مهرجان Sole DXB.. احتفاء بثقافة الستريت ستايل

بعيدا عن زحام دبي المعتاد، وفي قلب حي دبي للتصميم، ستجد أفواجا من الشباب بأحذيتهم الرياضية الملونة وقبعاتهم الفريدة، يصطفون للدخول إلى أحد أكبر مهرجانات الثقافة المعاصرة في المنطقة. ينطلق مهرجان سول دي إكس بي، مهرجان الثقافة المعاصرة الرائد في المنطقة، في الفترة ما بين 13 و15 ديسمبر الجاري تحت شعار "المزيد من الموسيقى، ساعات أطول، تجارب استثنائية"، ليحتفل بمرور 12 عاما على انطلاقه مع مجموعة من الفعاليات ومجموعات الأزياء الحصرية والعروض الموسيقية.

ويُعد سول دي إكس بي مهرجانا سنويا للشباب والثقافة المعاصرة يقوم على 4 ركائز رئيسية هي الأزياء والموسيقى والفنون البصرية والرياضة، وشهدت دورة عام 2023 مشاركة أكثر من 31 ألف شخص من أكثر من 85 دولة، مع أكثر من 100 فنان ومصمم ومتحدث، إلى جانب مشاركة أكثر من 80 علامة تجارية.

وبينما تتجول بين أروقة المهرجان، تلاحظ أن كل زاوية مليئة بالطاقة والإبداع، حيث يصنع الحضور قصصا جديدة من خلال أزيائهم وإطلالاتهم.

شغف بالأناقة والهوية الشخصية

كانت كارميلا، القادمة حديثا إلى دبي من أوروغواي، تجسد روح المهرجان في كل تفصيلة من إطلالتها.

منذ وصولها إلى المدينة قبل شهر فقط، قررت استكشاف هذا الحدث الذي سمعت عنه كثيرا، ولم تكن تتوقع أن تجد نفسها جزءا من قصته. كارميلا، معلمة لغة إسبانية وممثلة تبلغ من العمر 32 عاما، دخلت أروقة المهرجان بثقة وأناقة لافتة، مرتدية بنطالا صممه صديقها المصمم الأورغواياني ماتيو مارتينيز، وحذاءً رياضياً من براند "سالومون".

وتحكي كارميلا: "شعرت أنني جزء من لوحة فنية ضخمة، كل شخص هنا هو عنصر من عناصر الإبداع.. أدهشني مدى تنوع الأزياء هنا. في أوروغواي، قد نكون أقل انفتاحا فيما يتعلق بأسلوب الشارع، ولكن هنا، ترى الجميع يعبرون عن أنفسهم بلا قيود".

ويتميز رواد سول دي إكس بي بأسلوب الـStreet Style، وهو نوع من أنواع الموضة التي يُعتقد أنها لم تنشأ من دور الأزياء بل من عامة الشعب، وغالبا ما يعتمد هذا الأسلوب على الفردية، بدلا من التركيز فقط على تريندات الموضة الحالية.

وبالنسبة لكارميلا، "الـStreet Style تغير كثيرا، خاصة بالنسبة للجيل الجديد. أكثر ما أحبه هو أن الملابس لم تعد محصورة بنوع الجنس، أي شخص يمكنه ارتداء السراويل الواسعة أو القمصان الفضفاضة". وتوضح أن الوقت المناسب لارتداء الـStreet Style هو "كل يوم.. كل يوم هو فرصة لارتداء ملابس جميلة".

أما ثيرد رافينا، الذي لفت الأنظار بملابسه المميزة، فقد اختار إطلالة كاملة من براند "Archives by Ellis"، وهي ماركة فلبينية أسسها صديقه المقرب. ويحكي ثيرد: "الأزياء بالنسبة لي ليست مجرد ملابس، إنها حكاية. كل قطعة أرتديها تحمل رسالة شخصية، وتخبر جزءا من قصتي". وانعكس فِكره من خلال ملابسه التي دمجت تصاميم معاصرة بلمسة ثقافية، بالإضافة إلى الإكسسوارات، مثل حقيبته اليدوية المصنوعة يدويا، وخاتمه الذي صُنع خصيصا له ليشبهه.

لم تكن تجربة ثيرد متعلقة بالأزياء فقط، بل أيضا بالروح الجماعية للمهرجان. قال: "ما يجعل Sole DXB استثنائيا هو أنه مساحة تتقاطع فيها الأفكار والثقافات. هذا المهرجان ليس فقط مكانا لعرض الأزياء، بل هو منصة للابتكار والتعبير الشخصي".

دعم العلامات التجارية المحلية

في مهرجان Sole DXB، لم يكن التركيز فقط على العلامات التجارية الكبرى، بل كان هناك أيضا دعم كبير للمصممين المحليين والعلامات التجارية الصغيرة. إليزابيث، التي اختارت قبعة "كانجول" من مجموعة أُطلقت لأول مرة في الشرق الأوسط ضمن المهرجان، أوضحت أن اختيارها لهذه القبعة لم يكن عشوائيا. قالت إليزابيث: "أردت أن أدعم مصمما شابا طوّر هذا التصميم الذي يجمع بين الكلاسيكية والحداثة، وهو ما يعكس أسلوبي الشخصي".

وتعمل إليزابيث مع هذه العلامات التجارية الصغيرة ضمن شركة Violet.rae للاستشارات التي تديرها مع أختها لتمكين الشركات الصغيرة والناشئة من بناء علاماتها التجارية. وأضافت: "دعم المصممين المستقلين أمر بالغ الأهمية لأنهم يجلبون رؤية جديدة وأفكارا مبتكرة إلى عالم الأزياء"، كما أشارت إلى أن مثل هذه المبادرات تتيح لهؤلاء المصممين فرصا للتوسع عالميا، مما يسهم في تحقيق التنوع الثقافي.

وأضافت: "هذه القبعة كانت خيارا مثاليا لي اليوم، خاصة أنها تمثل مزيجا من الكلاسيكية والحداثة".

نصائح لتنسيق إطلالة مثالية لسول دي إكس بي

مع تغير تريندز الأزياء كل عام، أصبح الجيل الجديد يفضّل القطع المخصصة التي تعكس شخصياتهم وتعبّر عن هويتهم الفريدة بدلا من قطع يمتلكها الجميع. وعندما يتعلق الأمر بتنسيق تلك الإطلالات، هناك بعض النصائح الذهبية من رواد المهرجان:

• إليزابيث: "أحب المزج بين الرسمي والكاجوال.. يمكنك ارتداء فستان سهرة مع حذاء رياضي، أو قميص رسمي مع شورت ركوب الدراجات وحذاء كعب عال. خلط الأنماط أسرع طريقة لتجربة ستريت وير".

• ثيرد رافينا: "الإكسسوارات تضيف لمسة مميزة، لكنها ليست كل شيء. الأهم أن تشعر بالثقة فيما ترتديه".
• علي خليفة: "الراحة هي المفتاح. إذا كنت مرتاحا في ملابسك، ستبدو رائعا وتتمكن من التعبير عن شخصيتك".

الأعمال التجارية والمواهب الناشئة

إلى جانب الموضة، كان المهرجان فرصة للأعمال المحلية للتميز. وتعود سوق سنيكر سواب آند فينتج ثريفت في سول دي إكس بي هذا العام بصفتها من أبرز محطات المهرجان، إذ توفر لهواة جمع الأحذية منصة حيوية للشراء والبيع.

وتضم السوق 13 جهة بيع، ويمكن لرواد المهرجان استكشاف المجموعات الحصرية والتعرف على أندر الأحذية والتواصل مع مجموعة من أبرز مقتني الأحذية وهواة تبادلها. وتستقبل السوق الزوار طوال عطلة نهاية الأسبوع، لتكون وجهة فريدة للأحذية الرياضية القديمة.

ويقول علي خليفة، المسؤول عن جميع محلات الـThrift الموجودة في سول: "نحب أن نعمل مع الأفراد بدلا من العلامات التجارية الكبيرة، مما يساعدنا على بناء مجتمع متماسك، لنقدم قطعا فريدة من الثمانينيات والتسعينيات التي تثير اهتمام الجيل الجديد".

ولن تجد القطع المعروضة في سول في أي مكان آخر، فـ"جميعها ذات إصدار محدود، وعادة ما تكون Vintage" كما يوضح علي. ويظن علي المالك لمحلات YOUBETTERFLY أن أحد أهم الأسباب التي تجعل جيل الشباب يتوجه لشراء هذا النوع من القطع هو عامل الاستدامة الموجود، فهذه القطع مصنوعة بعناية لتدوم في خزانتك، بدلا من استبدالها كل عام.

وشارك علي في مهرجان سول دي إكس بي سابقا، وتعتبر هذه السنة الخامسة للمهرجان على التوالي. وبرأيه، سول يختلف كل سنة عن التي سبقتها، فكل سنة يختلف طابع المهرجان، و"نرى ثقافة مختلفة وهذا ما يجذب الشباب للعودة، ورؤية ما يقدمه سول لهم هذا العام".

مع أكثر من 80 علامة تجارية وفعاليات متنوعة على مدار 3 أيام، يقدم Sole DXB منصة للشباب للاحتفال بثقافتهم واستكشاف المزيد عن أنفسهم. سواء كنت تبحث عن الإلهام في الموضة، أو ترغب في التعرف على ثقافات جديدة، فإن المهرجان يقدم كل ذلك وأكثر، وكما قالت كارميلا: "الناس مذهلون، والأجواء حقا رائعة".