الصين تتجسس على أميركا بـ"إعصار ملح"

قالت مصادر لصحيفة "واشنطن بوست" إن عملية الاختراق طالت شخصيات سياسية أميركية بارزة، وبخلاف ترامب ودي فانس، كان هناك مستشارا كبيرا في حملة ترامب لم يُكشف عن اسمه.

وتشير التقارير إلى أن الاستهداف نجح في الحصول على تسجيلات صوتية من خلال مكالمات هاتفية، وكذلك رسائل نصية ومعلومات حول سجل مكالمات الهاتف.

وربما يكون عدد الأشخاص الذين تم اختراق هواتفهم خلال عملية "إعصار الملح" أقل من ١٠٠، لكن التحقيقات المستمرة قد تكشف عن ضحايا جدد من بين الديمقراطيين والجمهوريين.

وقال مسؤول سابق رفيع المستوى في العمليات السيبرانية بالولايات المتحدة، إن القراصنة قيدوا نطاق اختراقهم عند هذا الرقم القليل، بعدما حصلوا على "صيد ثمين" واعتبروا ما لديهم كافيا بسبب المعلومات المهمة التي وجدوها.

وبعد اختراق الشخصيات السياسية البارزة توقفت المجموعة الصينية التي يُعتقد أنها تابعة للحكومة الصينية وفقا للتقرير الصحافي الأميركي، وقلصت نشاطها لتجنب الكشف.

واستهدفت المجموعة الصينية كذلك النظام الذي يتتبع الطلبات القانونية للتصنت على المكالمات الهاتفية التي تقدمها الحكومة الفيدرالية لشركات الاتصالات بغرض معرفة من يخضع للمراقبة من قبل مكتب التحقيقات وغيره من الوكالات الفيدرالية.

وطالت عملية التجسس موظفو زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشارلز إي شومر، وتوغلت في حملة كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي والمرشح على منصب الرئيس في انتخابات نوفمبر.

الإعصار الصيني السيبراني طال ما لا يقل عن ١٠ شركات اتصالات في الولايات المتحدة بما فيها الشركات الثلاث الكبرى AT&T وVerizon وLumen.

أصدر مكتب التحقيقات الفيدرالي أول بيان له ليؤكد علنا لأول مرة "إعصار الملح"، وأخطرت السلطات حملة ترامب بالاختراق السيبراني الواسع لأخذ الحيطة.

وعلى الفور تخلص الكثير من المسؤولين الذين أخطروا بعملية التجسس الصينية بتغيير هواتفهم المحمولة والحصول على هواتف جديدة للتأكد من أنها غير مخترقة من مجموعات بكين.

وفي بيان مشترك قال مكتب التحقيق الفيدرالية مع وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية: "الحكومة الأميركية تحقق في الوصول غير المصرح به إلى البنية التحتية للاتصالات التجارية من قبل جهات تابعة للصين".

وأشار البيان إلى أنه بعد اكتشاف الاختراق، أخطرت الجهات المختصة الشركات المتضررة التي كانت جزءا من العملية وقدمت لها المساعدة الفنية، وتبادلت معها المعلومات بسرعة لمساعدة الضحايا المحتملين الآخرين.

وقال متحدث باسم وزارة الأمن الداخلي لصحيفة "وول ستريت جورنال" إن مجلس مراجعة السلامة السيبرانية الذي يتألف من كبار المسؤولين وخبراء الأمن من القطاع الخاص، سيبدأ مراجعة العملية في الوقت المناسب.

وفي ظل الاتهامات الموجهة للصين، قال المتحدث باسم سفارة بكين في الولايات المتحدة، ليو بينغيو إن أميركا تحاول "تسييس قضايا الأمن السيبرانية لتشويه سمعة الصين"، مؤكدا أن هذا "تحريف للحقيقة".

أصدر الرئيس الأميركي جو بايدن قرارا بتشكيل مجلس مراجعة السلامة السيبرانية عام ٢٠٢٢، وكلفه بفحص الأحداث الأمنية السيبرانية التي تؤثر على الحكومة والشركات والبنية الأساسية الحيوية، من أجل مثل هذه العمليات الضخمة.

وحتى الآن لم يصدر المجلس بيانا حول آلية عملية "إعصار الملح"، ليوجه نصائحه للسياسيين البارزين على الأقل لتجنب الوقوع في نفس الفخ مرة أخرى.

واعتادت اللجنة على إصدار تحذيرات ومعلومات ونصائح بشكل رسمي لحماية الجميع داخل الولايات المتحدة من محاولات الاختراق السيبرانية الواسعة.

وأصدرت اللجنة في وقت سابق تقارير عن نقاط الضعف المتعلقة بأداة تسجيل البرامج مفتوحة المصدر على الهواتف الذكية، وهي مجموعة ابتزاز إلكتروني عالمية، وكذلك الاختراق الصيني لرسائل البريد الإلكتروني لشركة مايكروسوفت التي تخص مسؤولين في وزارتي الخارجية والتجارة التي اكتشفت العام الماضي.