5 عوامل تحسم هبوط مانشستر يونايتد

عطفا على تلك الاحتمالية، أعدت صحيفة ديلي ميل البريطانية تقريرا، استعرضت فيه عدة أسباب قد تؤدي بالفعل لهبوط مانشستر يونايتد للمرة الأولى منذ نحو 50 عاما.

يأتي على رأس تلك الأسباب المحتملة تواصل سلسلة الهزائم التي ضربت الفريق، بعدما عانى أموريم من 5 هزائم في أول 8 مباريات في مشواره بالدوري، مدونا أسوأ سجل لأي مدير فني لمانشستر يونايتد منذ أكثر من قرن.

كما خسر الفريق 3 مباريات متتالية بالدوري الإنكليزي في ملعبه أولد ترافورد لأول مرة منذ ديسمبر 1978، وتلقى 5 هزائم بالدوري في الشهر ذاته لأول مرة منذ سبتمبر 1962.

كما أن الفريق لم يبدأ عاما جديدا في النصف السفلي من جدول ترتيب الدوري الإنكليزي منذ عام 1989، وبات يتأخر بـ6 نقاط عن أسوأ إجمالي نقاط سابق له في منتصف أحد مواسم البريميرليغ على مر تاريخه.

وأوضحت الصحيفة أن المشجعين الأكثر تفاؤلاً يشيرون إلى أن الفريق كان أيضًا في المركز الـ14 عندما حل أموريم محل الهولندي إيريك تين هاغ، وأن الفجوة التي تبلغ 7 نقاط بين يونايتد وإبسويتش تاون صاحب المركز الثالث من الأسفل في جدول الترتيب هي نفسها بين يونايتد والفرق الثمانية الأولى.

لكنها أشارت في الوقت ذاته إلى أن آخرين سينظرون إلى النتائج منذ وصول أموريم، ويجادلون بأنها تصور حالة هبوط محتملة بالفعل، لا سيما أن الفريق سيواجه ليفربول في المباراة المقبل، وهؤلاء يخشون بالفعل تكرار الإذلال 7-0 في أنفيلد في مارس 2023.

استعرضت الصحيفة سببا آخر لتعزيز احتمالية الهبوط، وهو تغيير الخطة، مشيرة إلى أن القلق بات متزايدا من إمكانية تواصل تراجع مانشستر يونايتد تحت قيادة أموريم بسبب إصراره على الحفاظ على خطة 3-4-3 التي استخدمه في البرتغال مع سبورتنغ لشبونة.

وأوضحت أن هذا الأمر سيعني أن لاعبي مانشستر يونايتد يجب أن يتكيفوا مع نظام جديد في منتصف الموسم، مع وجود القليل من الوقت أمام أموريم صاحب الـ39 عاما لتطبيقه في فريقه على أرض التدريب وتعويد اللاعبين عليه.

المقلق أكثر أنه عندما سُئل المدرب عقب المباراة الأخيرة عما إذا كان قد يفكر في تغيير التكتيكات لتناسب لاعبيه بشكل أفضل، أوضح أنه لا يوجد بديل أمامه، وأنه سيلتزم بالخطة مهما حدث، محذرا: "إذا قمت بالتغيير طوال الوقت فسيكون الأمر أسوأ".

وأضاف المدرب البرتغالي: "أفهم أنهم يواجهون الكثير من الصعوبات لأنهم قضوا عامين يلعبون بطريقة واحدة.. يمكنك أن تشعر بذلك، ويمكنني أن أشعر بذلك، لكن عليّ أن أبيع فكرتي، فأنا ليست لديّ أفكار أخرى".

كما اعترف أموريم بأن وظيفته قد تكون في خطر بعد 11 مباراة فقط في منصبه إذا لم تتحسن النتائج، على الرغم من أن قدرة إدارة مانشستر يونايتد على تحمل دفع التعويض على عقده البالغ 6.5 مليون جنيه إسترليني سنويًا إذا أجرت التغيير هي مسألة مختلفة.

يعاني مانشستر يونايتد من مشكلات مالية بعد إنفاق 600 مليون جنيه إسترليني على لاعبين جدد تحت قيادة مدرب الفريق السابق تين هاغ، وهذا يعني أن أموريم لن يكون قادرا ببساطة على إبرام صفقات تساعده للخروج من الأزمة في انتقالات يناير الشتوية.

وأوضحت "ديلي ميل" أن أموريم قد يحتاج إلى بيع لاعبين أولا للحصول على آخرين يناسبون نظامه بشكل أفضل، مع إعطاء الأولوية لمركزي لظهير الأيسر والمهاجم، ونقلت عنه قوله: "ليس لدينا هذا الاحتمال في يناير. ليس الأمر أنني قادم إلى هنا ويمكنني إنفاق الكثير من المال لتغيير الفريق بالكامل".

وأكدت أن التخلص من أي من لاعبي يونايتد المرتفعي الأجر لن يكون سهلا، مشيرة إلى أن اسم كاسيميرو ارتبط مرة أخرى بالانتقال إلى الدوري السعودي، وأن هذه ستكون هي أسهل طريقة للتخلص من راتبه الأسبوعي البالغ 375 ألف جنيه إسترليني من فاتورة الأجور.

ويواجه يونايتد مشكلة مماثلة مع ماركوس راشفورد وأنتوني، اللذين يكسبان 315 ألف جنيه إسترليني و200 ألف جنيه إسترليني على التوالي، مما يثقل قائمة الرواتب في الفريق.

وأشارت إلى أن أفضل طريقة لجمع الأموال للتعاقدات الجديدة والامتثال لقواعد الربح والاستدامة هي بيع المواهب مثل الأرجنتيني أليخاندرو غارناتشو والإنكليزي كوبي ماينو، والتي كانت تعتبر في السابق غير قابلة للمس، مؤكدة أنه مع ذلك لا يزال هذا الأمر يبدو غير مرجح.

بخلاف مثل تلك الحلول الثورية، فإنه سيتعين على أموريم فقط أن يأمل في وجود ما يكفي في الخزينة لإجراء بعض الإضافات البسيطة هذا الشهر، وليس صفقات كبيرة ومتعددة.

الصحيفة البريطانية أشارت إلى أن تواصل أزمات أموريم مع نجوم مانشستر يونايتد قد يكون أحد الأسباب المعززة لاحتمالية الهبوط، وأن راشفورد على سبيل المثال، والذي يهمشه المدرب البرتغالي حاليا، كان أحد أسباب احتلال الفريق المركز الثالث والفوز بكأس كاراباو في موسم تين هاغ الأول، بعد تسجيله 30 هدفًا.

وأشارت إلى أنه على الرغم من تجميده من قبل أموريم 4 مباريات قبل العودة كبديل غير مستخدم ضد نيوكاسل، فإن راشفورد صاحب الـ27 عاما لا يزال هداف يونايتد المشترك في الدوري الإنجليزي الممتاز بـ4 أهداف، مشيرة إلى أنه إذا بقي في نادي طفولته بعد يناير فيجب على أموريم بطريقة ما الحصول على أفضل ما لديه.

الأمر ذاته مع غارناتشو، الذي كان أحد الأضواء الساطعة في عهد تين هاغ، غير أن عدم تناسب الجناح الأرجنتيني الشاب مع نظام أموريم أدى لوقوع مشكلة، ليلعب آخر 4 مباريات من مقاعد البدلاء بعد إبعاده هو وراشفورد من ديربي مانشستر.

وأشارت الصحيفة إلى أن أموريم يتعين حاليا في هذا الصدد حل تلك الأزمة لاستعادة اثنين من أفضل لاعبيه لقيادة معركة البقاء.

بالإضافة إلى وراثة فريق ليس جيدا بما يكفي ولا يناسب أسلوب لعبه، أصبح لدى أموريم الآن مجموعة من اللاعبين الذين يعانون من انخفاض الثقة بشكل يائس بعد سلسلة النتائج الصادمة، حيث بدا لاعبان مثل الحارس أندريه أونانا والمدافع ليساندرو مارتينيز، وهما اثنان من أقوى اللاعبين تحت قيادة تين هاغ، مهتزين في النظام الجديد.

ولم يتألق كوبي ماينو بالطريقة التي كان يأملها الكثيرون، وكافح راسموس هويلوند لإنتاج الأسلوب ذاته في تسجيل الأهداف في الدوري الإنجليزي الممتاز كما يفعل في بطولة أوروبا.

وهناك جوشوا زيركزي، الذي يعاني منذ وصوله من بولونيا في الصيف، وبدا وكأنه رجل مكسور عندما تم استبداله في الدقيقة 33 ضد نيوكاسل، حيث تركته الهتافات غير المسبوقة من جماهير أولد ترافورد على وشك البكاء وهو يتجه للنفق قبل الظهور مرة أخرى على مقاعد البدلاء في الشوط الثاني.

إن إصلاح ثقة زيركزي المحطمة - وثقة العديد من زملائه في الفريق - ليس بالمهمة السهلة، وقد علق أموريم على ذلك بالقول: "يمكنك الشعور بذلك كل يوم.. من الصعب عليهم حقًا في بعض الأحيان على أرض الملعب التعامل مع كل هذه الخسائر، لكن يتعين علينا الاستمرار، فلا توجد طريقة أخرى".

يذكر أن كل مباريات مانشستر يونايتد المقبلة في النصف الثاني من الموسم ستكون في غاية الصعوبة، نظار لأن كل فريق يمتلك دوافع مختلفة، سواء المنافسة على اللقب أو على مركز متقدم، أو على الهروب من الهبوط، وهو ما سيخلق منافسة نارية بين الجميع.