس، وذيلها رقيق وطويل.

سلالة أخرى من أغنام الجزائر تسمى "الدمان"، موطنها الأصلي بين غرب الجزائر وشرق المغرب، وتذكر بعض الأبحاث في البلدين أن مهد "الدمان" من منطقتي "الساورة" و"قورارة" بولاية بشار الجزائرية ومنطقة "الراشدية" الواقعة جنوب شرقي المغرب.

تتميز بقامتها الطويلة، ورأسها الضيق من جهة الأنف، والأذنان الطويلتان، وكذلك ألوانها بين البني والأبيض والأسود، وعلى عكس بقية السلالات ليس لـ"الدمان" قرون، وتصل أوزان خرافها في شهرها الأول 3 كلغ.

من أغرب سلالات الأغنام في الجزائر يوجد "رامبي"، يقال إنها عجيبة أيضا في صفاتها ومميزاتها.

موطنها الأصلي محافظة تيارت، نحو 275 كيلومترا جنوب غرب العاصمة، وهي سلالة هجينة من تزاوج كبش بري في الجزائر يسمى "الوعل البري" بنعجة من سلالة "أولاد جلال".

لذكور سلالة "رامبي" قرون ضخمة، لها رؤوس كبيرة بلون أبيض، أما صوفها فيكون بُني اللون، وتشتهر بقدرتها على العيش في أعلى وأدنى درجات الحرارة.

سلالة أخرى لا تقل غرابة عن "رامبي" اسمها "تعظميت"، تسميتها مستمدة من منطقة تعظميت بمحافظة الجلفة جنوبي الجزائر.

هذه السلالة التي تعد من أجود أنواع الأغنام في العالم بحسب المختصين، ظهرت عام 1919 بمزرعة نموذجية ببلدية تعظميت، بعد أن قام باحثون جزائريون بعملية تزاوج بين ذكر من سلالة "أولاد جلاّل" الجزائرية و"الميرينوس" الإسبانية.

وتتميز السلالة بكثافة صوفها، إذ يصل وزنها عند الذكور 15 كلغ، و5 كلغ عند النعاج.