شرع ياسين منذ العام 2018 في التفكير جديّا في مشروعه، وحمل المهندس الشاب المتخصص في التأثيرات البيئية وصاحب سنوات من الخبرة في العمل، بعضا من "الفيتورة" وسافر إلى دول أوروبية بحثا عن آلة بامكانها أن تحوّل هذه المادة إلى قوالب تستعمل للتدفئة أو الطبخ وتشتعل لأطول وقت ممكن بفضل كمية الزيت التي تحتويها.
لكن مساعيه باءت بالفشل وعاد إلى تونس خائبا. ويقول "من 2018 بدأت المشوار إلى 2021، خلال 4 سنوات جربتُ بنفسي تركيب كل أنواع المحرّكات وقطع الغيار المتاحة لكي أحصل على آلة تعطيني النتائج المطلوبة".
وبالفعل توصل في النهاية إلى "قالب فيتورة بنسبة رطوبة 8% بعد تجفيفه 30 يوما، ومع انبعاثات أقل من ثاني أكسيد الكربون مقارنة بالحطب الذي يتطلب تجفيفه 4 أشهر برطوبة في مستوى 17%".
ونشطت التجارة بين الشركة والعملاء من المطاعم وبيوت الضيافة، وزوّدت الشركة مدارس في المناطق الغربية المهمّشة التي تفتقر لتجهيزات التدفئة، حيث درجات الحرارة في فصل شتاء تصل إلى ما دون الصفر.
أصبحت "بيوهيت" تشغل نحو 10 عمّال وتصدر 60% من منتوجها إلى الأسواق الفرنسية والكندية، مع إنتاج يناهز الـ600 طن خلال 2025.
اختار سليم الساحلي، 40 عاما، وهو مالك بيت ضيافة، هذا العام استعمال قوالب الفيتورة مكان الحطب لإشعال المدخنة والتدفئة لعملائه. ويفصح "هذا حلّ إيكولوجي بديل واقتصادي بالنسبة لي".
ويضيف "هي طاقة نظيفة سهلة الاستعمال. وكذلك من الجانب المالي انخفضت تكلفة التدفئة بالثلث".
يشاطره الرأي أحمد حرّار الذي يدير محلاّ لبيع البيتزا في ضواحي العاصمة تونس. ويؤكد أن هذه التقنية قللت من كميات الأدخنة المنبعثة مقارنة بالخشب، وهو ما أسعد جيرانه. كما أن الفيتورة "تفرز طعما ونكهة خاصة في البيتزا".