انتخابات

معقد وفريد.. ما طبيعة نظام الانتخابات الرئاسية في أميركا؟

نشر

.

AFP

فاز دونالد ترامب على هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية الأميركية في 2016 رغم تقدمها عليه بنحو 3 ملايين صوت، وانتخب جورج دبليو بوش في العام 2000 متغلبا على آل غور مع أن الأخير حصد نصف مليون صوت أكثر منه في اقتراع رئاسي يستند إلى نظام معقد وفريد.

يشكل "الناخبون الكبار" في الهيئة الناخبة، لب هذا النظام. وفي المثالين السابقين يفسر الفوز المفاجئ لهذين المرشحين الجمهوريين بكونهما تجاوزا عدد الناخبين الكبار الضروري للفوز وهو 270.

ويصوت الأميركيون هذا العام في الـ5 من نوفمبر إذ إن موعد الانتخابات الرئاسية يكون في يوم ثلاثاء الذي يلي أول يوم إثنين من شهر نوفمبر بحسب موقع الحكومة الأميركية.

ويسمح النظام الانتخابي للكثير من الأميركيين بالتصويت المبكر دون عذر في معظم الولايات.

فماذا نعلم عن هذا النظام الانتخابي؟ كيف يعمل؟ ومن هم "الناخبون الكبار"؟

آلية فريدة برقم سحري

تُنفّذ الديمقراطية الأميركية عبر آلية فريدة على الصعيد الوطني: الهيئة الناخبة.

وبدلا من التصويت مباشرة لمرشّحهم المفضّل، يصوت الأميركيون في الواقع لـ538 ناخبا يقومون هم بانتخاب الرئيس.

ومن أجل الفوز في الانتخابات، يتعيّن على المرشّح الحصول على الأغلبية المطلقة من أصوات الهيئة الناخبة، ما يجعل من 270 الرقم السحري.

من هم الناخبون الكبار؟

يبلع عددهم 538 غالبيتهم من المسؤولين المنتخبين والمسؤولين المحليين في أحزابهم ولا يرد اسمهم على بطاقات الاقتراع وهم بغالبيتهم غير معروفين من الرأي العام.

لكل ولاية عدد ناخبين كبار يعادل عدد ممثليها في مجلس النواب الذي يحدد وفقا لعدد السكان وفي مجلس الشيوخ (اثنان لكل ولاية).

ففي كاليفورنيا مثلا 55 ناخبا كبيرا وفي تكساس 38. أما عددهم في كل من فيرمونت وآلاسكا ووايومينغ وديلاوير 3 فقط.

والمرشح الذي يفوز بغالبية الأصوات في ولاية ما يحصد كل الناخبين الكبار فيها باستثناء نبراسكا وماين اللتين توزعان الناخبين الكبار على أساس نسبي.

لمَ الحاجة إلى هيئة ناخبة؟

يعود هذا النظام إلى دستور العام 1787 الذي يحدد قواعد الانتخابات الرئاسية بالاقتراع العام غير المباشر بدورة واحدة.

ورأى الآباء المؤسسون في ذلك حلا وسطا بين انتخاب رئيس بالاقتراع العام المباشر وبين انتخابه من قبل الكونغرس وهو أمر اعتبر أنه لا يستوفي كل الشروط الديمقراطية.

ورفعت إلى الكونغرس مئات الاقتراحات لتعديل الهيئة الناخبة أو إلغائها على مر العقود ومع تسجيل نتائج صادمة، لكن لم يفض أي منها إلى نتيجة.

كيف يعمل نظام الانتخابات الأميركي؟

في نوفمبر 2016، فاز دونالد ترامب بأصوات 306 ناخبين كبار. وطالب ملايين الأميركيين بلجم وصوله إلى البيت الأبيض. إلا أن ناخبين كبيرين اثنين فقط في تكساس بدلا رأيهما فحصل على 304 أصوات.

وهذه الواقعة ليست الأولى من نوعها. فقد خسر 5 رؤساء أميركيين التصويت الشعبي لكنهم فازوا بالانتخابات كان أولهم جون كوينسي في 1824 في مواجهة أندرو جاكسون.

وكانت انتخابات 2000 الشهيرة أدت إلى معركة قضائية غير مسبوقة في فلوريدا بين جورج دبليو بوش والديمقراطي آل غور.

وكان هذا الأخير فاز بعدد أكبر من الأصوات على الصعيد الوطني إلا أن المرشح الجمهوري حصل على 271 من أصوات الهيئة الناخبة.

تصويت فعلي أم مجرد إجراء شكلي؟

ما من بند في الدستور يلزم الناخبين الكبار التصويت بطريقة أو بأخرى.

لكن في حين ترغم بعض الولايات على احترام التصويت الشعبي، لم يتعرض "الناخبون غير الأوفياء" في غالبية الأحيان إلا لغرامة فقط. لكن في يوليو 2020 رأت المحكمة الأميركية العليا أن الناخبين الكبار "غير الأوفياء" قد يتعرضون لعقوبات في حال لم يحترموا خيار المواطنين.

بين العامين 1796 و2016، صوت 180 من الناخبين الكبار خلافا للتوقعات في الانتخابات الرئاسية. لكن هذه العمليات لم تؤثر على النتيجة النهائية حول هوية الفائز بالانتخابات.

متى يحصل التصويت؟

يجتمع الناخبون الكبار في منتصف ديسمبر في ولايتهم. وفي السادس من يناير 2025 وفي ختام الاحتساب الرسمي للأصوات، يعلن الكونغرس رسميا اسم الرئيس أو الرئيسة. إلا أن النتيجة تعرف قبل ذلك الموعد بكثير.

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة