منذ موسمين فقط كان الأهلي يعيش أكثر فصول تاريخه قتامة، حين سقط إلى دوري الدرجة الأولى لأول مرة منذ تأسيسه عام 1937.. ولم يكن هذا السقوط مجرد تراجع رياضي، بل كان بمثابة زلزال جماهيري، هز أركان النادي وجمهوره العريض المعروف بشغفه.
وكان الأهلي هبط في نهاية موسم 2021-2022 لأول مرة على مدار تاريخه الطويل، بعدما احتل المقعد قبل الأخير في دوري المحترفين برصيد 32 نقطة، بفارق نقطة واحدة عن مراكز النجاة، ليبدأ بعدها رحلة إعادة بناء للعودة إلى الكبار.
وتحولت الصدمة إلى نقطة انطلاق.. فبقيادة إدارية جديدة، ودعم مباشر من صندوق الاستثمارات العامة الذي امتلك 75% من أسهم النادي، بدأ الأهلي في رسم خارطة العودة.. وتمكن في أول موسم بعد الهبوط من العودة إلى دوري المحترفين، ليحتل المركز الثالث في موسم 2022-2023 ويحجز مقعدًا قاريًا.
تزامنت عودة "الراقي" مع خطة تطوير دوري المحترفين السعودي، واستقطاب أفضل النجوم العالميين، ليبدأ النادي في تدعيم صفوفه بنخبة منتقاة من أبرز لاعبي العالم، ليؤكد البعض حينها أن تدعيماته من بين الأقوى بين كل الأندية السعودية، رغم الهجوم الذي قوبلت به بعض الصفقات، وعدم تقديمها الأداء المنتظر في البداية.
ورغم الانطلاقة الضعيفة في الموسم التالي، والتي كادت تطيح بالمدرب الألماني ماتياس يايسله في يناير الماضي، فإن الإدارة صبرت على مشروعها، فكانت المكافأة تتويجًا آسيويًا تاريخيًا بعد 12 فوزا وتعادل وحيد.. لتتحول الجماهير التي كانت تهتف ضد المدرب في السابق إلى الهتاف باسمه في مدرجات جدة.
وقال المدرب الألماني، الذي كان مرشحًا للإقالة، إن "الاستقرار كان كلمة السر"، وهو ما أشار إليه أيضًا الرئيس خالد العيسى بقوله: "الأهلي هو أول نادٍ يقطف ثمرة الرؤية ويهديها للقيادة".
بهذا الإنجاز، أثبت الأهلي أن العودة من القاع إلى القمة ليست مستحيلة، بل ممكنة، حين تُدار الأندية بعقلية احترافية، وتُمنح الفرص الكافية لبناء مشروع رياضي متكامل.. وهكذا، من الظلام إلى المجد، كتب الأهلي واحدة من أكثر القصص إلهامًا في تاريخ الكرة العربية والآسيوية بل والعالمية.