مطابخ ليلى ووسام في بيروت.. "عصفورين بحجر"

ليلى البالغة من العمر 38 عاما، عملت في إحدى أشهر المتاجر في بيروت، حيث كانت مهمتها في مجال إعداد المأكولات الجاهزة وبيعها.

التجربة التي مرت بها ليلى دفعتها للتفكير بـ"عمل حر"، وتقول لـبلينكس إن العمل عند الآخرين قد لا يعطيك حقك خصوصا في ظل الأزمة الاقتصادية الراهنة، مضيفة "الرواتب قد لا تكون منصفة لنا، لهذا السبب قررت إطلاق عملٍ من صلب اختصاصي كمعدة للطعام".

تلفت ليلى إلى أن مشروعها "عائلي"، فهي تتعاون مع زوجها وولديها على تقسيم المهام وإنجاز المأكولات وتوزيعها، في غياب أي مساعدة خارجية.

"غرفة عمليات" ليلى ليست منزلها فقط، بل قررت أيضاً افتتاح متجر صغير في منطقة برج أبي حيدر ضمن العاصمة بيروت، أطلقت عليه تسمية "Layla’s food".

المكان هذا يمثل "بداية" لحلم أكبر لليلى ولعائلتها يمكن أن يتطوّر مع الوقت، كما تقول، واصفة ما تقوم به بـ"الممتع".

بصفتها ربّة منزل وسيدة متخصصة بالطبخ، تعتبر ليلى أن المطبخ اليومي هو المشروع الذي يلبي خبرتها وطموحاتها، كما أنه المكان الذي يمكن أن تستثمر طاقتها به.

بالنسبة للسيدة، فإن "سر المهنة" في مطبخها يرتكز على 3 أمور وهي: المأكولات ذات الجودة العالية، الكميات الصحيحة والكافية، والأسعار المدروسة.

تؤكد ليلى إن سعيها الدائم هو في إنتاج أطباق صحية جدا من جهة، وبكميات كافية للشخص الواحد من جهة أخرى، وتقول "هناك وجبات تباع بأسعار باهظة بينما تكون صغيرة جدا ولا تكفي لشخص واحد. هنا، وجدت أن الأساس هو في دعم الوجبة بكل مقاديرها وبيعها بسعر مقبول يمكن أن يتحمله أي شخص".

الأساس أيضا بالنسبة لليلى هو تقديم وجبات "بيتية" بالدرجة الأولى، وتقول "لقد اكتشفت من خلال مسيرتي العملية إن الناس تريد مأكولات صحية، وكوني سيدة أقوم بإعداد هذه الأطعمة، فإن هذا الأمر سيكون مشجعا للزبون لكي يتناول طعاما نظيفا وجيدا".

مشروع وسام بيضون لا يختلف كثيرا عن مشروع ليلى، فالفكرة هي نفسها، وأساسها تقديم وجبات يومية مختلفة وطازجة.

يتحدث وسام عبر بلينكس واصفا مشروعه بـ"خطوة أساسية لمواجهة الواقع الصعب"، ويقول "فكرة عملنا بدأت قبل عام تقريبا بعدما كنا قد افتتحنا مقهى صغيرا لم يستمر طويلا بسبب الأزمة".

وتابع "إثر ذلك، سعيت للبحث عن فكرة أكثر حيوية وتلبي جزءا من الطموحات، فكانت فكرة المطبخ اليومي الذي أسميناه Chez Abou L'Wiss" الكائن في منطقة الأشرفية، ببيروت.

يؤكد وسام، 40 عاما، إن التجربة التي خاضها ليست سهلة في ظل تقلبات الأسعار، لكنه أشار إلى أن ما ساعده هو أن العمل يجري من المنزل، حيث لا إيجارات ولا تكاليف ثابتة يجب دفعها باستثناء تلك التي تستخدم لتحضير الطعام.

أما ما يميز "مطبخ وسام"، هو أن هناك خبرة عمرها 40 عاما يجري استثمارها في سبيله.

هذه الخبرة تأتي من والد وسام، السيد زين بيضون البالغ من العمر 70 عاما، والذي كان يعمل لسنوات طويلة في مختلف مطاعم لبنان.

عن هذا الأمر، يقول وسام إن الخبرة في إعداد الطعام تلعب دورا مهما بالنسبة للزبون، مشيرا إلى أن والده يستثمر نشاطه في أمور يحبها ولديه باع طويل فيها، ويضيف "والدي يتمتع بحيوية كبيرة تجعله يحضر يوميا الأطباق بشغف، كما أنه يبحث دائما عن طريقة تقديم جيدة للطبق، بهدف كسب رضى الزبون وتقديم أشهى المأكولات".