كيف يرسم الـDouble Haters طريق البيت الأبيض؟

يرى السفير جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأميركي السابق، في تصريحات خاصة لبلينكس، أن "الكارهين المزدوجين" هم الناخبون الذين يعبرون عن استيائهم من المرشحين الرئيسيين في الانتخابات، مما يجعل قرارهم الانتخابي أكثر تعقيداً وغموضاً، ويُعتبرون من بين أكثر الكتل الناخبة تأرجحاً، إذ يمكن أن تؤثر اختياراتهم بشكل كبير على نتائج الانتخابات.

وأضاف بولتون أنه في الانتخابات السابقة، كان لـ "الكارهين المزدوجين" تأثير ملحوظ، إذ ساعدوا في تحديد النتيجة في عام 2016، عندما فاز ترمب ضد هيلاري كلينتون، بعد اختيار معظم كتلة "الكارهين المزدوجين" المرشح الجمهوري.

ووفقاً لاستطلاع رأي أجرته مؤسسة غالوب بالعاصمة الأميركية واشنطن، فإنه يُنظر إلى بايدن بشكل سلبي من قبل 58% من الأميركيين، وترمب بنسبة 57%.

وتابع السفير بولتون قائلاً إن فئة الـDouble Haters سوف تلعب على الأغلب دوراً حاسماً في تحديد الفائز بالانتخابات الرئاسية في نوفمبر المقبل، نظراً للمستويات المرتفعة من عدم الشعبية التي يواجهها جو بايدن ودونالد ترمب.

من جانبه يفسّر خبير استطلاعات الرأي، مارك ميلمان، سبب اتساع ظاهرة "الكارهين المزدوجين" في الانتخابات المقبلة بأنه يعود في الأساس إلى "عدم تفضيل أي من المرشحين، وهو ما يجعل هذا الوضع فريداً".

يشير الخبير الاستراتيجي، في تصريحات صحافية، إلى أنه عندما يترشح رئيس حالي لولاية ثانية، فإن الانتخابات عادة ما تكون بمثابة استفتاء على سجلّه، ولكن هذه المرة سوف تكون الانتخابات الرئاسية بمثابة "استفتاء مزدوج"، لأن ترمب كان الرئيس حتى 2017.

يتوقع ميلمان، أن تشهد الانتخابات الرئاسية لهذا العام، أعلى نسبة لـ"التصويت السلبي"، لأنها تشكل استفتاءً مزدوجاً على أداء الرئيس الحالي، وأداء الرئيس السابق.

يشرح خبير الانتخابات قائلا "إذا أضفنا الأرقام التي تشير إلى عدم الشعبية المزدوجة لكل من بايدن وترمب، فإن هذا سيقودنا إلى أن هذه الانتخابات ستكون واحدة من أكثر الانتخابات التي تشهد تصويتا سلبيا في التاريخ".

وأضاف "يريد المتنافسان جعل الانتخابات استفتاءً على المرشح الآخر، وهذا ما سيدفع بايدن وترمب إلى التركيز على أداء الخصم بدلا من التركيز على أدائهما".

مراقبون رصدوا تركيّز رسائل ترمب، خلال مؤتمراته الانتخابية الأخيرة، على الضرر الذي يزعم أن بايدن ألحقه بالبلاد من ارتفاع التضخم، وزيادة الهجرة غير الشرعية، وارتفاع معدلات الجريمة.

فيما رأوا أن رسائل بايدن تركّز على الضرر الذي يقول إن رئاسة ترمب الثانية ستحدثه من تراجع الديمقراطية، والقيود الأكثر صرامة على الإجهاض، وتعميق عدم المساواة الاقتصادية.

ويقول مارك ميلمان، إن الحملتين تركزان على الخوف، وليس الأمل.

يشير الخبير الاستراتيجي، إلى أنه لاجتذاب "الكارهين المزدوجين" على بايدن أن يركّز على ما هو أبعد من سلبيات اختيار ترمب، قائلا "نعم الأمر يتعلق بالديمقراطية، لكنه يجب أن يتعلق بما هو أكثر من ذلك بكثير".

يتابع "على الجانب الآخر يحتاج فريق ترمب إلى مواصلة التركيز والضغط على بايدن، لجعل الانتخابات بمثابة استفتاء على سجله، لكنهم بحاجة أيضاً إلى طمأنة الناس بشأن أخطاء ترمب ونقاط ضعفه".

يشدد ميلمان على ضرورة أن يقضي ترمب وقتا أقل في الشكوى من نتائج انتخابات 2020، التي يزعم خطأ أنها سُرقت، مشيراً إلى أن هذه المظالم تعمل على تعبئة أنصار ترمب الموالين له بالفعل، ولكنها تنفر "الكارهين المزدوجين" الذين سيقررون نتيجة الانتخابات.