إسرائيل تشاهد نتائج انتخابات جنوب أفريقيا بعين تشاؤمية

مع فرز نتائج 10% من مراكز الاقتراع، حصل حزب المؤتمر الوطني الأفريقي على 42.3% من الأصوات في الانتخابات التي جرت، الأربعاء، فيما حصل التحالف الديمقراطي المؤيد لقطاع الأعمال على 26.3%، ونال حزب "مقاتلون من أجل الحرية الاقتصادية" الماركسي 8.1%، وفقا لمفوضية الانتخابية.

وإذا جاءت النتائج النهائية على المنوال نفسه، سيضطر حزب المؤتمر الوطني الأفريقي إلى إبرام اتفاق مع واحد أو أكثر من الأحزاب الأخرى للحكم، وهو الوضع الذي ربما يؤدي إلى تقلبات سياسية غير مسبوقة خلال الأسابيع أو الأشهر المقبلة، وفق رويترز.

وورد في تقرير لموقع جويش إنسايدر، أن تغيير موقف بريتوريا تجاه إسرائيل في حال التحول المحتمل لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي إلى حكومة ائتلافية، يعتمد على شركائها في الائتلاف وما إذا كان حزب المؤتمر الوطني الأفريقي سيتخلى عن وزارة الخارجية.

وردا على سؤال لجويش إنسايدر حول ما إذا كان تشكيل ائتلاف محتمل يمكن أن يخفف من حدة تركيز حزب المؤتمر الوطني الأفريقي على إسرائيل، قال المعلق السياسي في جنوب أفريقيا، هوارد فيلدمان إن "هناك حزبين أساسيين مناهضين لإسرائيل والآخرون لا يعارضون ذلك بشكل أساسي".

ويعتقد فيلدمان أن هناك إمكانية لأن ينضم التحالف الديمقراطي، الذي يحظى بشعبية بين نحو 50 ألف يهودي في جنوب أفريقيا، إلى ائتلاف مع حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، "وأن يركزوا مع حزب المؤتمر الوطني الأفريقي على البلاد وليس على الخارج".

السفير الإسرائيلي السابق لدى جنوب أفريقيا، آرثر لينك، توقع أن السيناريو الأكثر ترجيحا هو أن يتعاون حزب المؤتمر الوطني الأفريقي مع أحزاب أكثر تطرفا.

وأوضح فيلدمان أنه يعتقد أنه "سيكون من الصعب نفسيا على حزب المؤتمر الوطني الأفريقي أن يستيقظ ولا يحظى بالأغلبية. إنهم يديرون البلاد بغطرسة كاملة"، حسب زعمه.

واعتبر لينك أن انتخابات، الأربعاء، لن يكون لها تأثير يذكر على العلاقات بين جنوب أفريقيا وإسرائيل.

وقال: "على المدى القصير والمتوسط، لن تتحسن العلاقة مع إسرائيل طالما استمرت الحرب والقضية في لاهاي، فلا يوجد سبب لتغيرها".

لعبت جنوب أفريقيا دورا كبيرا في الجهود المبذولة لمحاسبة إسرائيل، ورفعت قضية إبادة جماعية في محكمة العدل الدولية بسبب الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة.

ورُفعت القضية من قبل الحكومة الحالية لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي، وضاعف الحزب من خطابه المؤيد لفلسطين خلال الحملة الانتخابية، وفقا لكيليبوغا مافوني، أستاذ السياسة في جامعة جنوب أفريقيا.

وأضاف للأناضول: "ذلك لأن المؤتمر الوطني الأفريقي يدرك أن العديد من مواطني جنوب أفريقيا ينظرون إلى قضية الفلسطينيين تماما مثل قضية السود في جنوب أفريقيا خلال الفصل العنصري".

ووفق الأناضول، تشير استطلاعات الرأي أيضا إلى أن حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم، الذي كان يقوده ذات يوم الأيقونة العالمية الراحل نيلسون مانديلا، يمكن أن يشهد انتهاء هيمنته السياسية التي دامت 3 عقود.

وقال مالوم موندلي، أحد سكان سويتو، وهي منطقة تاريخية في جوهانسبرغ، للأناضول: "لا يمكنك أن تبقى صامتا في أوقات القمع والاستعمار".

ومع ذلك، صرح أحد سكان جوهانسبرغ، الذي لم يرغب في ذكر اسمه، أنه على استعداد لتجاوز موقف الحزب الديمقراطي بشأن فلسطين، قائلا إن الحزب لديه "سياسات واعدة، خاصة فيما يتعلق بالحكم والفساد وخلق فرص العمل".

ويبلغ معدل البطالة في جنوب أفريقيا حاليا ما يقل قليلا عن 33%، وهو أعلى معدل في العالم أجمع، الأمر الذي يجعل هذه القضية واحدة من القضايا الانتخابية الرئيسية، إلى جانب الفساد والجريمة المتفشية وأزمة الطاقة المتصاعدة.

بالنسبة لعبد الله علي، أحد سكان منطقة مايفير في جوهانسبرغ، ليس هناك خيار سوى حزب المؤتمر الوطني الأفريقي.

وتابع: "لقد وقف الحزب إلى جانب العديد من الشعوب المضطهدة في العالم".