ثقافة عامة

كيف يحتفل الأمازيغ في المغرب بسنتهم الجديدة؟

نشر
blinx
بدأ أمازيغ المغرب، منذ يوم الإثنين 12 يناير احتفالاتهم برأس السنة الأمازيغية الجديدة التي بلغ تقويمها 2975، والتي يُطلقون عليها اسم "ينّاير" (Yennayer) أو "إيض ينّاير"، أي "ليلة يناير" التي تؤشر لبدء انطلاق العام الجديد.
وتختلف تفاصيل الاحتفال بهذه المناسبة من منطقة ناطقة بالأمازيغية لأخرى، إلا أنها تتوحد عند التيمن بحلول سنة فلاحية جديدة والابتهاج بالألوان والأرض والفرح.
فكيف يحيي المغاربة هذه المناسبة؟ وما قصة هذا التقويم الأمازيغي؟

احتفاء بالأرض أم بالنصر؟

تختلف الروايات بشأن أصل الاحتفال برأس السنة الأمازيغية واعتماد هذا التقويم، إذ تنقسم الروايات إلى فريقين:
1. الفريق الأول يقول إن اختيار هذا التاريخ يرمز إلى احتفالات الفلاحين بالأرض والزراعة، ما جعلها تُعرف باسم "السنة الفلاحية". وترتبط في هذا الصدد معظم مظاهر احتفالات الأمازيغ برأس العام الجديد بالأرض والزراعة والفلاحة.
2. يرى أصحاب الرواية الثانية أن للتقويم الأمازيغي علاقة بالملك المصري بسوسنس الثاني، باعتبار أن بداية التقويم الأمازيغي تعود إلى سنة 950 قبل الميلاد، التي شهدت انتصار الملك الأمازيغي "شيشناق" على الفرعون، وكان ذلك تحديدا يوم 12 يناير.
وبالتالي فهذه المناسبة بالنسبة لهم مرتبطة بتاريخ انتصار الأمازيغ على المصريين القدامى، واعتلاء زعيمهم "شيشناق"، الذي كان من أصول أمازيغية، العرش الفرعوني.

كيف يحتفل الأمازيغ بسنتهم الجديدة؟

توحد عموما تيمة الأرض والزرع كل احتفالات المغاربة الأمازيغ، لكنها تختلف في بعض التفاصيل.
  • في منطقة سوس، تحيي العائلات الأمازيغية احتفالها عبر تجمع العائلة في هذا اليوم على مائدة الطعام التي تحضر فيها "العصيدة" طبقا رئيسيا. ويصنع هذا الطبق من الشعير أساسا، لكن المميز فيه، أن الأم تضع عظمة تمر وسط الطبق أثناء طهيه، وتؤمن العائلات بأن من يجد هذا العظم خلال تناوله للطعام فسيرافقه حظ وافر خلال عامه الجديد، وبالتالي توكل الأسرة إليه مهام الاعتناء بالأرض والمواشي تيمنا بهذا الحظ.
  • وتكتسي احتفالات أمازيغ منطقة الأطلس صبغة جماعية في القبيلة، إذ يتم إعداد الوجبات التقليدية وإقامة طقوس احتفالية وفق عادات اجتماعية تشمل نصب خيام كبيرة، وتقديم أطباق معينة مثل كسكس "أفتال" بلسان المنطقة.
  • وفي منطقة الريف شمالا، توزع النساء في هذه المناسبة "ثيغواوين" والتي تتكون من الفواكه الجافة (اللوز والجوز والتين والزبيب والكاوكاو والقمح) تعبيرا عن ارتباط الأمازيغ بما تجود به بالأرض، إلى جانب تخضيب الأيادي بالحناء وارتداء الثياب والحلي التقليدية.
ويقوم الرجال خلال هذه الأيام بتقليب تربة أراضيهم الزراعية استعدادا لاستقبال العام الفلاحي الجديد.

الاحتفالات تنتقل إلى ربوع المغرب

في السنوات الأخيرة انتقلت الاحتفالات برأس السنة الأمازيغية لتشمل كل ربوع المغرب، حتى بالمناطق التي لا يتكلم سكانها باللسان الأمازيغي، معتبرين أنها هوية وطنية تجمع المغاربة من دون استثناء، خاصة بعدما أصبحت هذه المناسبة عيدا وطنيا وعطلة رسمية العام الماضي.
ويتم طيلة أيام الاحتفالات التي تمتد لثلاثة أيام، تنظيم ندوات ثقافية وأمسيات فنية تستعرض تاريخ الأمازيغ والعادات التي تميزهم إلى جانب الترافع حول القضايا التي تهم انتشار اللغة الأمازيغية.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة