دلافين البوسفور.. سفراء السياحة التركية

اعتبر رئيس مشروع الحياة البرية، في تركيا، أحمد يشار يلدز، أن ظهور الدلافين في مضيق البوسفور، يعبر عن "نظام إيكولوجي مثالي"، مضيفا: "هذا دليل على نظافة المضيق الذي يعد أنقى من معظم الخلجان، وهدفنا إبقائه هكذا".

وأشار يلدز إلى أن مجلس المدينة التركية يبذل كل ما في وسعه من أجل إبقاء الدلافين في المضيق الرابط بين البحرين الأسود والمتوسط، عن طريقة تنقيته والحفاظ على نظافته.

ويعتبر يلدز أن مضيق البوسفور هو موئل الدلافين الذي ينبغي أن يظل هكذا، بينما تقول رئيسة برنامج الثدييات البحرية، التابع للصندوق العالمي للطبيعة في تركيا، كانسو إيلكيلينك، إن المضيق يحتوي على نوعين من الدلافين، ونوع من خنازير البحر، مضيفة: "هذا أمر لافت بالنسبة إلى ممر مائي مدني مزدحم".

ويستغل مجلس مدينة إسطنبول، وجود الدلافين في البوسفور لينظم رحلات صيفية مجانية لمشاهدتهم، بالتعاون مع الصندوق العالمي للطبيعة "WWF" بهدف التوعية حول المخاطر التي تواجهها الثدييات البحرية.

رغم ازدحام المضيق بالملاحة البحرية الدولية، إذ مرت 39 ألف سفينة عبر البوسفور خلال العام الماضي، بحسب وزارة النقل التركية، فإن الدلافين تفضل هذا الموقع وتعتبره موئلها.

وتهرب الدلافين من مياه البحر الأسود، وبحر مرمرة، على كل الجانبين، وتستقر في مضيق البوسفور، غير مكترثة بحركة الملاحة أو القوارب والعبارات التي تتنقل باستمرار من كل جانب.

ويقول يلديز إن الدلافين تفضل البوسفور بسبب وفرة الأسماك به، والتيارات القوية التي تزيل أي تلوث قد يستقر في المضيق التركي، ما جعله موطنا مثاليا لها في ظل التغيرات المناخية في المياه الأخرى.

ويحذر قائد مشروع الحياة البرية من تهديد حياة الدلافين، بسبب مخاطر التغير المناخي والتلوث التي تسببت في خسارة الكثير من الموائل، بالإضافة إلى الصيد الجائر.

ويضيف يلدز: "البناء والتصنيع غير الخاضعين للرقابة يمثلان مشكلة في كل مكان، وهي مشكلة خطرة في أسطنبول، ورغم ذلك لم تغب هذه الدلافين عن المشهد هنا سوى مرة واحدة فقط"، مضيفا "عندما تُعرَض الرحلات عبر الانترنت كل أسبوعين، يتم حجز المقاعد البالغ عددها نحو 100 في غضون ثلاث دقائق".

وتقول رئيسة برنامج التنوع البيولوجي البحري، التابع للصندوق العالمي للطبيعة في تركيا، عائشة أوروك، إن طيور النورس تعطي إشارة بوجود دلافين في المياه.

وتضيف: "عندما تهبط طيور النورس إلى الماء فهذا يعني أنها رأت أسماك، لكن في النهاية الدلافين تتغذى على هذه الطيور".

وبسبب مراقبتها للمضيق منذ سنوات طويلة، تؤكد أوروك أن أحد الدلافين يعيش في البوسفور منذ عام 2012، ويمكنها التعرف عليه من شكل زعنفته الظهرية المميزة.

وبحسب "إلكيلينك" يشكل مضيق البوسفور موئلا لكل أنواع الدلافين الشائعة والدلافين قارورية الأنف، بالإضافة إلى خنازير البحر.

وتعطي عائشة نصائح لمن يرغبون في مشاهدة الدلافين في البوسفور، بخلاف مراقبة طيور النورس، بأن يتتبعوا سفن الشحن والناقلات وقوارب صيد الأسماك.