بيئة
.
وسط أرض جرداء يقف حمزة النوفلي، 65 عاما، مستذكرا كيف كانت هذه الأرض بالأمس نهرا ينبض بالحياة ويغذّي أهوار الحويزة في البصرة، ويمثل مصدر رزق له ولعائلته وللدواب التي يعيش عليها.
لا يشغل تفكير النوفلي اليوم سوى الهجرة خوفا من خسارة كل شيء بعد أن نفدت الحلول إثر الجفاف وصمت الدولة.
النوفلي يعيش في قرية فقيرة تُسمّى نهر العز، تقع عند هور الحويزة الواقع على الحدود الجنوبية للعراق مع جارته الشرقية إيران. اختفى النهر، وتحوّلت مستنقعاته إلى أرض جافة قاحلة، يفكر أغلب ساكنيها في الرحيل بعد أن كان مقصدا سياحيا.
خسر عبد عمله في الصيد ومات بعض دوابِّ الجاموس التي يعيش عليها، وبات اليوم هو وآلاف العوائل التي تسكن في تلك القرية والأهوار يخشون من الجفاف، كما يشكو أنه "لم يتبقى لدينا سوى هذه الزوارق التي يستخدمها للصيد بقيَت على الأرض دون ماء، لا أحد يهتمّ بنا أو عوائلنا ونسائنا وأطفالنا، لقد متنا من العطش".
في المقابل، تخسر الموائد العراقية طبق أرزّ العنبر، الذي يهدّد حضوره الجفاف وشحّ المياه في العراق، الذي ينهك البلاد منذ ٤ سنوات. وفي سبيل مواجهة هذه المشكلة، يلجأ المزارع العراقي منتظر الجوفي إلى اعتماد طرق ريّ حديثة وبذور مقاومة للحر، لإنقاذ زراعة الأرزّ. فماذا يحدث في الأهوار؟ وكيف يحارب العراقيون الحرارة؟ وهل يوجد حل لإبقاء الأرز على الموائد العراقية؟
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة