"سرطان كيت ميدلتون" يخلق نظريات مؤامرة جديدة

حظيت الأميرة كيت ميدلتون، 42 عاما، بموجة تعاطف عالمي بعد أن كشفت في رسالة مصورة نُشرت الجمعة 22 مارس، أنها تخضع للعلاج الكيميائي الوقائي، سعياً منها لوضع حد لدوامة ادعاءات جرى تداولها أثناء غيابها عن الحياة العامة لأشهر.

قالت الصحافية هيلين لويس في مجلة "ذي أتلانتيك" الأميركية "لقد تعرضت كيت للتخويف فعليا إثر هذه التطورات"، لكنّ "البديل، أي سيل الأقاويل ونظريات المؤامرة، كان أسوأ".

كما انتقدت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية الحملات على الأميرة كيت، وتساءلت الصحيفة: "كيف يشعر كل هؤلاء المتصيدين الحقيرين على الإنترنت الآن؟".

لكن يبدو أن أصحاب نظريات المؤامرة لم يقولوا كلمتهم الأخيرة بعد.

ادعى كثيرون على منصتي إكس وتيك توك أن رسالة الفيديو التي نشرتها كيت، أنشئت بتقنية التزييف العميق المدعومة بالذكاء الاصطناعي.

ونشر بعض المستخدمين نسخاً بطيئة من الفيديو ليقولوا إن المقطع خضع للتلاعب، متسائلين عن سبب عدم تحرك أي شيء في خلفية الفيديو، كالورق الأخضر أو العشب.

وحلل آخرون حركات وجهها، متوقفين أيضاً عند عدم ظهور دملة كانت واضحة في صور سابقة.

وجاء في أحد المنشورات على منصة إكس "عذراً يا أسرة وندسور، وكيت ميدلتون، ووسائل الإعلام القديمة.. ما زلت لا أصدّق ما تحاولون إقناعنا به".

ولم يتوان كثير منهم عن استدعاء نظريات المؤامرة، متحدثين من دون أي أدلة عن تشخيص إصابة كيت بـ"السرطان السريع"، أو turbo cancer، وهي شائعة جرى دحضها مرارا، وكانت تتهم لقاحات كوفيد-19 بأنها السبب في زيادة خطر الإصابة السريعة بالسرطان.

يسلط انتشار النظريات المؤامرة الضوء على التدقيق المتزايد في الصور والفيديوهات المنشورة عبر الإنترنت في ظل تنامي التضليل الإعلامي، وهو منحى متعاظم بسبب عدم ثقة الجمهور في المؤسسات ووسائل الإعلام التقليدية.

ويقول باحثون لوكالة فرانس برس، إن هذا الانعدام في الثقة نفسه أفسد المحادثات عبر الإنترنت حول قضايا جدية، بينها الانتخابات والمناخ والرعاية الصحية.

وتوضح أستاذة علم النفس الاجتماعي في جامعة كينت كارين دوغلاس أن "الناس لا يثقون بما يرونه ويقرأونه". وتضيف "بمجرد زرع بذرة الشك، وفقدان الناس الثقة؛ تصبح نظريات المؤامرة قادرة على اكتساب المزيد من الاهتمام".

وانتشرت الشائعات المحيطة بالأميرة كيت منذ انسحابها من الحياة العامة بعد حضورها قداس عيد الميلاد وخضوعها لعملية جراحية في البطن في يناير.

وشهد الإنترنت سيلاً من نظريات المؤامرة بعد أن أقرت أميرة ويلز بأنه تم التلاعب بصورة عائلية نُشرت أثناء الاحتفالات بعيد الأم في بريطانيا قبل أسبوعين.

ووقع أصحاب نظريات المؤامرة في حفرة جديدة عندما نُشر مقطع فيديو في وقت لاحق يُظهر كيت وهي تتجول في السوق مع زوجها، إذ ادعوا من دون أدلة أن الأميرة استُبدلت بشخصية بديلة.

وتقول داناغال يونغ من جامعة ديلاوير: "عندما يتعلق الأمر بمؤسسة قديمة ومبهمة مثل العائلة الملكية، فإن انعدام الثقة العامة يفتح شهية كبيرة على عمليات التقصي". ويرى الباحثون أن ما جعل هذا الجنون أسوأ هو ثقافة السرية الملكية والثغرات في استراتيجية العلاقات العامة للقصر.