كيف يواجه المغاربة انقراض "الحانوت"؟

لم يكن اتخاذ قرار رشيد بإغلاق متجره سهلا، هكذا وصف الأمر خلال حديثه مع بلينكس، يقول متسائلا "كيف يكون الأمر سهلا وأنا لا أعرف أي حرفة أخرى غير البيع والشراء في متجري الصغير".

يحكي أن الإقبال على المنتجات التي يوفرها "حانوته" بدأ يتناقص سنة بعد أخرى حتى صار حسب كلامه منعدما. يقول إني "أرى الزبائن يعبرون من أمام محلي بشكل يومي ليدخلوا المتاجر الكبرى المتاخمة لي، ثم يخرجون محملين بحاجياتهم".

حسب رشيد أضحت متاجر تابعة لشركات "تسرق" زبائنه دون أن يملك شيئا يفعله أمام هذا الوضع.

وفي هذا السياق كانت سلسلة متاجر تخفيضات "كازيون" المصرية، التي دخلت المغرب العام المنصرم أعلنت عزمها فتح عدد كبير من متاجرها بالمملكة، وفق ما نقله موقع "هسبريس" المغربي.

ووفق صحف محلية فإن الشركة المصرية تعتزم افتتاح 200 متجر خلال العامين المقبلين على أن تصل إلى 600 متجر خلال الـ 5 سنوات المقبلة، لتنافس بذلك العلامة التجارية التركية "بيم" التي تمتلك حوالي 670 متجرًا في جميع أنحاء المغرب.

تعليقا حول الموضوع، أكد الطيب آيت أباه، عضو سابق بغرفة التجارة وناشط بمدينة تمارة جنوب العاصمة الرباط، أن العديد من البقالين المغاربة صاروا فعلا يغلقون محلاتهم بشكل متعاقب.

وتعود أسباب ذلك حسب ما قاله الطيب لبلينكس، إلى أن "مول الحانوت" وحيد، مهما تعددت نسخه وانتشرت، فهو "غير محمي عبر تجمعات مهنية، ولا يشكل أي قوة مشتركة مع أقرانه، بينما المتاجر الكبرى التي كانت موجودة سابقاً أو التي التحقت مؤخراً، تستمد قوتها من نظام الشراء المشترك".

ويشرح قائلا إن "المحلات العصرية تشتري المنتجات لجميع فروعها شراءً موحداً، مما يتيح لها التفاوض مع الشركات على أسعار منخفضة، بينما لا يمتلك بقال الحي البسيط هذه الإمكانية"، وبالتالي توفير عروض سخية للزبون.

ويرى الطيب آيت أباه، أن موجة إغلاق البقالين لحوانيتهم لن تؤثر عليهم كأفراد فحسب، بل ستؤثر أيضا على المجتمع المغربي، خاصة الناس الذين يسكنون بالأحياء الشعبية.

يقول في هذا الصدد إن "مول الحانوت" كان دائما رمزا للتكافل والتضامن الاجتماعي، إذ يمكن أن "تذهب إليه في أي وقت خالي الجيب، وتعود محملاً بضروريات حياتك دون أن تدفع قرشاً واحدا".

وتابع موضحا أن بقال الحي يتيح لزبائنه إمكانية استعمال دفتر الديون، وبالتالي "ينجح هذا البقال البسيط في تحقيق التوازن بين القدرة الشرائية ومتطلبات المستهلكين اليومية".

من جانبها تسعى الحكومة المغربية لحل أزمة البقالين الصغار عبر إدخال الرقمنة إلى منظومة تجارة من أجل مواجهة التحديات التي تفرضها محلات البيع العصرية، وتزويدهم إلى جانب ذلك، بالمعدات الخاصة بتكنولوجيا المعلومات والدفع بواسطة الهاتف النقال.