رحلة "سيفيلاي" التركية لقطف الشاي بـ"التلفريك"

التلفريك عبارة عن بضعة ألواح خشبية متصلة بإطار معدني معلق بسلك فولاذي. بالتالي، الرحلة محفوفة بالخطر على هذه العربات المفتقرة إلى حواف أو أي وسائل حماية أخرى.

في بداية أبريل، سقطت سيدتان من على ارتفاع نحو ٢٠ متراً، بفعل الطقس العاصف، لكنهما أفلتا من الموت بأعجوبة. بغضب وتأثر، يعلّق حسن أوزون، زوج إحداهما، وهي لا تزال طريحة الفراش منذ خروجها من المستشفى "بفضل الله، ستعاودان المشي يوماً ما".

وأثار الحادث قلق العائلات في منطقة داجينيكسو حيث يعتاش معظمهم على الشاي الذي يبيعونه لشركات هذا القطاع العملاقة، ومن بينها الشركة العامة التركية "تشايكور".

من أمام منزلها، تؤكد حُرمت يلدريم، 64 عاما، أنها لم تعد ترغب في ركوب التلفريك "منذ وقوع الحادث". وتضيف "الأمر يتعلق بحياتنا".

وقضى 18 شخصاً وأصيب المئات بجروح بين عامَي 2008 و2021، بحسب غرفة المهندسين الميكانيكيين في ريزي التي تقدر عدد خطوط التلفريك في هذه المنطقة الجبلية المطلة على البحر الأسود بحوالي 15 ألف جهاز.

قُتل منذ ذلك الحين ٢ على الأقل من سكان ريزي ومقاطعة طرابزون المجاورة، أحدهما شاب في الخامسة والعشرين أصيب بصعقة كهربائية في يوليو 2023 بعد ركوبه تلفريكاً محملاً بالشاي.

ونشر طبيبان شرعيان من المنطقة دراسة في مجلة علمية تركية عام 2021 عن ٨ حوادث مميتة لعربات التلفريك، أودت ستة منها بحياة عمال شاي.

ولاحظ معدّا الدراسة أن "أي اختبار أو صيانة دورية لا يجرى لهذه العربات المعلقة البدائية، نظراً إلى عدم وجود تصريح بها".

وعلى مسافة 6 كيلومترات من داجينيكسو، في قرية سلاميت، يواصل قاسم قره عثمان، 90 عاماً، يومياً ركوب التلفريك الذي أقامه عام 1970.

وليس لديه خيار آخر، إذ يقع منزله على قمة تلة، ولا يمكن تالياً الوصول إليها براً. وبواسطة التلفريك، نُقلت مواد بناء هذا المنزل قبل 50 عاماً.

ومهما تقدّمت به السن أو عظمت الأخطار، لا ينوي الرجل التسعيني مغادرة تلّته.